* حوار - إيمان التركي:
أشاد السفير الأمريكي السابق لدى المملكة السيد «كتلر والترليون» بالجهود التي تبذلها المملكة في محاربة الإرهاب سواءً عن طريق الاعتقالات أو التأكد من الأموال التي تخرج من المملكة، مؤكداً أن الجهود الحثيثة التي تبذلها السلطات السعودية في محاربة الإرهاب محل إعجاب وتقدير بل ومحل الاهتمام في الولايات المتحدة.
واستشهد والتر بإشادة الرئيس الأمريكي جورج بوش في مناسبات عديدة بما تبذله المملكة في هذا الشأن، مضيفاً بأن الرياض وواشنطن متعاونتان جداً في هذا المجال. كما أشاد السفير الأمريكي بسعي البلدين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية بالعمل على استقرار منطقة الشرق الأوسط سواء التعاون الأمني أو الاقتصادي أو التجاري.. مشيراً إلى تعاون البلدين السابق لإنهاء الاحتلال السوفيتي لأفغانستان.
وحول ما تمثله قضية الشرق الأوسط من صعوبات في سبيل تحقيق الاستقرار في المنطقة.. أكد والتر على أهمية مبادرة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني الشجاعة التي اعتمدتها القمة العربية في بيروت، أكد أنه لا يوجد أي استقرار ذي معنى صحيح في الشرق الأوسط دون حل لهذه القضية.
وقال والتر إن على إسرائيل أن تساعد أبو مازن.. من خلال تفكيك المستوطنات والبدء في انسحابات حقيقية.. كخطوة لانهاء العنف بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي. جاء ذلك في حوار مع سعادة السفير كتلو والتر في واشنطن خص به «الجزيرة» فيما يلي نصه:
من واشنطن وتحديداً من مركز مريديان الدولي خلال وجودي في الولايات المتحدة ضمن برنامج الزائر الدولي تحت عنوان الإسلام في امريكا قابلنا سعادة سفير الولايات المتحدة الأمريكية لدى المملكة السابق السيد كتلو والتر وقد تناول حديثنا بكل صراحة سواء الجانب السياسي أو التعليمي وقد اشار سعادة السفير إلى أنه على الرغم من وجود التعاون الثقافي بين الحكومتين إلا أنه يأمل أن يكون أكثر، وقال نحن هنا في مركز مريديان الدولي لمؤسسة ثقافية تتشرف حقيقة بالمشاركة وتبادل البرامج الثقافية وتعاون المنظمات السعودية، ويستضيف مركز مرديان عددا كبيرا من السعوديين والسعوديات في الولايات المتحدة في كل عام لمقابلة واستشارة نظرائهم المهنيين، وللتعرف عن كثب على الولايات المتحدة، كما يركز البرنامج على زيادة التفاهم المشترك عبر التواصل على الصعيدين الشخصي والمهني، كما نظم في السنوات الماضية في واشنطن معرض للفن السعودي، الذي شهد اقبالا كبيرا جداً من قبل الشعب الأمريكي واضاف ان زوجته سوف تنظم برنامجا تدعو فيه سيدات أمريكيات للسفر الى السعودية للتعرف على ثقافتها وعاداتها عن كثب.
* خلال تمثيل سعادتكم سفيرا للولايات المتحدة الأمريكية لدى المملكة العربية السعودية نريد أن نعرف اهم الانجازات او التوصيات التي قمتم بها؟
- مكثت 5 سنوات أمثل الولايات المتحدة الأمريكية سفيراً لها لدى المملكة وذلك كان في الثمانينيات وخلال هذه الفترة بدأ كثير من الشركات الأمريكية في مشروعات اقتصادية بترولية فكانت بمنزلة ثورة بالنسبة إلى الاقتصاد البترولي، وحاولت هذه الشركات خلال تلك الفترة انهاء مشروعاتها وقد امضيت وقتا طويلا من وقتي محاولا مساعدة الحكومة السعودية والشركات الأمريكية على تخطي أي من المشكلات والصعوبات الاقتصادية والتجارية، وكانت الحرب في الوقت نفسه مستمرة بين العراق وايران والتي كانت سببا في تهديد عملية تصدير البترول، وكان مهماً بالنسبة إلى المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية ان تحميا امن الخليج لضمان استمرار عملية تصدير البترول وتجنب ضرره، وبصفتي سفيرا أمريكيا بالسعودية فقد عملت الكثير لوطني من أجل تعزيز العلاقات بين المملكة وامريكا سواء الامنية أوالاقتصادية والتجارية وكما يعلم الجميع فقد كان هناك تعاون بين المملكة وامريكا لإنهاء الاحتلال السوفيتي لافغانستان وقد نجحا في ذلك، ولكن الذي لم نتوقعه في المملكة وأمريكا ظهور القاعدة في افغانستان.
