وصلت حالة الانفلات الأمني في العراق، وخروج كل المواقع عن سيطرة قوات الاحتلال الأمريكي والمتحالفين معها إلى درجة انتهاك حرمة الأماكن الإسلامية واغتيال الرموز الدينية والسياسية والأمنية التي أصبح الوصول إليها والنيل منها من الأمور المعتادة التي أصبحت مستهدفة من الجماعات التي لا تريد للعراق الهدوء والتفرغ لمعالجة مرحلة الاحتلال التي يتعرض لها.
وأمس في يوم الجمعة الفضيلة وبعد الصلاة، وعند ضريح الإمام علي بن أبي طالب - كرم الله وجهه - امتدت الأيدي الآثمة وارتكبت جريمة شنعاء بتفجيرها سيارة مفخخة أدت إلى مقتل عشرين مسلماً من بينهم المرجع الشيعي محمد باقر الحكيم رئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق.
شخصية الحكيم وموقعه الديني والسياسي ومكان التفجير يثير الكثير من المخاوف من اندلاع فتنة كبرى في العراق تمتد من النجف إلى المدن العراقية، فمحمد باقر الحكيم له أتباع ومريدون ومؤيدون وموقعه في المرجعية الشيعية يجعل المتحمسين لها يسعون للثأر لمقتله، خاصة وأن أصابع الاتهام تتجه نحو أطراف عديدة بعضها داخل النجف وحولها وبعضها ممن يحسبون على النظام السابق، والبعض الآخر مرتبط بأطراف خارجية لها أجندتها الخاصة التي تعمل على تقليص دور المرجعيات الدينية، الشيعية منها والسنية.
ويسجل في هذا السياق اغتيال المرجع الديني علي الخوئي ومحاولة اغتيال محمد سعيد الحكيم عم الراحل الذي اغتيل أمس الجمعة، فالجهات التي لها ارتباطات بالقوى الأجنبية وبعضها لها وجود عسكري قوي في العراق لا تريد أن يكون للمراجع الدينية دور قيادي في العراق وبالذات في شؤون السياسة وإدارة البلاد، ولهذا فإن الكثير من المهتمين بالشأن العراقي يتخوفون من أن هذه الجهات لها أجندتها وأنها وضعت قائمة لتصفية القيادات التي لا تتوافق طروحاتها ومبادئها الإسلامية مع مصالح هذه القوى الأجنبية التي نجحت في تحييد وإبعاد القيادات الدينية السنية، وتعمل الآن على تصفية وإرهاب المراجع الدينية الشيعية.
|