منذ رجوع السلام إلى نصابه سنة 1945 بعد أفتك حروب التاريخ على الاطلاق (40 مليون ضحية بين سنة 1939 وسنة 1945) كان من حق البشرية ان تظن ان الدول الكبرى ستجتنب الحروب بعد الآن وان العالم انتقل إلى مرحلة سلام طويلة مديدة..
غير ان «بريد اليونسكو» نشر في عدده الأخير هذه الأرقام التي ترتعد لها الفرائص. فقال خبراء المنظمة الدولية انه قد اشتعل في انحاء العالم منذ غداة الحرب العالمية الماضية إلى اليوم أكثر من مئة حرب ونزاع مسلح! ومنذ ابرام المعاهدة المتعلقة بوقف التجارب الذرية سنة 1963 لم يزل معدل التجارب الذرية الجارية سواء في الجو أو تحت سطح الأرض يبلغ 46 تجربة في السنة مع انه كان لا يبلغ قبل تلك المعاهدة سوى 40 في السنة!
وفي أقل من عشرين سنة أي بين سنة 1949 وسنة 1968 ازدادت المصاريف العسكرية في العالم بنسبة 300 بالمئة! ولا تزال هذه المصاريف متصاعدة سنة بعد سنة حتى انها ستبلغ في سنة 1980 ضعفي ماهي عليه الآن.
وان ظلت تتزايد بالنسبة ذاتها فانها سوف تعادل في آخر القرن مجموع الدخل القومي في مجموع دول العالم مثلما كان هذا الدخل سنة 1968.
ولا تمت هذه الأرقام المرعبة بأية صلة إلى صورة الحمامة الوديعة المرسومة على غلاف «بريد اليونسكو» فأين نحن اليوم من صورة حمامة السلام.
| 