* تعليقكم على الصراع الدائر في الشرق الاوسط بين اسرائيل وهي الطرف المعتدي والمتسبب في هذا وبين الفلسطينيين؟
- في اعتقادي الخاص لا يوجد اي استقرار ذو معنى وصحيح في الشرق الاوسط دون حل قضية الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، فهي قضية ساخنة لكل الدول العربية والاسلامية، فكان لوجودي في جميع المحاضرات والندوات أن تم التركيز في النقاش عليها بأكثر من قضية العراق وايران آنذاك.
واعرف ان للحكومة الأمريكية دورا رياديا تلعبه لإنهاء هذا الصراع لما لها من نفوذ عند الحكومة الاسرائيلية بطريقة اكثر نشاطا وفعالية عن ذي قبل.
ولكن مالم تستعمل الدول العربية نفوذها الموجود لديها مع الفلسطينيين وخاصة مع العناصر المتشددة وعلى سبيل المثال انا اتكلم عن العمليات الفدائية والواحد منا لا يفهم او يتفهم لماذا يقوم الفلسطينيون بهذه العمليات فهي تسيء وتصعب خدمة القضية الفلسطينية خصوصاً عندما تقوم الحكومة الأمريكية في الضغط او التأثير على القرار الاسرائيلي خلال اجتماعات شارون مع الرئيس بوش في البيت الابيض في واشنطن حيث تحدث عمليات فدائية، ولا شك ان الحكومة الأمريكية تسعى لتحقيق السلام في المنطقة وازالة كل ما يعيق تحقيقه، فاسرائيل وعلى مدى ال «30 و 40» سنة الماضية اخذت في بناء المستوطنات، وعلى مدى هذه السنين كانت الحكومة الأمريكية تقول: إن هذا عائق يعيق تحقيق السلام ولكن العنف الفلسطيني لايساعد أمريكا على اقناع اسرائيل.
* تصفون المقاومة الفلسطينية بأنها تعكر عملية حل الصراع الدائم بين الشعبين الفلسطيني والاسرائيلي فأين يكمن الضرر من هذه العمليات من وجهة نظرهم؟
الشعب الاسرائيلي والفلسطيني في كل استطلاعات الرأي اوضحوا رغبتهم في إنهاء الصراع واقامة دولتين فلسطينية واسرائيلية ووقف العنف سواء بالدبابات الاسرائيلية على المخيمات الفلسطينية او من العمليات الفدائية الفلسطينية على الشعب الاسرائيلي، ولكن لكل من الحكومتين اقلية متشددة ومتطرفة لا تريد اي حل سلمي وسط او اتفاق بينهما. ونعترف جميعاً ان الشعب الأمريكي متعاطف جداً مع الشعب الاسرائيلي وهو اعتراف منا وذلك يعود الى تاريخ المحرقة التي قتل بها ستة ملايين يهودي فبرغم من هذا كانت للانتفاضة الاولى حركة ذكية جداً في الثمانينيات كسبت تعاطفا كبيرا من الولايات المتحدة مع الشعب الفلسطيني واثرت على الرأي العالمي والمحلي الأمريكي مقاومة اطفال الحجارة كانت ذكاء شديدا وحركة وطنية معبرة من اطفال فلسطين بخلاف العمليات الانتحارية فرجوع اطفال الحجارة تجعل الحكومة الأمريكية تتخذ ضغوطها على اسرائيل لحل الصراع.
