Saturday 30th august,2003 11293العدد السبت 2 ,رجب 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

مستعجل مستعجل
الأخبار التسكيتية.. و(يا زين الصدق!!)
عبدالرحمن بن سعد السماري

** بعض العناوين الصحفية عندما تقرأها.. تسعد ويسيل لعابك وتظن أن المضمون العنواني صحيح ودقيق..
** قد يكون ذلك من وسائل الجذب الصحفي.. وهو المسمى «الإثارة».. وهو في الحقيقة «بثارة» وقد يكون مبالغة لا لزوم لها.. تكشفها وتعريها الحقيقة.. وتتحول إلى كذب.. وقد يكون مجرد لا مبالاة ممن صاغ الخبر أو قال التصريح.. أو.. من كتب العنوان..
** القارئ.. ذكي جداً.. ومتابع عارف.. يفرز هذا وذاك.. ولذلك.. عندما يقول أحدهم في مجلس.. إنه نُشر في الصحف هذا الكلام أو هذا التصريح.. أو هذا الخبر.. أو هذه البشرى.. يتساءل بسرعة.. ما هي الجريدة التي نشرته؟ فإن كانت جريدة تحمل مصداقية ولم يتعود عليها الكذب أو الإثارة أو المبالغة.. فإنه سرعان ما يصدق ويقبل الخبر كمسلمة لا تقبل الجدل.. ويستبشر.. أو العكس إذا كان الخبر غير سار..
** أما لو قيل له.. إنه نُشر في الجريدة الأخرى التي جرَّب عليها الكذب والمبالغة والإثارة.. فإنه سرعان ما «يمط» بوزه ويقول.. لا تصدق «ها الجريدة.. تراها تْهابِدْ وتطمر الجْرُوفْ».. لأنه عرف أن هذه الجريدة.. جريدة إثارة وكذب ومبالغات.. وجرَّب عليها مثل ذلك.. وبالتالي.. فقدت مصداقيتها أمامه.
** القارئ.. ذكي جداً.. ويفرز هذا وذاك.. وصحافة الإثارة.. باتت مكشوفة.. والصحف التي تراهن على الإثارة.. استقرت في المؤخرة.. وبقيت الصحف الجادة.
** أعود لموضوعي وأقول.. إننا أحياناً.. نقرأ خبراً يحمل عنواناً براقاً.. وعندما تقرأ الخبر وتتفحص مضامينه.. تجد العنوان في وادٍ والخبر في واد.. والمشكلة.. أن المسؤول أحياناً.. قد يكون متورطاً في عملية الإيهام أو غمط الحقيقة.
** عناوين.. أحياناً تُفرح.. وتجعل القارئ «يِشْهَقْ» من الفرحة ولكن.. بعد قراءة نص الخبر.. يُلقي بالجريدة بعيداً..
** يقول أحد الأخبار.. صندوق التنمية العقاري يصرف «كذا» مليار ريال لطالبي القروض.. وعندما يفرح القارئ ويستبشر و«يستاسع صدره» يجد أن هذا الرقم.. منذ تأسيس الصندوق وحتى تاريخه.. وأنه لا جديد في الصندوق.. وأن الانتظار يزداد عاماً بعد آخر.. وأنه الآن أي طالب القرض يحتاج إلى عشرين سنة حتى يظهر اسمه.. وليس لاستلام الدفعة الأولى.. وحتى نزيد «الحِمَّى مليله» نقول.. الثلاثمائة ألف ريال.. تسلم عليكم..!! فالقرض بعد «دراسة مستفيضة؟!!» أصبح الآن مائة وعشرين ألف ريال.. وبعد هذه «القفزة» أو «الطمرة» للصندوق.. اطلق عليه أحدهم اسم «صندقة التنمية العقاري».
** خبر آخر يقول: ثلاثون ألف وظيفة شاغرة تنتظر الخريجين.. وعندما يطير الخريجون من الفرحة.. وتقرأ تفاصيل الخبر.. يقول لك: إنه في ميزانيات وخطط خمسية قادمة.. أو إنه.. مجموع الوظائف التي أُعلن عنها خلال العشر سنوات الماضية.
** أما آخر الأخبار «الطازة» فهو تصريح سعادة عميد عمادة القبول والتسجيل.. التابعة لكليات البنات.. التابعة لشؤون البنات.. التابعة لوزارة التربية والتعليم.. التابعة (لبو أحمد وأبو عليان).. إلخ.. حيث يقول الخبر: إننا قبلنا «89» ألف طالبة في كلياتنا.. يعني كلياتهم .. هم!! .. وعندما تقرأ الخبر.. تصاب بالإحباط.. لتجد أن هناك منتسبات.. ومن هن على قوائم الانتظار.. وأن للكلية دوراً في تحديد نسبة القبول.. بمعنى.. أن نصف الرقم.. أو ثلاثة أرباعه «بَرّا».
** لماذا لا يكون الخبر واضحاً وصريحاً وصادقاً ومفصلاً؟!
** مثلاً.. عدد المقبولات بدقة.. عدد المنتظرات كاحتياطي.. عدد المقبولات كمنتسبات.. عدد المطرودات..
** لماذا نقول «89» ألفاً.. والحقيقة تقول غير ذلك.. بل وكل طالبة تصرخ وتقول: «هذا غير صحيح؟!!».
** مَنْ المسؤول عن هذا الرقم.. أو على الأصح.. من المسؤول عن هذه «الكذبة اللَّي أكبر من جبل طويق؟!!».
** هناك أخبار أخرى مشابهة تحمل أرقاماً.. ولكن عندما تخضع للحقيقة.. والواقع.. يظهر شيئاً آخر.. ويتضح أن بينها وبين الحقيقة مسافة ليست قريبة.
** نحن لا نريد أن نضيف لاحباطات شبابنا.. المزيد من الاحباطات.
** ونحن لا نريد أن نضيف لانتكاساتهم.. المزيد من النكسات.. يسهم الإعلام والمسؤول على سواء في صنعها..
** نحن نعلم.. حساسية قضيتين في نفوس شبابنا الوظيفة.. والقبول في الجامعة فكيف نتلاعب بأعصابهم بتصريحات غير دقيقة..
** ونحن أيضاً نتساءل عن سر الدفع بهذه الأخبار في هذا الوقت بالذات.
** هل المسألة تُصنف على أنها مجرد أخبار «تسكيتية؟!».
** أم أن المسؤول أراد أن يقول.. فعلنا.. وعملنا... وأنجزنا.. وهو لم يعمل أي شيء جديد يستحق؟!
** ثم.. مَنْ الذي يصدق هذه الأخبار؟!.. ولماذا تساق؟!
** «يا زين الصدق.. ويا شين الكذب ويا .... قِوِيْ وجه بعض المسؤولين».
** وهل يعلم هذا المسؤول.. أن الناس تقول بعد قراءة مثل هذه التصريحات «يا كِذْبَه كِذْباه؟!!»..

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved