أعرف أناساً كثيرين يُصيبهم القلق وكثرة الوساوس وكثرة الترقب وذلك بعد الرؤى التي رأوها ثم فسرت لهم بما يجلب لهم: الهم والقلق.
1- فكيف تكون صحيحة؟
2- وهل يقع معناها؟
3- وَهَلْ مِنْ رَأيٍ لمن يرى ما يكره؟
أحمد بن محمد بن مصطفى البيومي
مصر - القاهرة
لعل ما تذكره حقاً أو هو قاب قوسين من ذلك أو هو أدنى، فالذين يرون «الرؤى» أنواع:
1- قوم لا يرون للرؤى أي أثر بل لعل بعضهم يُفسرونها تفسيراً نفسياً لا حقيقة له بالواقع حتى إذا ما وقع الأمر حسب مجيء الرؤيا كذلك يفسرونها تفسيرات نفسية ومادية ومن جهل شيئاً عاداه، ومن لم يؤمن بشيء مرسوم نفاه، وهذا النوع لا يسأل فهم ضحايا التكبر والغرور وعدم المبالاة هذا النوع يقعون في خطورة حية واقعة وإلا لو آمنوا وصدقوا لتجنبوا كثيراً من المخاطر بعد تعبير «الرؤيا» لسبب ما كتوبة من ظلم أو ذنب إلخ.
2- قوم يُصدق ويؤمن لكنه لا يسأل.
3- قوم يصدق ويؤمن فيسأل احياناً وأحياناً يترك السؤال.
4- قوم يصدق ويؤمن فيسأل كثيراً لكنه كل من هب ودب خاصة بعد تقمص «تعبير الرؤى» من كثير من المدعين.
5- قوم يصدق ويؤمن فيسأل بعد تثبت.
6- قوم يُصدق ويؤمن ويجلب الأحلام الى نفسه بما يعانيه في حياته من هم او فقر او آمال او مشاكل فيسأل كثيراً، وقد يسأل من ليس من أهل التعبير.
هذا القسم «6» والآخر رقم «4» لعلهما سبب ما يحصل لدى البعض من قلق ووساوس.
أما كيف يعرف الإنسان أن: رؤياه صحيحة فهذا حسب ما يلي:
1- تكون الرؤيا «قصيرة».
2- تكون الرؤياء «واضحة».
3- تكون الرؤيا «مبشرة».
4- تكون الرؤيا «منذرة».
5- تكون الرؤيا «دالة».
6- تكون الرؤيا «ثقيلة أو قوية».
7- تكون الرؤيا «سهلة».
ورأيي أن من «يرى» ما يكره أن يتعوذ بالله من الشيطان ومن كل ما ذرأ وخلق وبرأ.
وان ينقلب على الجانب الآخر بعد نفثه ثلاثاً.
وان يحافظ على الأذكار.
وان يتجنب المظالم خاصة ظلم القريب والضعيف والجاهل والصغير فهذا منذر بخطر مستطير دائم.
أما معنى الرؤيا فإنه يقع إذا دلت الأوصاف على ذلك لكن لا بد ان يعبرها معبر ثقة عاقل أمين ووقوع معناها «تفسيرها» ليس لازماً أن يكون كما تم تعبيره لكن تعبير الرؤيا كثير منه جداً يقرب من «الحق».
وكم آمل عدم طلب التعبير للرؤى ما لم يكن فيها امر لافت للنظر.
كما آمل من المعبرين ان يتورعوا فلا يعبر إلا من يرى نفسه علماً وإلهاماً أنه من أهل التعبير مع ضرورة عدم تعبير كل رؤيا بل يكون التعبير حسب حال من رأى الرؤيا فإن كان خيراً ذكره له، وان بخلاف قال له: رؤياك فيها خير إن شاء الله تعالى، ما لم تتعلق الرؤيا بتنبيه او تحذير، أما ما سوف يتحقق حصوله حسب علامات الرؤيا فلا يخبر بها إلا من وجه سار.
|