هذه الحملات الصليبية والصهيونية المسعورة ضدّ الإسلام والمسلمين بصفةٍ عامة، وضد المملكة العربية السعودية بصفةٍ خاصة، ماذا وراءها؟ ولماذا تشعل نيرانها بهذه الصورة؟ وما المقصود من إثارة غبارها الكثيف في هذه المرحلة؟
لا شك أنّ هنالك أهدافاً وغاياتٍ يريد الأعداء تحقيقها من خلال هذه الحملات الإعلامية الظالمة على ديننا وبلاد الحرمين الشريفين، ولا شك ان أهم تلك الأهداف وأعظم تلك الغايات «اقصاء وتهميش القوة الروحية العظيمة» التي يملكها المسلمون، تلك القوة التي يحسب لها أعداء الإسلام ألف حساب، ويعلمون علم اليقين أنها قوة لا تُجارى، ولا تزول مهما كان السلاح الفتّاك المستخدم ضدّها من قبل دول العالم العظمى، إن معركة «هر مجدون» الدينية التي تهيمن صورتها على عقول وقلوب كثير من أصحاب الديانتين النصرانية واليهودية، تُعد معركة حاسمة ينتظرها المستقبل، وهي معركة - حسب معتقداتهم - بين الاتجاهات الدينية المتعارضة في هذا العصر، لا تقوم إلا بدوافع دينية بحتة، حيث يواجه الدين فيها الأديان المخالفة له، وهنا تكون قيمة الدين عظيمة لأنها المحرك الوحيد لهذه المعركة التي تسيطر صورتها المنتظرة على عقول أولئك القوم.
وإذا تأمّلنا قوة الإسلام العظيمة، وتعاليمه السماوية السليمة، وروحه المتألقة أدركنا مدى «التفكير العدواني الجاد» الذي يدفع بالدولة الصهيونية في فلسطين وبالدولة العظمى المناصرة لها، الى محاربة الإسلام والمسلمين إعلامياً، وان تركيز الحملة الإعلامية العدوانية على المملكة العربية السعودية، التي فيها الحرم المكي الشريف، وفيها المسجد النبوي المبارك، وفيها مهبط القرآن الكريم، والكعبة المشرفة التي يتجه إليها ملايين المسلمين كل يوم دون توقف وانقطاع، إنّ هذه المكانة الروحية، وهذه المنزلة الدينية هي السبب الأوّل، إن لم يكن الأوحد، الذي يدفع بالدوائر السياسية المتعصبة في أمريكا، وفلسطين المحتلة، إلى شنّ هذه الحملات الإعلامية الصارخة في عداوتها لبلاد الحرمين وأهلها، ومناهجها، والمرأة فيها.وهي حملات مكثفة ومركزة تنطلق من كل الوسائل الإعلامية المتاحة سواء أكانت عن طريق الفضاء بقنواته المتعددة، أو المسرح والسينما، أو الصحف والمجلات، أو التقارير السرية وغير السرية، أو الكتب والدراسات.ولا بأس أن نشير الى إحصاء مختصر ورد في كتاب «القطاع الخيري ودعاوى الارهاب» لمؤلفه د. محمد بن عبدالله السلومي الصادر قبل شهور عن مجلة البيان، يقول لنا بالأرقام:
- بلغ عدد المقالات عن الإسلام في السعودية، أكثر من 14639 مقالاً خلال عام 2001م مقارنة بما يقارب «2900» مقال في العام السابق، أي بزيادة تتعدى 400%.
- تم إجراء بحث احصائي مفصَّل حول تغطية الإعلام الغربي «الأمريكي» لعدد من القضايا الإسلامية المهمة المتعلقة بالمملكة العربية السعودية، فكانت محصورة في القضايا التالية - موضوعات المناهج الدراسية والتعليم في السعودية، ووجوب تغييرها، - قضايا المرأة المسلمة في السعودية، - الربط بين مصطلح الارهاب بمفهومه الغربي وبين السعودية، - الاهتمام بعلماء ودعاة السعودية من قبل الإعلام الغربي.
- في عام 2001م وصل متوسط عدد المقالات شهرياً عن الإسلام في السعودية وعن المناهج والمرأة الى ما يزيد على «1200» مقال شهري، أي بزيادة تبلغ أربعة أضعاف الأعوام السابقة.
هنا نعيد سؤالنا السابق: ماذا يريدون؟
إنّ أخشى ما أخشاه أن يظلّ كثير من المسلمين في بلاد الحرمين وفي غيرها من البلاد الإسلامية غافلين عن جواب هذا السؤال، أو غير عارفين بجوابه الصحيح وعندها فسوف نرى الأعداء بهنئون بعضهم - لا سمح الله - بما يحققون من الأهداف.
إشارة:
لجة الفتنة لا يخرج منها
من مشى فيها ولم يسمع نذيره
|
|