لم أكن أود التحدث عن طريق الأرياف الغربية لمدينة بريدة.. خصوصاً أن هذا الموضوع أثير عدة مرات على أعمدة الصحافة بواسطة رسائل المواطنين.. لكن الذي دعاني إلى بحثه مرة أخرى ما لمسته وشاهدته وعانيت منه ويعاني منه المواطنون على هذا الطريق الحيوي الهام، وما يجري على ساحته من حوادث مؤسفة تدعونا إلى الانزعاج.. وتحثنا على مناقشة الموضوع من جديد مع وزارة المواصلات.. فلعل الحديث يجد تجاوباً من الوزارة.. ولعلها تبادر إلى اكمال هذا المشروع الخير.
وأهمية الطريق ليس فيها مجال للشك، ولا يحسن فيها المراء.. فيكفي أن تقف برهة على أحد جانبي الطريق لتدرك استراتيجية هذا الطريق.. فهو ليس طريق الأرياف الغربية فحسب، بل هو أيضاً طريق لمطار القصيم ولقوافل الحجاج والمسافرين من وإلى الديار المقدسة.. والوزارة عندما قامت بتعبيده أو بالأحرى تمهيده لا شك أنها قامت بعمل جليل تحمد عليه.. لكنها تركت الطريق ناقصاً.. فضيق الطريق الواضح بالاضافة إلى منعطفاته المفاجئة، وعدم وجود أرصفة على جانبيه لوقوف السيارات حتى لا يضطر السائق للوقوف بسيارته على الخط نفسه.. فهو لا يستطيع الخروج عن الطريق لأن رمال الصحراء له بالمرصاد.. إن كل هذه الأشياء وغيرها تجعل استعمال الطريق صعباً، والسير عليه ضرباً من المغامرة.
* أرض بلادي - والحمد لله - أرض معطاء ومدرة.. خصبة التربة، جيدة الانتاج، غزيرة المياه، تأخذ القليل وتعطي الكثير.. وهذا ما تؤيده منتوجاتنا الزراعية التي بدأت تزاحم المنتوجات الخارجية الواردة بشكل ملحوظ يلفت النظر ويثير الاعجاب فلم تقتصر كثير من مناطقنا بالاكتفاء الذاتي بل تعددت ذلك إلى التصدير وبكميات ضخمة فيكفي - مثلاً - أن نعلم أن متوسط ما تصدره مدينة بريدة من البطيخ سنوياً إلى كافة مناطق المملكة والخليج العربي يبلغ أكثر من نصف مليون طن سنوياً وهناك منتوجات أخرى متوسط تصديرها ليس ببعيد من متوسط تصدير البطيخ كالبصل والطماطم والشمام والتمور وبعض الحمضيات.
* تظهر حاجتنا الكبيرة إلى الجمعيات التعاونية في القطاعين الزراعي والصناعي.. ففي هذين القطاعين يعتبر التعاون العمود الفقري لهما.. وفي بلادنا كثيراً ما تبدو مشاريعنا الزراعية والصناعية فردية لا أثر فيها للتعاضد..
ولقد حققنا في الميدان الزراعي انجازات لا بأس بها تبشر بالخير وتنم عن مستقبل مشرق.. فقد حلت الآلات الحديثة مكان الآلات البدائية البسيطة التي كان يستعملها الأجداد.. وأدرك الفلاح قيمة الدور الذي تلعبه الجمعيات الزراعية في زيادة المحصول وتنوع الانتاج.. فقام بانشاء جمعيات تعاونية محددة الامكانيات إلا أنها أكثر شمولاً وتؤدي خدمات أفضل بكثير مما تؤديه الآن.. ونتيجة لوعي المزارع عندنا والمامه بمتطلبات الأسواق تضاعف الانتاج وتنوع.. وأصبحت الأسواق تغص بالمنتوجات المحلية بعد أن كنا نعتمد اعتماداً شبه كلي على المنتوجات الزراعية الواردة إلينا من الخارج.
|