* سؤال افتراضي ماهي المدة التي تعطيها الولايات المتحدة للمقاومة لوقف العمليات الفدائية في مقابل ايجاد الحل المرضي للطرفين؟
- كما تذكرين شارون طلب السنة الماضية هدوءا كاملا لمدة اسبوع لانهاء العنف من الطرفين، وهذا طلب غير منطقي موقف اسرائيل هو انها ستبدأ بالانسحاب فقط بعد انهاء العنف الفلسطيني، وهذا غير منطقي ولا واقعي ان تطلب من فلسطينيين انهاء العنف قبل الانسحاب وارى ان الانسحاب وايقاف العنف يجب ان يتماشى مع بعض، وعلى اسرائيل ان تساعد ابو مازن محمود عباس رئيس وزراء فلسطين بأن تبدأ بالانسحاب وتفكيك بعض المستوطنات فبهذا تعطى الفرصة «لابو مازن» ان يقنع حماس والجهاد الاسلامي ان هناك املا في نهاية المطاف اذا اوقفوا العنف.. والا فلن يكون لابو مازن القدرة والقوة في اقناع الفلسطينيين والجهد يجب الا يقتصر على الولايات المتحدة فهناك السعودية والدول العربية الأخرى يجب ان نعمل بعضنا مع بعض في هذا الجانب.
ولا يجب أن نفقد الامل وعلى الواحد منا ألا ييأس وأنا متفائل وعندي بعض الامل، فقد كان مثل الحلم مصافحة ياسر عرفات لرابين وبما اننا وصلنا الى مرحلة المصافحة اذاً فنحن قريبون جداً وباستطاعتنا ان نقوم بالشيء نفسه مرة اخرى ومحتمل أن يتطلب هذا قيادات جديدة من الطرفين مع انني مقتنع ان الشعبين الفلسطيني والاسرائيلي سئموا من الوضع الحالي وليس الحكومتان فقط ، ويجب ألا ننسى مبادرة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز الشجاعة في مؤتمر القمة في بيروت التي تنص على انه على الحكومات والشعوب العربية ان تقبل بوجود إسرائيل مقابل اعتراف إسرائيل بدولة للفلسطينيين وبالشروط التي تضمنتها المبادرة في الوقت الذي كانت القوات الإسرائيلية تغير على المناطق الفلسطينية وترتكب قواتها مجزرة جنين. وبعد هذه المبادرة بفترة وجيزة كنت موجودا في السعودية وعرفت كيف ولماذا يقف سموه ويتقدم لمؤتمر القمة بالمبادرة التي تعترف باسرائيل وانه يجب أن يكون هناك دولتان إسرائيلية وفلسطينية، كما ان اعضاء الجامعة العربية بما فيها سورية وافقوا وايدوا مبادرة سمو ولي العهد.
* لكن المبادرة لاتشير إلى قيام دولتها على أرض القدس؟
- موضوع القدس هو موضوع لم يبت فيه حتى الآن فاسرائيل تدعي ان القدس عاصمة لها ونحن كحكومة لم نعترف بهذا الكلام، وعلى سبيل المثال لم ننقل سفارتنا من مدينة تل أبيب إلى مدينة القدس وهذه مسألة قابلة للنقاش مستقبلاً وأتساءل لماذا لا تكون القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية في المستقبل فعلى كل حال كون الحكومتين والشعبين يطالبون بمدينة القدس عاصمة لهم أرى من منظوري الخاص ان تدول مدينة القدس.
