منذ فترة ليست بالقصيرة وغالبية من اجتمع بهم سواء من الزملاء الإعلاميين أو الفنانين أو المنتجين أو القراء يحملوني مسؤولية وأمانة نقل عدد من الملاحظات التي نلاحظها جميعاً على شاشتنا الفنية وخاصة القناة الأولى «الفضائية» التي سأجعلها اليوم محور رسالتي لمعالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور فؤاد بن عبدالسلام الفارسي.
معالي الوزير:
تعلمون جيدا وأنتم خير من يعلم ان قناتنا الأولى هي القناة الرسمية للسعودية وان كل ما تنقله هو «بالضرورة» يتناسب مع السياسة الإعلامية للبلد.. وتعلمون أيضا ان القناة الأولى كانت قبل ارتباطنا بالفضاء هي الشاشة الوحيدة التي نتابعها إذا استثنينا جزءاً من أهالي المنطقة الشرقية والغربية الذين كان يصلهم بث بعض المحطات للدول المجاورة..
المهم اننا الآن في «حرب» فضائية «تكاثرية» فكل يوم تولد قناة.. وكل يوم تتغير «التكتيكات» الإعلامية لاستقطاب المشاهدين من كل مكان ولا تنس ان غالبية تلك القنوات الفضائية تتجه بشكل مباشر للمشاهد السعودي الذي للأسف تسعى لاختطافه من تلفزيونه الرسمي..
معالي الوزير:
منذ فترة والتأكيدات تصلني ان في أرشيف التلفزيون عشرات بل مئات المسلسلات والبرامج التي أنتجها «التلفزيون» ودفع مبالغها لمنفذيها ولم تعرض حتى الآن.. إذا علمنا ان هناك في المقابل مسلسلات تعرض على مدار العام منها ما أكل عليه الزمان وشرب ومنها ما لا يصلح أبدا للعرض.
وبالمناسبة فقبل عدة أيام كنت في نقاش مع مجموعة من الأشخاص وكان بينهم أحد الإخوة العرب الذي فرد صدره «متكبراً» وشخص العلة في تأخر الدراما السعودية بسبب نقص الموارد المالية وندرة المواهب والكفاءات سواء في الكتابة أو المعالجة أو التمثيل أو التنفيذ، وهذا تماما عكس الواقع،، فالتلفزيون وللأمانة يدفع بسخاء للمنتجين وبلدنا مليء «جداً» بالمواهب الذين لم تستطع للأسف جمعية الثقافة والفنون احتواءهم وتنمية مواهبهم ..
معالي الوزير:
إننا وللأسف نشاهد مسلسلات دون المستوى المأمول وان كان بعضها للأسف الشديد به استخفاف بالمشاهدين سواء من ناحية النص أو التنفيذ الذي يلاحظ من يشاهده مدى الفوضى التي حدثت أثناء التصوير أو حتى تقليص الميزانية إلى أقصى درجة ...
وهنا لا بد من وضع لجنة متخصصة في إجازة النصوص قبل التعميد، ولجنة تشرف على التنفيذ والتصوير ولجنة عليا لاعتماد المسلسل بعد تسليمه على أن يستلم المنتج المنفذ حقوقه بعد التسليم وبناء على رأي اللجنة حتى وان كان رأي اللجنة النهائي عكس ما تم التعميد به أولاً..
معالي الوزير:
لم لا يتم عقد اجتماع دوري للمنتجين تحت مظلة الوزارة، ويتم فيه مناقشة همومهم ومطالباتهم إلى جانب اطلاعهم على مرئياتكم وملاحظاتكم لأن مثل هذه الاجتماعات واللقاءات إذا تمت بالشكل الصحيح هي ظاهرة «صحية»..
ولعلي أسهبت «قليلاً» في المسلسلات بعد خروجنا مؤخرا من مهرجان القاهرة صفر اليدين.
معالي الوزير:
أكرر القول: إننا في صراع مع الآخرين وصراعنا هذه المرة صراع ثقافي ونحن - ولله الحمد - دولة غنية بمواردها ورجالها وأعلم جيدا ان إعلامنا به من الكفاءات ما يملأ الدنيا «نجاحاً» ولكن ما ألاحظه ويلاحظه «الجميع» أن التلفزيون ما زال يبث برامجه بنفس الطريقة التي كان يعرضها قبل عشر سنوات مع بعض التغيير الطفيف.. وأعني هنا أننا قناة فضائية لا بد ان تكون متطورة سواء في لغة القناة أو إخراج البرامج أو حتى الفواصل.. ولعلي أذكر هنا ان الموسيقى التصويرية التي تصاحب الأخبار المحلية سمعناها صغاراً وما زلنا نسمعها حتى هذه اللحظة أو حتى موسيقى «التتر» للمباريات..
شيء آخر وهو الكتابة الإلكترونية للبرامج وفيها تستخدم الأجهزة القديمة «جداً» وكأن لا أحد يشاهدنا أبداً وربما «يسخر» منا ..!!
معالي الوزير:
لا تستغرب إذا قلت لك: إن نسبة من المشاهدين «انصرفوا» عن متابعة القناة الأولى والثانية بحثاً عن «كم» هائل من الفضائيات التي تسبح على الشاشة وتأتيك في لحظات «بضغطة» من ريموت كنترول ..
معالي الوزير:
لماذا انصرف هؤلاء.. ولماذا انصرف بعض المعلنين السعوديين لتجده «الأول» في جميع القنوات الخليجية واللبنانية والأخرى.
معالي الوزير:
لماذا لا نصحح أخطاءنا ونحن نرى ونشاهد شبابنا وفتياتنا ينصرفون «للمشبوه» حتى بان ذلك على تصرفاتهم ولبسهم وطريقة حياتهم ..
لماذا لا نجعل من التلفزيون السعودي «مربياً» لأبنائنا «وهو كذلك» ولكن بالجذب والترغيب ومواكبة العصر وبنفس التوجه.
لماذا لا تكون هناك نقلة نوعية وجذرية في التلفزيون السعودي من الصباح إلى الصباح ؟؟؟
لماذا لا نستفيد من تجارب الآخرين.. ولماذا لا نستحدث تجارب جديدة ومقنعة.. ولماذا نحن «بعيدين» عن مواكبة الأحداث أين نحن من الآخرين.. وما هو موقعنا.. وكم هو ترتيبنا هل أعجبتك نشرات الأخبار ومواعيدها.. وأهم الأنباء والبرامج المباشرة والتسجيلية.. وهل يعجبكم ان يعرض برنامج ارشيفي عن الاختراعات بعد صلاة المغرب، وهو أحد أهم أوقات المشاهدة.. هل يعجبكم جمود المذيعين وعدم تجديدهم بآخرين.. وهل يرضيكم معاناة المشاهدين وانصرافهم..
معالي الوزير:
لعلي أنتظر ردكم على ما كتبت.. .وأنا على يقين بأنك ستقرأ كل كلمة وكل سطر.. وأتمنى أيضا أن يكون ردك شافياً ومقنعاً على أن يكون للمستقبل وليس للماضي بأكثر شفافية وواقعية وصراحة.
|