عندما تسافر وتغادر مدينتك في إجازة فأنت تريد أن ترتاح فيها، وأنت لا يريحك - فقط - الجو الجميل، أو المرفق الترفيهي، أو حتى الخدمات الراقية.. بل قبل ذلك وبعده «الانسان» الذي تسافر إليه، وتلتقي به، وتتعامل معه.
وأحياناً بل كثيراً ما «ينكِّد» عليك سفرك تصرف أرعن، أو نظرة تختصرك بأنك «ريال» يدفع، أو «دولار» يستلب، وما أكثر ما رأينا مثل هذا التعامل وهذه النظرة في الخارج، وأقولها عن تجربة قريبة وبعيدة، ولا ينبئنك مثل خبير.
من هنا أقول جازماً: إن قمة الراحة في السفر هي في حسن التعامل الذي تجده من الآخرين مما يجعل إجازتك تكون أحلى الإجازات وأوفرها راحة.
وهذا ما وجدته ويجده كل مواطن يذهب إلى «منطقة عسير».
إن أهالي هذه المنطقة الأخيار يتعاملون معك كضيف فضلاً عنك أنك «رب منزل» وشقيق مواطَنة، لكنهم يضيفون إلى ذلك وضعك في «خانة الضيف»، ومعروف ما يكرم به ويقدم للضيف مما تقتضيه الشيم العربية التي نبتت في هذه المنطقة كما نبتت أشجارها.. تجدها تعانقك كما تعانق وجنتيك أمطارها.
إن المسافر الذي يذهب إلى عرائس عسير «أبها» و«الخميس» و«أحد رفيدة» و «النَّماص» و«تنومة» و«رجال ألمع» وبقية مدنها وقراها الفاتنات يجد «أنصع القيم» وأجمل شمائل التعامل، وأرقى أنماط السجايا، مما يجعلك تقيم في هذاالجزء من وطنك وأنت في منتهى الارتياح.
ما أجمل الشيم التي يعشقها كل إنسان، ألم يقل حافظ إبراهيم
وإني لتطربني الخلال كريمةً
طرب الغريب بعوده وإياب
|
طبتم يا أهل عسير أميراً ونائباً وأهلاً، وطابت شيمكم أصالة وجمالاً وحفظ الله الوطن، وحفظ عليه أمنه وإيمانه واستقراره وخلائق أبنائه.
***
هل حصل هذا يا دكتور خضر؟!
كدت لا أصدق عيني وأنا أقرأ ما نشرته صحيفة «المدينة» في عددها يوم الثلاثاء الماضي 28/6/1424هـ على صفحتها الأخيرة، وذكرت فيه أن مسؤولاً كبيراً وجّه بعقد مؤتمر صحفي معه ثم قام بإلغاء هذا المؤتمر بعد حضوره وحضور الصحفيين، بل قام بطرد المصورين من القاعة - كما جاء في الخبر-، ثم بدأ سؤال الصحفيين عن مؤهلاتهم بدلاً من أن يسألونه هم!!.
لقد تم ذلك - مع الأسف - كما نشرت المدينة «والعُهدة عليها» من معالي الأخ د/خضر القرشي نائب وزير التربية والتعليم لشؤون البنات، وقد جاء الخبر بالنص:-
«فاجأ الدكتور خضر بن عليان القرشي نائب وزير التربية والتعليم لتعليم البنات الصحفيين في الطائف بإلغاء المؤتمر الذي كان من المقرر عقده وطرد المصورين من القاعة قبل الالتقاء بالصحفيين الذين سأل بعضهم عن مؤهلاتهم الدراسية. وقال القرشي إن المؤتمر عبارة عن كلمتين فقط ولا يمكنه الاجابة على أي سؤال مهما كان.
يذكر أن وزارة التربية والتعليم أرسلت خطاباً لجميع مكاتب الصحف في الطائف بعقد مؤتمر شامل للقرشي لإيضاح بعض الأمور، وقد تيقن بعض الصحفيين للأمر وفضلوا عدم الحضور بعد تكرار هذا الموقف عدة مرات بهذا الشكل».
«نُشرت في الصحيفة صورة لخطاب الدعوة».
عجيب هذا من أي مسؤول فضلاً عن مسؤول عن التربية والتعليم!.
إنني أستشرف أن يكون في الأمر لبس، وإلا كيف يكون من المستساغ أن تطلب هذه الجهة وهذا المسؤول عقد مؤتمر صحفي ثم يأتي نفس المسؤول ويلغي المؤتمر، وعادة أن المؤتمر - كما هي أبجديات الإعلام - يتكون من إلقاء بيان أو كلمة مطولة، ثم الإجابة على الأسئلة المطروحة من قبل الصحفيين، وليس كما قال العزيز د/خضر «كلمتين وحسب».
هذا ولعلَّ معالي الأخ د/خضر - وأنا أثق بالتزامه ومصداقيته وتقديره للمسؤولية - يوضح الأمر بدلاً من «الانطباع» غيراللائق الذي تكوّن لدى الناس والقراء وأنا منهم، وذلك عنه شخصياً وعن الجهة التي تربي وتعلم الالتزام والمصداقية والوفاء بالعهد!!.
***
آخر الجداول
قال الشاعر:
«وإن جرحتنا أكفُّ الحياة
سكبنا الرضا في شفاه الجراح»
|
|