* الرياض - حامد عوض:
يكثر الحديث حول البطالة في مجتمعنا وما يواجه الشباب بسببها من عقبات أمام تكوين أنفسهم وتوفير حياة هادئة هانئة، ورغم تأكيدات وزارة العمل والشؤون الاجتماعية بأن كل وظيفة لوافد هي شاغرة إلا أن البعض يتجاهل ذلك، ويستمر في قناعته الخاطئة حول تقصير الدولة في توفير الوظائف للشباب.
وإذا كان لبعض الشباب معاناة تمثلت فيما سبق فإن البعض الآخر منهم تتمثل معاناته في عدم توفير وسائل الترفيه، فما نشاهده من مدن ترفيهية وأندية رياضية ثقافية لم تحز على رضا البعض، فوصل الأمر إلى المطالبة بتوفير أندية للسيارات لممارسة الموت بصفة رسمية تحت مبنى «أندية هواة السيارات» وما بين الفريقين «الباحث عن عمل والباحث عن الترفيه» نلمس ما تبذله الدولة حفظها الله في توفير آلاف الوظائف التي يدر بعضها ربحا ماديا يفوق عائد بعض الوظائف الحكومية.
إلا أن فئة من الشباب تواصل وللأسف الصد عنها بحجة أن هذه الوظائف أقل مستوى منهم.
هذه الأعذار الواهية تدعونا مجدداً إلى إعادة النظر في مستوى الوعي بقضايا الأمة الذي وصل إليه الشباب السعودي الذي كثيراً ما اعتمد في حساباته على رفاهية الماضي تلك التي يوهم البعض أنفسهم باستمرار العيش عليها.
وللحق نقول إن رعاية الدولة للشباب لم تبدأ من توفير الفرص الوظيفية بل قبل ذلك بعقود حيث توفر الدولة للشاب تعليماً في المراحل الابتدائية والمتوسطة والثانوية مجانياً وما يتبعه من تعليم جامعي ينص نظامه على منح الطالب مكافأة مادية شهرية تساعد على توفير بعض الاحتياجات.
على ضوء هذه المعطيات.. أليس من الواجب الوطني على الشباب أن يقابلوا المعروف بالمعروف وذلك بأن يقبلوا على الوظائف المتاحة التي تدعو إليها الدولة ويتنازلوا عن المطالب التي تؤدي إلى زيادة عدد العاطلين عن العمل.. ولنسمي ذلك تضحية ويالها من تضحية بسيطة في سبيل الوطن.. فأين فاعلوها؟
|