يعتري الإنسان أحياناً خوف ما وقلق من بعض الآثام الصغيرة وبعض التقصير وقد اثر الخوف ويؤثر على الإنسان فما هو الصحيح الذي يجب ان يكون عليه الإنسان؟
ع.م.م.أ / جدة
* ، وقال سبحانه وتعالى {تّتّجّافّى" جٍنٍوبٍهٍمً عّنٌ المّضّاجٌعٌ يّدًعٍونّ رّبَّهٍمً خّوًفْا وّطّمّعْا } فالرجاء يستلزم الخوف ولو لا ذلك لكان آمناً، والخوف يستلزم الرجاء ولو لا ذلك لكان قنوطاً ويأساً، وكل احد إذا خفته هربت منه إلا الله جل وعلا فإنك إذا خفت منه هربت إليه، فالخائف هارب من ربه إلى ربه، وقال صاحب «منازل السائرين» رحمه الله «الرجاء أضعف منازل المريد» وفي كلامه نظر، بل الرجاء والخوف على الوجه المذكور من أشرف منازل المريد، وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم يقول الله عز وجل «أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء».
وفي صحيح مسلم عن جابر رضي الله تعالى عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قبل موته بثلاث: «لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بربه» ولهذا قيل: (إن العبد ينبغي ان يكون رجاؤه في مرضه ارجح من خوفه بخلاف زمن الصحة فإنه يكون خوفه ارجح من رجائه) ومقصوده رحمه الله تعالى هنا هو ضرورة التوازن في حياة الإنسان المؤمن الذي لم يقترف جرائم معتدية كالذي يترتب على الغيبة والنميمة ونقل الكلام والسرقة وعقوق الوالدين وهضم الحق للآخر، فهذه يجب على الإنسان المؤمن أن يبادر الى تصحيحها ورد الحق إلى صاحبه ورد الاعتبار لمن حسه ومعناه لمن هضم حقه ثم بعد ذلك يكون راجياً القبول من الله تعالى وخائفاً ألا يقبل منه، ومثل هذا يحتاج الى تدبر فطن وفقه جيد لمراد الحياة والحقوق والواجبات.
|