Sunday 31th august,2003 11294العدد الأحد 3 ,رجب 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

شاعر الإسلام..محمد إقبال وإبداعاته الشعرية شاعر الإسلام..محمد إقبال وإبداعاته الشعرية

ولد محمد اقبال بن محمد نور بن محمد رفيق في مدينة سيالكوت الواقعة في ولاية البنجاب سنة 1877م - 1289هـ، وتعلم فيها وكان متفوقاً في دراسته وتعلم القرآن الكريم في صغره، وبعدما كبر سافر إلى لاهور ليتم تعليمه والتحق بكلية الحكومة وبرز في اللغة العربية والانكليزية، وسافر إلى ألمانيا وتعلم اللغة الألمانية ثم سافر إلى لندن ودرس القانون، وحصل على أوسمة العلم والشرف.
ولقد اهتم اقبال باللغة العربية اهتماماً بالغاً وحاول كتابة بعض الأشعار والقصائد التي يغلب عليها الطابع الإسلامي والديني.
لقد نال محمد اقبال اعجاب كثير من رواد الأدب العربي والمثقفين، ومن أولئك الذين نال اعجابهم الأستاذ والكاتب المعروف عباس محمود العقاد الذي قال عنه: هو طراز العظمة الذي يتطلبه الشرق في الوقت الحاضر، وفي كل حين، وقال عنه أيضاً طه حسين: إنه شاعر اسلامي رفع مجد الآداب الإسلامية إلى الذروة وفرض هذا المجد الأدبي الإسلامي على الزمان.
وقال عنه صاحب مجلة الرسالة الأستاذ أحمد حسن الزيات، فإذا كان حسان شاعر الرسول صلى الله عليه وسلم، فإن اقبال شاعر الرسالة.
وبالرغم من أن محمد اقبال شاعر كبير ومفكر جليل إلا أن دواوينه ومؤلفاته لم تنتشر في المكتبات العربية انتشاراً واسعاً مع أن هذه الدواوين والمؤلفات مترجمة إلى اللغة العربية.
ومن هذه الدواوين والمؤلفات:
1- الأسرار والرموز وهو من أوائل دواوينه، 2- رسالة الشرق، 3- زبور العجم، 4- هدية الحجاز، 5- رسالة الخلود، 6- ماذا يجب أن نصنع يا أمم الشرق؟ 7- صلصلة الجرس، 8- جناح جبريل، 9- ضرب الكليم، 10- تطور ما وراء الطبيعة في فاس (نشر في لندن)، 11- اصلاح الأفكار الدينية، 12- الكتاب الخالد، 13- في السماء، 14- مسافر.
ومن أبرز قصائده «الشكوى وجواب الشكوى» والمشتهرة في البلاد العربية بحديث الروح، ومن أبرز أبيات هذه القصيدة:


شكواي أم نجواي في هذا الدجى
ونجوم ليلي حسّدي أو عوّدي
أمسيت في الماضي أعيش كأنما
قطع الزمان طريق أمسي من غدي
والطير صادحة على أفنانها
تبكي الربى بأنينها المتجدد
قد طال تسهيدي وطال نشيدها
ومدامعي كالطلّ في الغصن الندي
فإلى متى صمتي كأني زهرة
خرساء لم ترزق براعة منشد

وقال فيها:


من ذا الذي رفع السيوف ليرفع
اسمك فوق هامات النجوم منارا
كنا جبالاً في الجبال وربما
سرنا على موج البحار بحارا
بمعابد الافرنج كان أذاننا
قبل الكتائب تفتح الأمصارا
ندعو جهاراً لا إله سوى الذي
صنع الوجود وقدر الأقدارا
ورؤوسنا يارب فوق أكفنا
نرجو ثوابك مغنماً وجوارا
كنا نرى الأصنام من ذهب
فنهدمها ونهدم فوقها الكفارا
لو كان غير المسلمين لحازها
كنزاً وصاغ الحلي والدينارا

والحق يقال إن هذه القصيدة رائعة وجميلة ومعبرة عن شعور شاعر وابداع مبدع، وان هذه الأبيات تمثل روح الإسلام ونور القرآن، إنها قصيدة تكتب بماء الذهب، وللقارئ الكريم ان يتأمل ويتمعن في هذه الأبيات التي يتحدث فيها الشاعر عما كان عليه سلفنا الصالح من التضحية والإباء والشجاعة والاقدام والتجرد من الدنيا وزخارفها.
ومما تجدر الاشارة إليه أن الشاعر عندما ذكر البطولة والإقدام والتفاني ذكر معها التوحيد والعقيدة وكأنه يقول لا تضحية تكفي ولا اقدام يسر إلا إذا كان معه عقيدة صافية ومنهج سليم.
ومن قصائده الرائعة (جواب الشكوى) ومن أبياتها:


كلام الروح للأرواح يسري
وتدركه القلوب بلا عناء
هتفت به فطار بلا جناح
وشق أنينه صدر الفضاء
ومعدنه ترابي ولكن
جرت في لفظه لغة السماء
لقد فاضت دموع العشق مني
حديثاً كان علوي النداء
فحلق في ربى الأفلاك حتى
أهاج العالم الأعلى بكائي
ويقول في هذه القصيدة:
لقد ذهب الوفاء فلا وفاء
وكيف ينال عهدي الظالمينا
إذا الإيمان ضاع فلا أمان
ولا دنيا لمن لم يحي دينا
ومن رضي الحياة بغير دين
فقد جعل الفناء لها قرينا
وفي التوحيد للهمم اتحاد
ولن تبنوا العلا متفرقينا
تساندت الكواكب فاستقرت
ولولا الجاذبية ما بقينا

ومن قصائده (مناجاة الشمس) ويقول فيها:


يا مبعث الاشراق والنور الذي
عم البرية من ضياء الباري
في كل موجود ضمير مشرق
من ضوئك الفياض كل نهار
منك الحرارة للحياة وبعثها
ونضالها في موجها الموّار

ومن رباعياته (كلمة التوحيد لا إله إلا الله) ويقول فيها:


في مقام التوحيد يشدو خيالي
بصدى الحق من رجال الحال
إنما تدرك القلوب هداها
بصفاء الأحوال لا الأقوال
حرف (لا) مظهر لسر الجلال
وهو للجور منذر بالزوال
بعد نفي الظلام والظلم يبدو
عند (إلا) اشراق صبح الجمال

وتوفي الشاعر الكبير محمد اقبال بعد معاناة طويلة مع المرض وذلك عام 1938م رحمه الله رحمة واسعة.
المراجع
1- ديوان محمد اقبال (الأعمال الكاملة) من اعداد الأستاذ سيد عبد الماجد الغوري ومن انتاج دار ابن كثير.
2- معجم الأدباء الإسلاميين المعاصرين، اعداد أحمد الجدع ومن انتاج دار الضياء.
سعد بن محمد الموينع
الرياض ص.ب 150009 الرمز 11745
مدرسة حي السفارات الابتدائية

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved