*فلسطين المحتلة - الكاتب والصحفي الفلسطيني - بلال أبو دقة
أعلنت كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) أنها وضعت لائحة بأسماء مطلوبين إسرائيليين لديها من أجل أخذ الحق بأيديها وفي مقدمتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي شارون.
وقالت الكتائب في بيان تلقت الجزيرة نسخة منه: سنأخذ الحق بأيدينا، إن إسرائيل دولة مصطنعة قائمة بالأصل على الارهاب والاغتيال لهذا فإن مجموعاتنا الخاصة مكلفة بملاحقة مجرمي الحرب شارون ووزير جيشه موفاز ورئيس هيئة أركانه موشيه يعالون، ورئيس جهاز الأمن الداخلي (الشاباك) آفي دختر، وعدد آخر من المسؤولين في الجيش الإسرائيلي.وأكد البيان على أن أية تسوية أو أي حل مع حكومة شارون يعني تبرئته كمجرم حرب هو ومجلس وزرائه.
وقالت كتائب شهداء الأقصى: لقد انتهك هؤلاء الصهاينة كل الاتفاقات والتعهدات وارتكبوا جرائم ضد الإنسانية، مشيراً إلى أن ما يسمى بالقانون الدولي يحمي هؤلاء المجرمين تحت غطاء ما يسمى بالشرعية الدولية بدعم أمريكي صريح.. كما وأن الصهاينة يحملون أوسمة ملطخة بدم الأبرياء، إنهم إرهابيون قتلة.. وتابع بيان شهداء الأقصى: لا تنس أيها الفلسطيني والعربي في كل بقاع الأرض أن تلاحق هؤلاء المجرمين المطلوبين ليد العدالة الالهية، إن ما يتعرض له الفلسطيني واللبناني والعراقي وكل عربي ومسلم يجعل من ملاحقتهم هدفاً مشروعاً أقرته قوانين السماء.وحذر البيان من سماهم بالمتصهينين الذين لم يفهموا الدرس من أن خلايانا ومجموعاتنا السرية لن تسمح لأحد أن يقطف ثمار الانتفاضة دون أن تنضج ونحقق أهدافنا الوطنية بحرية الأرض والمقدسات.
وأكد البيان على أن كتائب الأقصى ستثأر لشهداء فلسطين، وستعمل على إطلاق سراح الأسرى المخطوفين الرهائن دون طاولة المفاوضات العبثية.
الحساب فُتح من جديد
وقال قائد من كتائب شهداء الأقصى معقباً على عملية اغتيال المهندس اسماعيل أبو شنب: إن حساب تنظيمه مع إسرائيل فتح من جديد مع اغتيال القيادي في حركة حماس أبو شنب، وبعد استشهاد أحد عناصر كتائب شهداء الأقصى في نابلس، مؤكدا على أن كتائب شهداء الأقصى غير ملتزمة بأي هدنة، لأن إسرائيل خرقت الهدنة بشكل منتظم، ونحن من جانبنا تجاهلنا خروقاتها المتراكمة، إلا أنه وفي أعقاب اغتيال أبو شنب، ومقتل أحد عناصرنا في نابلس، فإن حسابنا مع إسرائيل فُتح من جديد؛ لن يكون بالإمكان التحدث عن أي هدنة قبل أن نرد نحو وبقية الفصائل الفلسطينية بكل قوة.. وإسرائيل هي التي تتحمل مسؤولية ذلك، نحن والفصائل الفلسطينية حافظنا على الهدنة لكن لا مناص من الرد في الوقت الحالي وردنا سيكون شديداً ومؤلماً ومزلزلاً وفي كل مكان تصل إليه أذرع المقاومة، وعلى الإسرائيليين توقع عمليات فدائية أكثر بكثير، وسيدفع المجتمع الإسرائيلي الثمن باهظاً جداً، مؤكداً على أن لا تهديد إسرائيلياً أو اغتيالاً سيمنع كتائب شهداء الأقصى من مواصلة مقاومتنا ضد الاحتلال؛ حتى لو تم اغتيالنا جميعاً، فمنذ الثلاثينيات والشعب الفلسطيني ينجب المقاتلين، ولم يكسر على الرغم من الضربات التي تلقاها.
وعقب عملية القدس، تم إخلاء المطلوبين ال 17 وغالبيتهم من كتائب شهداء الأقصى الذين كانوا في مبنى المقاطعة في مدينة رام الله بأمر من عرفات، وذلك تحسباً من قيام إسرائيل باغتيالهم..
وقالت مصادر إسرائيلية: إن هذه الخطوة تعبر عن خشية كبيرة في مكتب عرفات من احتمال قيام إسرائيل بتنفيذ عملية عسكرية تستهدف المقاطعة، ومن بين كبار المطلوبين في مبنى المقاطعة أبو عوض من قادة المخابرات العامة الفلسطينية، وكمال غنام، من قادة كتائب شهداء الأقصى في منطقة رام الله.وأكد غنام على أنه إذا كان الإسرائيليون يظنون بأننا سنكون فريسة سهلة فهم مخطئون تماماً، سنقاتل بكل ما أوتينا من قوة، وسينضم إلى نضالنا جميع المقاتلين.. وقال مطلوب آخر: إن الرياح تهب في الاتجاه الذي يرسخ المصلحة الوطنية الفلسطينية.
هذا وبدأت في المحكمة المركزية الإسرائيلية في تل أبيب مرحلة تلخيص الإفادات في محاكمة أمين سر حركة فتح في الضفة الغربية، مروان البرغوثي المعتقل في الزنازين الإسرائيلية المعتمة، وقدمت النيابة العامة الإسرائيلية للمحكمة تلخيصاتها التي امتدت على 200 صفحة، قالت خلالها إن البرغوثي من مهندسي وقادة الانتفاضة وأيد العمليات (الإرهابية) طيلة الوقت ووقف على رأس التنظيمات التي رفعت علم النضال المسلح ضد إسرائيل وبخاصة كتائب شهداء الأقصى، وكرر البرغوثي خلال جلسة المحكمة قوله بأنه ليس مجرماً بل مناضل من أجل استعادة الحرية التي اختطفتها إسرائيل.. مشيراً إلى قيام رجال التحقيق بتهديده بفرض عشرة أحكام مؤبدة عليه، لكنه رد عليهم قائلاً: إن الأمر لا يثير قلقه، إذ إنه توقع إقدام إسرائيل على اغتياله.
نشطاء النواة الصلبة
هذا وحذر قائد هيئة الأركان العامة في الجيش الإسرائيلي موشيه يعلون من أن نشطاء النواة الصلبة في حركة حماس، من أول عضو فيها وحتى آخر عضو يشكلون أهدافاً لعمليات الاغتيال العينية، مضيفاً: لا يمكن تجاهل حقيقة استمرار حماس في تنفيذ عمليات ضدنا على غرار عملية القدس التي نفذتها وأسفرت عن مقتل 21 إسرائيليا، وتسعى الحركة إلى إطالة مدى القذائف الصاروخية من طراز «قسام» لتصل إلى عمق المدن الإسرائيلية، والمسئولون عن ذلك هم قيادة حماس في سوريا وفي قطاع غزة، وكل من يساندهم ويمكنهم من العمل ويمولهم، لذا فلن تبرأ ساحة أي منهم.
يذكر أن وزير الجيش الإسرائيلي موفاز قرر مواصلة النشاطات العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية وقطاع غزة وبشكل خاص اغتيال نشطاء بارزين في حركتي حماس والجهاد الإسلامي وكتائب شهداء الأقصى، مضيفاً أن رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات مازال يشكل عائقاً أمام العملية السياسية وحكومة أبو مازن.
هذا وأصدرت اللجنة الإدارية لسلطة البث الإسرائيلية قراراً مبدئياً يقضي بإصدار تعليمات إلى القناة التلفزيونية الأولى والإذاعة الإسرائيلية الثانية التابعتين لسلطة البث بالتوقف عن استخدام كلمتي (انتفاضة) و (هدنة) وإيجاد بديل لغوي ملائم لهاتين الكلمتين باللغة العبرية، ومن اللافت للانتباه أن المبادر إلى هذا القرار هو عضو اللجنة الإدارية الدكتور إيلان آسيا، المعروف بآرائه اليسارية (حمائم السلام) وعلل آسيا قرار عدم استخدام مصطلحات عربية من هذا القبيل بأن استخدام نفس المصطلحات سيؤدي إلى أن يتم (إملاء) التاريخ على يد العرب كذلك.. وقال رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي ورئيس جهاز الموساد السابق، إفرايم هليفي: إن مصطلح الهدنة مفروض علينا كونه مأخوذا من التاريخ الإسلامي، وهي خطوة تكتيكية تقوم بها حماس على غرار (هدنة محمد مع قريش).
