* نيقوسيا كروفورد الولايات المتحدة بغداد طهران ا.ف.ب:
توالت ردود الفعل الدولية المستنكرة للاعتداء الذي اسفر أمس الجمعة عن سقوط 82 قتيلاً على الاقل في عدادهم محمد باقر الحكيم رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق في مدينة النجف.. الواقعة على بعد 175 كلم الى جنوب بغداد.. فيما أعلنت إيران الحداد لثلاثة ايام.
فقد اعرب الامين العام للامم المتحدة كوفي انان عن «روعه» لاعتداء السيارة المفخخة الذي وقع مباشرة بعد صلاة الجمعة في النجف ودعا الى ضبط النفس محذراً من مغبة عمليات الثأر.
وفي رسالة نقلها المتحدث باسمه «دان انان بأشد العبارات الهجوم الارهابي في النجف» مشيراً الى انه «يطلب من كافة الجماعات السياسية والدينية في العراق التحلي بأكبر قدر من ضبط النفس وتفادي اي عمل جديد للعنف والانتقام».
كما دان البيت الابيض أمس الجمعة الاعتداء.. واكد ان واشنطن «مصممة» على محاربة الارهاب واعادة اعمار العراق.
وقالت المتحدثة باسم الرئيس الامريكي كلير باكن «نأسف لهذا العمل الارهابي ونقدم تعازينا لعائلات الضحايا ولكل من فقدوا عزيزاً».
واضافت من كروفورد بتكساس حيث يمضي الرئيس جورج بوش اجازته «نحن ما زلنا مصممين على قهر الارهاب ومواصلة العمل لتحسين مستوى حياة الشعب العراقي».
ودانت فرنسا «بأكبر قدر من الحزم» الاعتداء واكد المتحدث في اسم الخارجية الفرنسية هيرفيه لادسو ان «فرنسا تدين بأكبر قدر من الحزم هذا العمل الدنيء الذي تسبب بسقوط عدد كبير من الضحايا بينهم محمد باقر الحكيم الشخصية البارزة لدى الطائفة الشيعية العراقية»..
وعبرت روسيا عن «قلقها العميق» على الوضع في العراق ودعت الى الاسراع بتشكيل حكومة شرعية في هذا البلد بمساعدة الامم المتحدة.
وجاء في بيان لوزارة الخارجية الروسية ان «هذا العمل الارهابي الكبير يرمي الى نسف عملية تطبيع الوضع في العراق الذي يشهد وضعاً من عدم الاستقرار المزمن».
كذلك دانت الحكومة الالمانية «بأكبر قدر من الحزم» هذه «الجريمة الشنيعة» وأكدت وجوب ملاحقة المسؤولين عن هذا العمل وادانتهم من دون رحمة».
كما اعلن وزير الخارجية الالماني يوشكا فيشر بحسب تصريحات نقلها المتحدث باسمه لوكالة فرانس برس.
بدورها دانت وزيرة الخارجية الاسبانية آنا بلاثيو الاعتداء الذي «يظهر مرة اخرى ضرورة ان تتوحد الاسرة الدولية من اجل محاربة الارهاب».ودانت تركيا ايضا ب«حزم» الاعتداء الذي وصفته ب«العمل الارهابي» كما جاء في بيان لوزارة الخارجية مضيفاً «ان تركيا ستواصل» دعم الامة العراقية خلال هذه الفترة الانتقالية التاريخية». وأعلنت ايران الحداد لثلاثة ايام اثر مقتل رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق آية الله محمد باقر الحكيم.
وحملت طهران «القوات الامريكية المحتلة» المسؤولية عن ارتكاب الاعتداء الذي اسفر كذلك عن اصابة 229 شخصاً بجروح في المدينة الشيعية المقدسة على بعد 175 كيلومترا الى الجنوب من بغداد.
واكدت الحكومة في بيان بثته وكالة الانباء الطلابية «ايسنا» ان «الجمهورية الاسلامية تدين هذا العمل الغاشم وتحمل مسؤولية ارتكابه مباشرة للقوات الامريكية التي يناط بها ضمان الامن في العراق بموجب القوانين الدولية».
وقال المرشد الاعلى للجمهورية آية الله علي خامنئي في رسالة قرئت على التلفزيون العام ان «استشهاد» آية الله الحكيم يعتبر «خدمة للصهاينة والامريكيين» و«يشكل دليلاً جديداً على انعدام الامن والاستقرار الذي يشيعه المحتلون في العراق».
ودعا المسؤول الشيعي العراقي الراديكالي مقتدى الصدر الى اضراب عام لثلاثة ايام في كل انحاء العراق لادانة الاعتداء بالسيارة المفخخة الذي اسفر عن مقتل 82 شخصاً بينهم رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق محمد باقر الحكيم في النجف.
ودعا مقتدى الصدر الذي عرف بخطبه المناهضة للامريكيين منذ اسابيع في مقابلة مع محطة الجزيرة الفضائية القطرية، «الشعب الى التظاهر ضد هذه الجريمة والمشاركة في اضراب عام لثلاثة ايام».
واضاف ان «الامريكيين لا يدافعون عن الشعب ولا يتركونه يدافع عن نفسه ولذلك فهم اعداء لنا».
واتهم مقتدى الصدر «المجرمين البعثيين» بأنهم «المستفيدون الوحيدون من هذه الجريمة» في اشارة الى الاعضاء السابقين في حزب البعث الذي تم حله بعد الاطاحة بنظام صدام حسين في نيسان ابريل الماضي.
وتابع ان «هذه الاعمال مرفوضة تماماً من الشعب ويجب وضع حد لها لانه قد يأتي يوم يهاجمون فيه الحوزة لا سمح الله».
واكد الامين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله ان «مقتل» محمد باقر الحكيم رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق أمس الجمعة في النجف الاشرف «سيقوي» عزم الشعب العراقي على انقاذ بلده المحتل من ايدي كل العتاة». وقال نصر الله في بيان «ان دماء باقر الحكيم وكل المظلومين الذين قضوا في جوار مرقد امير المؤمنين علي بن ابي طالب ستوقظ روح الثورة والغضب وسترفع درجة الوعي لمواجهة الاخطار المحدقة». واضاف «وستخيب آمال كل اولئك القتلة والمجرمين الخونة بفعل وحدة الشعب العراقي وصدقه ووعيه وعزمه على انقاذ بلده المظلوم والمحتل من ايدي كل العتاة والطواغيت». واعتبر المرجع الديني الشيعي اللبناني محمد حسين فضل الله ان اغتيال الحكيم في ابرز المدن الشيعية المقدسة «يستهدف الوحدة الاسلامية». وقال وزير الاعلام اللبناني ميشال سماحة ان الاعتداء «عملية ارهابية توظف في سياق سياسة الفوضى الشاملة التي تنفذها كل مراكز القرار المتطرفة في العراق والشرق الاوسط».كما دان المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى أعلى هيئة دينية للشيعة في لبنان بشدة «المجزرة».
|