وأنا أطالع تغطية المؤتمر الصحفي لمعالي وزير التعليم العالي د. خالد العنقري في الجزيرة يوم الخميس 30/6/1424هـ التي قام بها الزميلان/ عوض القحطاني ومحمد العيدروس وقبيل قراءتها تذكرت ذلك الحديث الذي أجريته مع معالي وزير التربية والتعليم د. محمد بن أحمد الرشيد، خلال زيارته للقريات ونشر ذلك الحديث في عدد الجزيرة الصادر يوم السبت 21/2/1422هـ. والفقرة التي تخص التعليم العالي أورد فقراتها كما وردت في حديث معاليه (س/ استمعتم معالي الوزير لمطالب بإيجاد كلية للمعلمين بالقريات وكنت مقرراً وصولك للقريات عن طريق البر ولكن عندما علمت أن المسافة من سكاكا إلى القريات وهي (400) كم عدلت عن ذلك. هل شعرت معالي الوزير بحجم معاناتنا وتجعلك تفكر بجدية هذا الطلب؟؟
(ج: نعم هذا حصل ومن حق الناس أن تطالب ومن واجبنا أن نلبي.. قضية كلية المعلمين غير ذات جدوى الآن خاصة بعد أن اطلعت على اعداد المدرسين وهي نسبة تصل 100% ولهذا أقول بصدق إن القريات بحاجة ماسة جداً.. جداً لفرع جامعي أو كلية جامعية وفق المسمى (كلية مجتمع) واعدكم بأنني سأنقل وبأمانة هذه الصورة لولاة الأمر وسأنقل ذلك بصدق لمعالي وزير التعليم العالي للمسارعة بتوفير هذه الحاجة وبأسرع وقت ممكن.. وهذا وعد مني! هل هذا وعد قاطع من معاليكم؟؟ نعم إنه وعد وبصدق...!!
كان هذا الكلام منذ عام ونصف فما الذي تحقق؟؟ هل الوعود تنسى؟؟ لا أدري ولكنني حين دققت في تفاصيل المعلومات الواردة في ثنايا التغطية علّني أجد اسم (القريات) ضمن المناطق والمحافظات التي يزمع في ايجاد كليات جامعية وجامعات تقنية، خاصة وأن وعد معالي الوزير الرشيد في ذلك اللقاء لم يكن للاستهلاك الإعلامي أو لمجرد الترضية.. مثلما درجت عليه العادة، بل إنني مطمئن ومتأكد وعلى ثقة بأن القريات سيكون لها ما يريد أبناؤها في اقرب فرصة.. قراءة أولى والنتيجة... (صفر) قراءة ثانية والنتيجة مثل الأولى.. شككت في نظري.. لكن القراءة الثالثة كانت القائمة لا تحمل اسم مدينتي..
تساءلت بين وبين نفسي.. ما هو السبب يا ترى؟؟ ما هو الأمر الذي يقف عائقاً أمام تحقيق هذا الحلم لأبناء وبنات القريات؟؟ هل هو رداءة الحظ أم أمور أخرى نجهلها؟؟
بدءاً من قصقصة منطقتنا وانتهاء بتحويلنا لمحافظة؟؟
حين تطالع الاحصاءات الرسمية لعدد السكان وعدد الطلاب فإن مقومات الافتتاح متوافرة فأي شيء يجعل من مدن صغيرة تحظى بكم وفير من التعليم الجامعي والتقني والمعاهد الفنية ويحرم القريات؟؟
مركز للتدريب المهني طالبنا به منذ عام 1412هـ واوفدت لجنة وسلمت الأرض المخصصة وإلى اليوم لم نطل عنب الشام ولا بلح اليمن.. مجرد وعود في وعود؟؟ حين نكدس التعليم المتخصص في مدينة ما ونفرغ المدن المحيطة من ابنائها فإننا نسهم في التهجير السكاني وننمي مدناً على حساب مدن أخرى تبحث عن عوامل تنموية ترسي التنمية المتوازية وتخلق فرص عمل وتعليم.. إنني أضع علامة استفهام حول هذا المسار.. هل تخطيطنا في واد وتنميتنا في واد آخر؟؟ وهل نطالب بشيء ونفعل عكس ما نطالب به؟؟ أريد أن أفهم.. استوعب.. علني اقتنع أو التزم الصمت.. مدينة يتجاوز عدد سكانها المائة وخمسين ألف نسمة (000 ،150) ألا تستحق؟؟ وعدد طالباتها وطلبتها أكثر من أربعين ألفاً (000 ،40) ألا تستحق.. فإن كانت في نظر المخطيين والمنظرين وبهذه الأرقام غير ذات جدوى فكيف بمدن تقل عن نصف سكان القريات وقريبة من كل مجالات التعليم وبمسافة لا تزيد عن المائة والخمسين كيلومتراً ويوفر بها كل حقول التعليم.. أليست مفارقة؟ وألا يرسم هذا الواقع الغريب أكثر من علامة استفهام.. أليس من حق أبناء القريات وبناتها أن تكون لهم فرصتهم مثل اقرانهم في المناطق الأخرى..؟ سؤال أطرحه علني أجد الاجابة عليه من معالي وزير التعليم العالي ليكون أبناء هذا الجزء من بلادنا على بينة وعلى اطلاع وأتمنى ألا تمرنا سحابة الصيف مثلما مرتنا مرات عديدة وخدرتنا الكثير من الوعود في السابق اسأل الله التوفيق للجميع.
سليم صالح الحريّص
|