Sunday 31th august,2003 11294العدد الأحد 3 ,رجب 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

ذَبٌّ عن صَفيّ الرّب ! ذَبٌّ عن صَفيّ الرّب !

أرعاكَ يا قمرَ الوجودِ السَّاري
فبِكَ انشراحُ العينِ في الأسحارِ
يروي المُحبُّ على لسانكَ عِشقَهُ
ويبثُّ شكواهُ الفقيرُ العاري
هل في لسانكَ يا ضياءُ حكايةٌ
تُروى مُعطَّرةً عن (المُختارِ)؟!
أوما تذكّرت انشقاقَك في الدُّجى
نِصفين.. في أمرٍ من الجَبارِ؟!
أخرست حُنجرة الكَفورِ بفلْقة
هدّت مباني شبهةِ الكُفّارِ
ونصرتَ - في إذن الإلهِ - مُحمداً
وهوَ العَليُّ وسيِّدُ الأبرارِ
ما ضرّهُ أنْ كُذِّبت آياتُهُ
مِن مُشركين هُمُ وقودُ النارِ
أفنوا بإيذاء النبيِّ حياتَهم
وجزاهُمُ بالعفوِ والإنظارِ!
أمضى الحياة بدعوة قُدسيَّةٍ
تجلو دُجى الأكوانِ بالأنوارِ
حملَ الأمانةَ مُخلصاً مُتصبِّراً
مُتيقناً نصراً وعِزَّ قرارِ
عشراً بمكة داعياً.. وثلاثةً
بالجهزِ قضّاها وبالإسرارِ
متحمّلا إيذاء قومِهِ.. راجياً
نصراً وتمكيناً من القهّارِ
أوحى إليه الله أنْ هاجرْ دُجى
يعلو التُّرابُ نواصيَ الفُجارِ
واصحَبْ أبا بكرٍ بأعظمِ ليلةٍ
كَتبَ الزّمانُ، وأعظمِ الأخبارِ
ودلفْتَ للغار اتقاءَ لحاقهمْ
لما خرَجت انهَلَّ دمعُ الغارِ
ومضَيتَ.. يُسمَعُ للصخور ترنُّمٌ
والرّملُ يطربُ مِن غِنا الأطيارِ
هذي المدينةُ.. قد تهلَّلَ وجهُها
وامتدّ نورُ الخير للأنصارِ
فهُمُ كأرضٍ أقفرت جنباتُها
فحيَتْ بموفورٍ من الأمطارِ
فرأبْتَ صدْعهُم، وكُنتَ دواءَهُم
لجراح فُرقتهم مِنَ الأوتار
طهّرت من أصنامها أمَّ القُرى
لما بفتحكَ عزَّ كُلُّ مُجار
أورثتَ أمّتكَ المكارمَ كُلَّها
مِن حُسنِ أخلاق ومن إيثارِ
فغَدتْ بهديكَ أمتي منصورةً
وعزيزة مصقولةَ البَتّارِ
فطريقُها ما قد سننتَ من الهُدى
ولِسانُها ما صُغت من آثارِ
ذلَّتُ وقد سنتْ بغيرك نهجَها
واستقبلَتْ ما جئتَ بالإدبارِ
لا عِزُّها سيعودُ قبلَ إيابها
والمجدُ لا يأتي بغيرِ بدارِ
يا شامخاً بالنُّبل والأخلاق.. قد
أوتيتَ كُلَّ مفاتِحِ الإكبارِ
شهِدتْ لكَ الأعداءُ إعجاباً، وقد
أغنيتَ عن هذا بمدحِ الباري
لا.. لن يضيركَ أنْ يسُبَّكَ حاقدٌ
سِقطٌ، وينقِمَ منكَ عبدُ العارِ!
ليسوا ببدْعٍ في عدائك، إنهم
خلْفٌ لمَن تعِسوا مِنَ الكُفارِ
إن يحقدوا.. فالعودُ يعبِقُ طيبُهُ
نشراً إذا ما ازدادَ لفْحُ النّارِ
حاشاك - يا خيرَ البريّةِ - ما افَتروا*)
لا يزدري نبحُ الكِلابِ سحابةً
والنهرُ مُستعْصٍ على الأكدارِ!
لولا صَغارٌ صاب أمّةَ أحمدٍ
لم يجترئ عِلْجٌ على المُختارِ
*) الحمير.

عبدالرحمن بن صالح الحمادي /الزلفي
ص.ب 144 الزلفي 11932

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved