الشباب هم الشريحة الاكبر في المجتمع.. التي دائماً لابد من وضعها تحت المجهر بعيداً عن الرقابة السليطة، التي تتطلب من المجتمع احتياجاتهم ومتطلباتهم والسعي لتحقيقها دون الاخلال بالموازين الاسلامية.. ثم موازين الاخلاق والقيم الذاتية في الاطار الاسلامي.
وفي ظل التقدم وعصر العولمة والتكنولوجيا التي طغت على حياتنا وحاصرتنا في كل مكان بكل مظاهرها نجد ان جيل الشباب الآن يواجه من الصعاب ومن الغزو الفكري الذي يؤثر في مجتمعنا بالسلب لذلك لابد من تحصينهم ضد اي غزو وتهيئة كل السبل لتوعية هؤلاء الشباب وازالة «النظارة السوداء» التي يرتدونها وتمنع عنهم وضوح الرؤيا.
بعض هؤلاء الشباب بالجنسين اصبحوا يأخذون من الحضارة والتقدم القشور ويتركون اللب، حيث لا يأخذون منها سوى مظاهرها.. اللباس.. الاثاث.. وسائل الاعلام.. وغيره من الامور السطحية، وبعيدون كل البعد عما يصنع خلفهم في الخفاء من قبل الاعداء حيث ان الغالب بمعزل عن قضايا عصره وهمومه.
هذه النسبة من شبابنا.. من المسؤول عنهم.. وعن رغباتهم.. والاهم توجيههم بشكل غير مباشر!؟ من المسؤول عن تحصينهم ضد الغزو العقيدي والفكري؟!!
المسؤولية ليست حصراً على البيت او المدرسة او وسيلة الاعلام.. بل المسؤولية عملية مشتركة تبدأ بالاسرة وتنتهي بالمجتمع مروراً بالمدرسة ووسائل الاعلام.
فالاسرة مسؤوليتها توجيه الطفل منذ البناء الاول لفكره وشخصيته ولهيئته للخروج للعالم الخارجي واقصد به نطاق المجتمع، ليأتي بعدها دور المدرسة المشارك للاسرة التي عليها ان تدعم الجانب الطيب لدى الطفل الى ان يصل لمرحلة الشباب، لتكبر مسؤولية ذاك الشاب وتكبر معه متطلباته واحتياجاته لتتسع دائرة المسؤولية وتشمل «الاسرة، المدرسة، وسيلة الاعلام» هذا الثلاثي يحمل على كاهله ذاك الشاب بهمومه واحتياجاته ومتطلباته.
من هنا ومن ذاك الشاب فالاسرة تجاهد معه.. والمدرسة تسير بالخطى ذاتها، اما وسائل الاعلام لدينا.. وفي ظل القنوات الفضائية، والشبكة العنكبوتية، والمطبوعات المقروءة فاهتمامها بالشباب سطحي.. ولم تتعمق في ذاته وقضاياه وهمومه.. بل تهتم بأمور «الموضة» «الابراج» «الفرفشة» «الفنانين» وغيرها من الامور التي «عليه العوض ومنه العوض» بها.
اذاً اين هموم الشباب ومتطلباته؟؟ اين تحصينه ضد هذه الامور وضد الغزو الفكري المستتر خلفها؟؟ لاشيء.. مع الأسف..
فصبر جميل والله المستعان.
ايضاً لن اكون ناكرة لجهود وزارة الاعلام والثقافة في وطننا الغالي، فهي تسعى لتوسيع مدركات هؤلاء الشباب وتفكيرهم بشتى الخطوات التي من الممكن ان تكون اجتهادات كتب لها النجاح لكن لم تخدمها الظروف او العكس.
الآن وتحديداً في قناة الرياضة نجد انها تبث برنامجاً رائعاً يحكي كل احتياجات الشباب ومتطلباتهم، ويتناول كل قضاياهم بطريقة تلامس عقول الشباب، وبإقناع جميل يلامس شفافية طموحهم.. بحق برنامج «شباب» خطوة نتمنى لها الاستمرار.. وان يخرج لشبابنا برامج على هذه الوتيرة.. لأن الشاب يبحث عما يحكي عنه بطريقة حميمية، فلكل من قام على هذا البرنامج الف شكر.. فهذه البرنامج هو ما نطمح له ليخدم شريحة الشباب بالجنسين.
برنامج «شباب» يقدم قضايا حساسة جداً بالنسبة للشباب.. كالادمان، والمراهقة، وغيرها من القضايا التي تم طرحها، بالاضافة الى ان رسالة البرنامج متسعة تشمل الشبكة العنكبوتية بالرقي الفكري الذي يطور الشاب ويخدم ابداع شخصيته ويوظفه توظيفاً سليماً.
فالشاب الآن.. يختلف عن شاب الامس، حيث ان الشباب سابقاً لايملكون وقتاً لإضاعته لان يومهم كله مليء بالعديد من الواجبات بالاضافة الى انه لايملك قنوات فضائية، ولا يملك «الانترنت» ولم تغزه العولمة بشكلها الحالي، فشاب الامس اوفر حظاً من شاب اليوم، حيث شاب اليوم امامه من مغريات التقدم والحضارة مايكفي لتنشئته، ولمحدودية نظرته، انا لا اعمم بل هناك من الشباب الذين يعدون مثالاً نقياً لمجتمعنا.
** آخر النبض..
ان الشباب شريحة يحقق الوطن من خلالها رقيه وامنياته وشموخه وامان من يحتويهم فأجمل وفاء للوطن الحفاظ على هذه الشريحة منا ومن خلالنا وعبرنا.
للتواصل -ص.ب 56951 الرياض 11564
email:
|