يواجه المسلمون في العصر الحديث وفي هذه الأيام خصوصاً تحديات كبيرة، ففي الوقت الذي تهب فيه رياح الفتن الآتية من الخارج والمتمثلة في المكايد التي توجه لديننا وأمتنا وتخويف الناس من خطر الإسلام العظيم، تعصف رياح الفتن القادمة من الداخل والمتجسدة في ظهور فكر زائغ منحرف عن السراط المستقيم مفتون بثقافة قائمة على مفاهيم لا تتصل بالله ولا تقيم وزناً للفضيلة ولا تنظر للإنسان إلا من زاوية شهواته ورغباته المادية.. وبين رياح التغريب وحملات التشويه يظهر بين ظهرانينا فكر متطرف يبتعد في غلوائه عن سماحة الاسلام من خلال فهم خاطئ للمفاهيم الشرعية إذ يضع أولئك المنحرفون تلك المفاهيم في غير موضعها ويستعملونها على غير وجهها الصحيح، ويضعونها في غير موضعها جهلاً وتلبيساً، ومن ذلك حقيقة معنى الجهاد في سبيل الله وما يتصل بأسباب مشروعيته وكيفية القيام به وفقه الولاء والبراء وفروعهما العلمية وعلاقات المسلمين بغيرهم.
في هذا الوقت الذي يواجه فيه المسلمون حرباً شعواء من خارج العالم الإسلامي ومن داخله، تنعقد الدورة التاسعة عشرة للمجلس الأعلى العالمي للمساجد وهو ما يمثل فرصة طيبة وجيدة إذ استثمرت لاظهار أهمية المسجد في حياة المسلمين ودوره في صياغة فكرهم وتنقية سلوكهم من الشوائب المستوردة جراء التغريب.. والتشدد والتطرف نتيجة الغلو والفهم الخاطئ، إذ يمثل دور الانعقاد للمجلس الأعلى للمساجد الذي تبدأ اجتماعاته في رحاب مكة المكرمة مجالا هاماً للعلماء ورجال الفكر الاسلامي لتفعيل وتنشيط فعالية المسجد كمؤسسة تربوية وتوجيهية كما أراد الدين الإسلامي الذي جعل للمسجد رسالة تتمثل في بناء الشخصية المسلمة وتوجيهها التوجيه السليم وتنقيتها من الشوائب التي يحاول أعداء الأمة إلصاقها بالمسلمين مع كشف ولجم الانحرافات والأعمال الخارجة والمتعارضة مع سماحة الإسلام كدين سلام ومحبة للبشرية جمعاء.
|