Sunday 31th august,2003 11294العدد الأحد 3 ,رجب 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

مستعجل مستعجل
جيل الخادمات.. قادم ..!!
عبدالرحمن سعد السماري

يقولون.. إن هذا الجيل أو الجيل القادم.. جيل هش ضعيف.. يسمونه.. جيل الفديو.. والستلايت.. والهمبرجر.. والخادمات.. والنيدو.. والسِّميلاك.. وجيل الجنز.. وجيل التفحيط.. وجيل الجوالات.. وجيل الرِّقة والميوعة.. وجيل.. «وش أخبا..... ركم؟!!»
** هم... لا يراهنون على هذا الجيل كثيراً... ولا يعتمدون عليه.. أو كما يقول العوام «مايِنْغَزابِهْ».
** ويقولون.. إن هذا الجيل.. هو سبب وجود ثمانية ملايين عامل أجنبي في البلد.. لأنه لو كان جيلاً قوياً صلباً عملياً.. لما سمح للأجانب بسرقة ثمانية ملايين وظيفة منه.. وهو يتفرج.. يبحث عن مكتب مؤثث مكيَّف.. وفرَّاش وجرس.. ووسائل ترفيه.. ولأنه لو قرأ عدد المليارات التي يُحوِّلها الأجانب في السنة لأهاليهم.. لعرف أنه هو السبب في هذه الخسارة المزدوجة «عطالة.. وبطالة.. مضافاً إليهما.. سرقة مليارات من اقتصادنا».
** هذا الجيل الهش الضعيف.. هو الذي ترك الحرِف الرائعة.. التي تدر ذهباً للأجانب.. مثل «سباكة.. نجارة.. كهرباء.. سمكرة.. صيانة عامة.. خدمات في الفنادق.. الليموزين.. وجميع الوظائف الميدانية المماثلة».. تركها وقال.. «أنا عاطل.!!!!.
** وهذاالجيل الهش الضعيف.. هو الذي بدأ يعتدي على والديه.. فقد كنا.. لا نسمع في السابق.. بأن أحداً حتى ناقش والديه بقوة.
** واليوم «يا الله صلاح العطا» هذا يصفع أمه.. وآخر يخنق والده.. وثالث يطعن أمه وهي نائمة.. ورابع يقتل والده في المسجد.. وخامس «مْزاعْلٍ» والديه ولايكلمهما منذ عشرين سنة.. وآخر ما يرد السلام على أبيه.. وعاشر يقول عن والده «دَبْلَةْ كبد» وآخر يقول عن أمه «عجوز مهذرية» وآخر يقول «بهذلونا هاالشِّياب» وآخر تحتاج أمه أو أبوه إلى تاكسي أو ليموزين لمراجعة المستشفى.. وهو رابض في استراحة أو نائم.. وهناك من بينه وبين والده «طلايب» في المحاكم.. وهناك.. وهناك.. و«خلوها مستورة».
** أشياء نسمع عنها في المجالس.. ونقرأ عنها في الصحف ..
** ممارسات لايصدقها العقل.. ولا يقبلها منطق.. ولا يُقرها دين..
** إنه قمة العقوق ونكران الجميل.. ونحن نعرف حقوق الوالدين في القرآن والسنة وأنها مقرونة بعبادة الله.
** ولكن.. ما أسباب هذا العقوق وهذا التمرد؟
** ما أسباب هذا الجفاف في العلاقات بين الأبناء والآباء؟
** لماذا.. هذه المشاكل في ازدياد؟
** ولماذا.. العقوق في ارتفاع؟
** هل.. للسائقين والشغالات دور.. أم.. هل للفضائيات والانفتاح الإعلامي دور؟!.
** يقول البعض.. ماذا ننتظر من شاب نشأ في حضن شغالة.. وتربَّى على السِّميلاك.. ولا يعرف عن أمه أي شيء؟
** الشغالة.. هي التي تتابع شؤون الطفل كلها.. من أكل ونوم وتعليم.. وطلعة ودخلة.. وهي التي تشتري له الحلوى والهدايا.. وهي التي تذهب به إلى الملاهي.. وهي التي تلاعبه وتداعبه وتسُولف معه..
** والسائق.. هو الذي يوصله ويتحدث معه ويحاوره.
** ارجعو إلى الوراء قليلاً.. وتذكروا في السابق.. كيف كان الابن متعلقاً بأبيه.. وكيف كان يرافقه في كل مشروع خروج ولأي جهة كان.. وعندما يريد الأب الهروب من ابنه.. يحاول تعليق بشته أو شماغه في الصالة.. ليوهم ابنه أنه ما زال موجوداً في المنزل..
** وهكذا الأم.. بينها وبين بناتها.. انسجام تام.. وتعلق تام.
** أما الآن.. فالطفل والطفلة.. لا يعرفان سوى الخادمة فقط.. ولا يتعاملان إلا معها.. ولو خرجت أمهم.. لما تحركوا.. ولو خرجت الشغالة من المنزل.. لصاحوا جميعاً.. يريدون مرافقتها..
** كم من طفل مُرض مرضاً نفسياً بعد ترحيل الشغالة أو سفرها إجازة لمدة شهرين؟
** وكم طفل صار يهذري باسم الشغالة؟
** وكم من طفل يتحدث.. «إندونيسي أو فلبيني.. أو سريلانكي»؟
** وكم نسمع في المجالس.. من إنسان يتمدَّح بأن ابنه لا يعرف إلا الشغالة.. ويتقن لغتها ويتحاور معها؟
** وكم من «سْنافي» و«نشمي» يقول بأعلى صوته وسط شلته «تصدقون يا الرَّبع» إن ولِدِيِ أبو خمس سنين - بِلْبِلْ- في اللغة الإندونيسية؟!
** وبعد هذا.. هل نستغرب العقوق؟
** وهل نستغرب «تَصْفِيْق الأبو» و«خَنْق» الأم؟!!

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved