أولاً:
يجب أن نقدم الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز ولولي العهد سمو الأمير عبدالله بن عبدالعزيز - وفقهما الله - لسرعة تجاوبهما في تنفيذ التوصيات التي أصدرها مؤتمر الحوار الوطني الذي عقد في مكتبة الملك عبدالعزيز بالرياض منذ أسابيع قليلة.
ثانياً:
لا أجد تعبيراً عن مركز الحوار الوطني الذي أقرته القيادة العليا - أجمل من وصفه بأنه «قناة للتعبير المسؤول والمناخ النقي الذي تنطلق منه المواقف الحكيمة والآراء المستنيرة التي تصدر من علماء الوطن ومفكريه ومثقفيه، مستندة إلى التمسك بالعقيدة الإسلامية، وبوحدة هذا الوطن».
هذا الوصف الجميل الموجز هو - في نظري - «القاعدة» التي سننطلق منها جميعنا لتفعيل هذا المركز عندما تتوافر آليات أعماله.
لذلك فإننا نؤمل أن ينطلق عمل المركز للحوار الوطني من منطلقين رئيسيين:
المنطلق الأول:
من: «الحلال بيّنْ والحرام بيّنْ»!
وهذا يعني أن العقيدة؛ والشريعة، لا تنازل فيهما ولا مساس بقداستهما.
أما المنطلق الثاني:
فهو «وبينهما أمور مشتبهات» فهذه المشتبهات هي التي يجب أن يدور الحوار حولها.. ويعرض فيها كل طرف وجهة نظره ورؤاه التي يدافع عنها بحق أو بباطل.. حتى يتضح له ما كان مشتبهاً عليه، بالاقناع. إن لم يكن بالاقتناع.
وعلى كل حالٍ فقد فتح لنا.. بإنشاء هذا المركز باب لم يكن مغلقاً من قبل.. ولم يكن مفتوحاً على مصراعيه، كما يبشرنا بذلك هذا القرار الحكيم وإنما كان «موارباً» بين الانفتاح والانغلاق.
ولعله حان الآن فتح باب الحوار ولكن بشروط القيم الإسلامية، وما يحافظ على الوحدة الوطنية ويراعي الحرية المسؤولة.
|