قفي وانظري دمع العيون السواكب
وقلب محب بات في كل جانب
يئن وما ألفى سوى الهجر والأسى
وينحب كالحيران بين المصائب
سهام يصبن المرء في لب رأسه
بعيني مهاة من خيار الكواعب
تشير بتلك العين من تحت برقع
على كبد الولهان مثل القواضب
إذا ما رآها البدر خر لوجهها
وقال إليك العهد نور الكواكب
فأنت التي بالحب والمجد والبها
كمال فما ابقيت سؤلا لطالب
ألا فارحمي هذا الغريب وما أرى
سوى شبح يمتاح بين الخرائب
واما رأى برقا مع النوّلامعا
ينادي وايم الله فلجات صاحبي
واما رأى وردا لطيفا تأنقت
به راغدات العيش من كد تاعب
يقول يمين الله ذا خد صاحبي
وان تعذلوني لست أصغي للاحب
ومهما يكن في العذل والنأي والجفا
فاني لعبد الحسن مذ طر شاربي
على أنني ما خلت دهرا يخونني
وينأى بنا عن موطني واقاربي
لك الله ذكرى حيث أهلي بأرضهم
وحيث لهونا بالمنى والرغائب
ففاضت دموع العين منا كأنها
مكاسب غنم قد توالت لناهب
بلادي وما أغلى البلاد إذا نأت
وتلك وايم الله أرض الحبايب
ولى في الأسى تسع وعشرون حجة
أقارع عمراً في صراع النوائب
بكينا على أيار والدمع كاذب
ومن قبل كنا في وعود كواذب
فقدنا بنينا والديار كأنما
خرجنا إلى الانحاء في زي حاطب
وعشنا بدهر كان أوله عمى
وآخره سما كسم العقارب
خيام بمتن الريح والبرد قارص
وفي جوفها الاعياء من كل جانب
نساء نعمن العيش قبلا ولم تهن
وهين رجال في حفاظ المناقب
رضينا بأن نشقى وفي البيت نسوة
يعشن بستر الله بين المضارب
فلا عاش من يرضى لهن بذلة
ولا كان من أهل اللحى والشوارب
أناشدكم بالله ياهل ملتي
فأنتم لنعم الأهل يوم النوائب
اترضون فينا ان تشد رحالنا
ونحيا بقاع مقفر وسباسب؟
أترضون أن تبكي اليتيمة أهلها
تمزق شعرا بعد طيب الذوائب؟
خذوا يا شباب العرب ثأرا لأختكم
وثارات بيت الله بين المخالب
ولا تقنطوا إذ رحمة الله بيننا
وفيها مع التوحيد نيل المآرب