يذكر أن حكومة شارون ماضية في تنفيذ عمليات الاغتيال ضد قيادات حركة حماس حيث قامت مروحيات إسرائيلية بعد ثلاثة أيام من اغتيال القيادي السياسي اسماعيل ابو شنب باغتيال أربعة من قيادات ميدانية من كتائب الشهيد عز الدين القسام في عملية قصف بالصواريخ وقعت قرب مقر الرئاسة غرب مدينة غزة، وقال د. جمعة السقا مدير العلاقات العامة في مستشفى الشفاء بمدينة غزة ل «الجزيرة»: يبدو أن الصواريخ الإسرائيلية الثلاثة اصابت أجساد الشهداء مباشرة، حيث وصلت أجسادهم إلى المستشفى ممزقة الأطراف كما وأن رأس الشهيد أحمد اشتيوي انفصل تماما عن جسده الطاهر.
وقالت مصادر فلسطينية ل «الجزيرة»: إن اغتيال أبو شنب سيغلق الطريق أمام إمكانية قيام السلطة الفلسطينية بالعمل بقوة ضد حماس والجهاد الإسلامي، وان الرأي العام الفلسطيني لن يقبل قيام السلطة الفلسطينية باتخاذ اجراءات ضد الفصائل الفلسطينية، في الوقت الذي تقوم فيه إسرائيل بمواصلة عمليات الاغتيال.. وتؤكد تلك المصادر على أن قوة حماس والفصائل الفلسطينية المقاومة التي ترفض إلقاء أسلحتها الآن لا تقل عن قوة السلطة الفلسطينية.
لم تعد مِلك نفسك
هذا ووجهت حركة حماس نداءً عاجلاً لكل قيادي فلسطيني تلقته الجزيرة وجاء فيه: أخي المجاهد لقد نجح العدو الصهيوني في اغتيال العديد من الاخوة المجاهدين في وقت نحن فيه في أمس الحاجة لكل ساعد متوضئ مجاهد، ومما لا شك فيه أن الاستهتار أحد أهم العوامل التي تؤدي إلى نجاح العدو، فطائرات التجسس الإلكترونية لا تفارق سماء المدن الفلسطينية، والعيون المكلفة لا تعرف النوم وهي كثيرة، وطائرات الأباتشي مجهزة بصواريخها تنتظر الفرصة وهي على أهبة الاستعداد فلماذا لا نضلل العيون؟ ولماذا لا نتجنب متابعة طائرات التجسس؟ ولماذا لا يكون همك إفشال الأباتشي في تحقيق مرادها؟
أخي: أنت مراقب مراقبة لصيقة وعلى مدار الساعة، فأنت مطلوب للتصفية كل يوم بل كل ساعة وكل دقيقة، وعدوك جبان ويمتلك الأدوات .. .أدوات المراقبة والقتل، ولذا فلابد من إجراءات صارمة لا نعطي فيها للمصادفة فرصة ومن هنا أرى أن نلتزم جميعاً بما يلي:
* على المجاهدين أن يعتبروا أنفسهم مطلوبين للاغتيال ولا يوهمن أحد نفسه أنه غير مطلوب.
* يجب على جميع الاخوة عدم تحديد زمان التحرك ومكانه على الهواتف بكل أصنافها، فكل موجات الإرسال تلتقط وأنت مطلوب ومراقب.
* يجب على جميع الاخوة عدم استخدام السيارات للتنقل، فلا تدري من المكلف بمراقبتك، فقد يكون صاحب المتجر، أو جارك المطل على بيتك، أو بائع متجول، أو سيارة تتابع بيتك على مدار الساعة، أو..
* يجب على جميع الاخوة في حالات الاضطرار القصوى لاستخدام السيارة عدم التحرك الجماعي، فلا يكون أكثر من أخ واحد في السيارة.
* يجب على جميع الاخوة عدم التحرك إلا للضرورة القصوى، وحبذا لو كان التحرك في شوارع ضيقة.
* يجب على جميع الاخوة التمويه أثناء التحرك لتضليل العيون سواء عن طريق استخدام أزياء معينة، أو عن طريق التضليل في وجهة الحركة، أو غير ذلك.
أخي: أنت لم تعد مِلك نفسك وأنت تدافع عن أعدل قضية عرفها التاريخ، وتدافع عن شعب يرى فيك الأمل، كما أنه لا يجوز لك أن تفرط بنفسك عن طريق الاستهتار وكذلك لا يجوز لك أن تدخل الهم والحزن على قلوب المسلمين بتمكين اليهود القتلة من تحقيق نجاح في اغتيالك.
|