تواصلاً ما كتبته الأخت الكريمة زينب بنت فهد البطين في «الجزيرة» بعددها رقم 11260 الصادر في يوم الاثنين 28/5/1424هـ بعنوان «أيها الرجال كفوا!» ننادي به شقائق المرأة الذين يتكلمون عن قضايا المرأة دفاعاً عنها تارة ومطالبة بحقوقها تارة أخرى، كأنهم وكلاء عنها!! ويدندنون حول مواضيع هامشية تشم منها رائحة عدم الجدية، وأن وراء الأكمة ما وراءها، كما قالت الأخت - بارك الله فيها- اما مطالبة المسئولين بهذا البلد المبارك بفتح المدرجات الرياضية للمرأة السعودية أو فتح أبواب العسكرية لتجنيد المرأة لتساهم بحفظ البلد، أو تمكين المرأة بقيادة السيارة وعلى هذا سر...!
فأقول لهؤلاء الذين يزعمون رحمة المرأة والشفقة عليها أين أنتم من حقوق تهم المرأة لا يختلف فيها اثنان، ولا ينتطح فيها عنزان، بُح صوت المرأة بالمطالبة بها ومشكلات في المجتمع، يعاني منها الواحد منا بل المجتمع كله، تريد دراسات متواصلة ومؤصلة ينتج عنها حلول جادة يستعين بها ولاة أمر هذا البلد، والمجتمع للقضاء عليها برمتها أو التخفيف من عبئها. أين أنتم من أخواتي اللاتي وصلن إلى سن اليأس أو قاربن لأسباب تافهة يترفع الإنسان بذكرها والأخريات جُعل تحديد مصير زواجهن بأيدي قصار معنوياً الا صيحات تطالب برفع هذه الأيدي أو شلها، وإسناد الأمر إلى أهله. وأين أنتم مما يسمى المرأة المحجوزة: إما لابن عمها أو خالها، سلوا عن هذا إذ لم يسبق إلى علمكم من هذه الأخبار التي ترغمكم إلى تغير موجات صيحاتكم. واشتراط ان البنت الصغيرة لا يمكن بحال من الأحوال أن تتزوج قبل أختها الكبيرة حتى مع وجود الفارق الجوهري.
وأين أنتم من المضايقات التي تواجه المرأة من عمق بيتها إلى ضواحي مدينتها مروراً بأماكن التعليم والأسواق من قاصري الشهامة والرجولة وحدثاء السن والعقل، فمرة معاكسة عن طريق الهاتف وأخرى رمي الأوراق الصغيرة الموسومة برقم الجوال أو الهاتف الخاص.
ولا ننسى مزاحمة الاكتاف في الأسواق، والأسهم المصوبة من الأبصار، وغير ذلك من التصرفات الطائشة التي تدل على وجود هوة سحيقة في المجتمع زادت بسكوت القادرين وأمن الفاعلين من العقوبة، وعدم التفات عقلاء القوم بهذه التصرفات. وهل غضضتم أبصاركم عن السيارات التي تجوب طرق وشوارع المدينة من بيت إلى بيت قبل فلق الصبح بعدة ساعات لكي تنقل مربيات الأجيال، لكي تؤدي الواحدة منها رسالتها إلى أماكن لا يمكن الوصول إليها إلا عن طريق ابن اريقط القرشي الخرّيت، ألا دراسات جادة تنتج عنها القضاء على هذه الظاهرة برمتها أو التخفيف منها ولو بالشيء القليل. وهل من حقوق المرأة المدرسة أن يكون نصيبها من الحصص في كثير من المدارس قد جاوز القنطرة مع ما يضاف إليها من أعمال أخرى أين الشفقة؟ وأين الرحمة؟ وأين الشعور بضعف المرأة المعنوي والحسي؟ وهل من العدل أن تساوي المدرسة بالمدرس مع وضوح الفارق في البناء والبنية وليس الذكر كالأنثى؟! أسئلة واستفسارات واستفهامات تحول صيحات وتوجعات الترهات والخزعبلات إلى صيحات ونداءات جادة وحلول تعود على الفرد والمجتمع بالخير والازدهار- سيما المرأة- فشمّروا عن ساعد الجد- بارك الله فيكم- والسلام.
هيلة بنت محمد السعوي
|