* بكين - الوكالات:
أكد نائب وزير الخارجية الصيني وانغ لي ان المحادثات السداسية لتسوية الأزمة التي نجمت عن البرنامج النووي الكوري الشمالي سمحت بتحقيق «بعض التقدم» لكنه أكد ان «خلافات ما زالت قائمة».
وقال المفاوض الصيني في كلمته في ختام المحادثات ان «المفاوضات سمحت بتحقيق تقدم لكن ما زالت هناك خلافات».
وأضاف وانغ الذي نقلت وكالة أنباء الصين الجديدة تصريحاته ان «كل المشاركين رأوا ان المحادثات مفيدة».
وقال نائب وزير الخارجية الصيني ان الولايات المتحدة أكدت خلال المحادثات السداسية في بكين انها لا تعتزم «مهاجمة» كوريا الشمالية أو «تغيير نظام الحكم» فيها.
وكانت المحادثات حول البرنامج النووي الكوري الشمالي اختتمت أمس الجمعة بعد ثلاثة أيام من افتتاحها بدون ان تسمح بحلحلة الأزمة.
وعقدت كوريا الشمالية والصين وروسيا واليابان والولايات المتحدة وكوريا الجنوبية منذ الأربعاء سلسلة اجتماعات للمرة الأولى من أجل دفع بيونغ يانغ إلى التخلي عن برنامجها النووي. وقد وصف البيت الأبيض المحادثات السداسية بأنها «إيجابية» وأعرب عن ارتياحه «للتعاون الممتاز» القائم بين الولايات المتحدة وحلفائها.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كلير بوخان في تصريح صحافي في كراوفورد «تكساس- جنوب» حيث يقضي الرئيس جورج بوش إجازته في مزرعته «ان فريقنا في مكان الاجتماع يرى ان اللقاء إيجابي».
من جهته أعلن كبير المفاوضين الكوريين الجنوبيين أمس الجمعة في بكين ان المحادثات ستتواصل، مؤكداً رغبة هذه البلدان في تسوية الأزمة «بطريقة سلمية».
وقال نائب وزير الخارجية الكوري الجنوبي لي سو- هيوك للصحافيين ان «الدول الست متفقة على تسوية الأزمة بطريقة سلمية وبالحوار».
وأضاف ان البلدان التي شاركت في المناقشات «قررت مواصلة المحادثات وستتشاور لتحديد موعد ومكان» اللقاء.
وأكد ان الدول الست ترى انه من الضروري ان تؤخذ «الاحتياجات الأمنية» لبيونغ يانغ في الاعتبار.
من جانب آخر أعلنت كوريا الشمالية أمس الجمعة ان المطالب التي طرحتها الولايات المتحدة في المحادثات السداسية «تفوق التحمل» وتظهر ان واشنطن تريد نزع سلاح الدولة الشيوعية وبعد ذلك تغزوها.
ونقلت وكالة الأنباء الكورية الشمالية المركزية عن كيم يونج ايل رئيس وفد بيونج يانج في المحادثات قوله ان بلاده كانت تأمل في الإعراب عن استعدادها للتخلي عن برنامجها النووي «في مقابل إظهار الولايات المتحدة رغبة في إحداث تغيير في سياستها على الأقل».
وأضاف قوله ان أمل بيونج يانج خاب.
ونشرت الوكالة النص الكامل لخطابه في المحادثات التي شاركت فيها الولايات المتحدة وروسيا والصين واليابان والكوريتان.
وصرح كيم بأن الوفد الامريكي رفض اقتراحاً كورياً شمالياً وأضاف «التحليل النهائي هو ان الولايات المتحدة ستتحرك فقط بعد نزع سلاح جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية بالكامل».
وذكر ان ذلك أمر مناف للمنطق ويشكك في تحركات الولايات المتحدة.
ونقلت عنه الوكالة قوله «التفسير الوحيد هو ان الولايات المتحدة تنوي غزو البلاد بعد نزع سلاحها...انه مطلب يفوق الاحتمال».
و هددت كوريا الشمالية بتعزيز ترسانتها النووية في حال رفضت واشنطن قبول شروطها لتسوية الأزمة المرتبطة ببرنامجها النووي.
وقالت بيونغ يانغ في الإعلان الذي بثته وكالة الأنباء الكورية الشمالية ان الدورة المقبلة للمحادثات بشأن الأزمة مهددة برفض الولايات المتحدة تغيير سياستها حيال كوريا الشمالية.
وأضافت «إذا رفضت مقترحاتنا المعقولة في المحادثات فاننا سنرى ان الولايات المتحدة لا تريد التخلي عن محاولاتها لخنق كوريا الشمالية (...) بإصرارها على قيامها بتفكيك برنامجها النووي».
وأكدت ان كوريا الشمالية «لن تكون قادرة في هذه الحالة على تفكيك قوة الردع النووية ولن يكون امامها خيار غير تعزيزها».
وفي فيينا أعلن محمد البرادعي رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية أمس الجمعة ان كوريا الشمالية متهمة «بالابتزاز» النووي ولا يمكن الوثوق بها رغم ان المحادثات السداسية التي جرت في بكين جعلته يشعر بالتفاؤل.
وقال البرادعي في مقابلة مع تلفزيون هيئة الاذاعة البريطانية «بي بي سي» لا أعتقد انه يمكن الوثوق بهم،
«ولكن نود ان نعمل معهم ونعيدهم إلى معاهدة حظر الانتشار النووي».
وطردت بيونج يانج مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية عشية السنة الجديدة وانسحبت من معاهدة حظر الانتشار النووي التي تهدف إلى منع انتشار الأسلحة النووية في وقت سابق من هذا العام.
وأعلنت كوريا الشمالية قائمة بمطالب قدمتها للولايات المتحدة خلال المحادثات السداسية في بكين ولكنها قالت انها لن تتخلى عن برنامجها النووي الا إذا تخلت واشنطن عن «سياستها العدائية».
وقال البرادعي أيضا انه يعتقد ان كوريا الشمالية تشكل أكبر تهديد نووي في العالم.
وأضاف «انه أخطر وضع من أوجه كثيرة لأن لديهم القدرة ان لم يكن لديهم بالفعل أسلحة. ولكنهم لا يستغلوا ذلك كابتراز فحسب وانما أعتقد ان ذلك يشكل سابقة خطيرة للغاية».
|