* ما موقف الحكومة الأمريكية من محاربة المملكة للإرهاب، وجانب آخر هل هناك نية لعادة النظر في الحملات الاعلامية عبر وسائل الإعلام الأمريكية ضد السعودية؟
- أنا كدبلوماسي لا انقد أو أعارض سياسة المملكة العربية السعودية الهادئة والدبلوماسية والبعيدة عن الضجيج، وهذا من معرفتي الشخصية لطريقة سياستها وأفهم هدوءها في حربها ضد الارهاب، والحكومتان السعودية والأمريكية متعاونتان للقضاء على الارهاب ويؤكد كلامي ما اشار له الرئيس الأمريكي بوش في مناسبات عديدة عن سروره من جهود عمل السلطات السعودية الدبلوماسي بدون ضجيج، وهذا ما لا يعرفه الشعب الأمريكي وتعد مشكلة فقد سلطت احداث 11 سبتمبر الضوء على السعودية بعد ان اتهم اكثر من 15 سعوديا في هذا الهجوم فكان هناك توقع من الشعب الأمريكي ان تكون ردة فعل السعودية اكثر وضوحاً فكتبت ونشرت وسائل الاعلام الأمريكية ما يعارض موقف المملكة ونقدتها على انها لم تعمل بسرعة ولم تتجاوب مع الموقف الامريكي من الارهاب بالكامل، فوسائل الاعلام هنا تريد أن تعرف كل شيء لأن ما حدث ليس مفهوما لديها، وهذا ما لا أوافق وسائل الاعلام الأمريكية عليه لاننا نؤمن كحكومة أمريكية ان المملكة قامت بعمل ممتاز وخاصة بعد التفجيرات التي حدثت في مدينة الرياض مؤخراً فقد ظهر ما تقوم به الحكومة السعودية ضد الارهاب عبر الاخبار التلفزيونية وليس فقط بالاعتقالات ولكن ايضا محاولة التأكد من الاموال التي تخرج من السعودية بدون علمها وقد تساعد على تمويل الارهاب وهذا حسن كثيراً من مفهوم وسائل الإعلام الأمريكية للموقف السعودي. فقد اخذت عملية الاعتقالات والحملات ضد الارهاب في السعودية الصفحات الاولى من الصحف الأمريكية فقد كان منها اعتقال قائد من القاعدة في السعودية واخذت السعودية التحدث عن هذا بطريقة مفتوحة واكثر وضوحاً وكان هذا جيداً للرأي العام الأمريكي المحلي.
* لم يكن للارهاب مدلول قبل حرب الخليج الأولى ومع بقاء القوات الأمريكية على أراضي الخليج بالرغم من رجوع القوات الأخرى المشاركة في تحرير الكويت، وكما ذكرتم فبعد هذه الحرب ظهرت القاعدة في افغانستان التي لخصت مطالبها على لسان ابن لادن في خروج القوات الأمريكية من الاراضي السعودية باعتبارها كما يدعي مثل باقي القوات الاخرى جاءت لمهمة وانتهت وبقاؤها كما يزعمون دفع القاعدة إلى اعلان الحرب على أمريكا فماذا تقول في هذا الادعاء؟
- بقاء القوات الأمريكية في السعودية بعد حرب الخليج كان بسبب مزاولة الرئيس المخلوع صدام حسين تهديداته للسعودية والخليج وهذا ما لا يفهمه ابن لادن من الغرض من وجودنا وحقيقة الكثير يقولون بعد الحرب لماذا لم يقض على صدام حسين في ذلك الوقت. ولكن لو حدث الانسحاب الأمريكي بالكامل من السعودية والخليج أو خفضناه بعد حرب الخليج لقال أو ادعى ابن لادن انه انتصر علينا وهزمنا ويجب ان تعلم ان الولايات المتحدة ليست هي المستهدفة الوحيدة من ابن لادن وغيره فالحكومة السعودية مستهدفة ايضا ودليل ذلك التفجيرات التي حدثت في الرياض بعد 11 سبتمبر بالرغم من إعلاننا قبل ذلك عن الانسحاب الكامل من اراضي المملكة.
ويجب ان نتذكر ان حرب الخليج ضد صدام حسين قدمت خلالها المملكة الشيء والجهد الكثير لأن المملكة كانت مستهدفة من قبل صدام مثلما كانت الكويت.
* نخرج من الحديث السياسي ونتناول أخيراً حديث المناهج الدراسية سمعنا ان الحكومة الأمريكية طلبت من المملكة تعديل المناهج الدراسية فما صحة ذلك؟
موضوع المناهج وتغييرها أمر يخص الحكومة السعودية وهو موضوع داخلي ونحن نحترم طبعاً رأي الحكومة السعودية ولا نتدخل في ذلك.
|