Friday 29th august,2003 11292العدد الجمعة 1 ,رجب 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

العمير معقباً على د. الحبيب: العمير معقباً على د. الحبيب:
دعك من هذه الترهات وأمثالها!

أخي العزيز الدكتور عبدالرحمن الحبيب - حفظه الله.. تحية طيبة مباركة.. وبعد:
فقد سعدت حقا بمقالك النابه عن «نقدنا الذاتي» الذي شعرت معه أنك «تعرف أكثر مما ينبغي»!! وأنت تعرف عقوبة ذلك عند العصابات!!
ومن ثم يسهل وصفك بالتمرد الفكري، والمروق، وربما «الإرهاب»، أو الخروج عن المألوف، أو السائد، أو المتفق عليه، أو نحو ذلك مما يشكل خطراً على ثقافة شبابنا، ودفعه الى الانحراف، وربما «الإرهاب» ذاته بشحمه، ولحمه!!
وإلا فقل لي: كيف تجرؤ على ذكر «تبرئة الذات، وتجريم الخصوم» وذلك من «ثوابتنا» الإعلامية، وحتى الفكرية؟!
وكيف.. لا كيف «!!» تتكلم عن «مجتمعات لا تحترم البحث، والنقد، والحق في الاختلاف» وأنت تعلم ان مجتمعنا كذلك تماما «حذوك النعل بالنعل»!!
وتزيد في تطاولك، وجرأتك.. فتختم مقالك بخروج واضح على «ثوابت مجتمعنا» حيث تقول:
«بلا نقد ذاتي حقيقي، ومفتوح.. سنظل أسرى أوهام تضخيم الذات، والهروب من أزماتنا عبر تحميل وزرها على الآخرين»!!
لماذا «النقد الذاتي» ونحن كما نردد باستمرار على أحسن حال، وخير ما يرام !!
أي أخي العزيز..
نصيحة خالصة: دعك من هذه «الترهات» وأمثالها، وهذه نصيحة مجرب خبير.. أمضى من عمره حوالي نصف قرن في كتابة أمثال هذا الكلام، ولم يقبض الى الآن غير ما يقبض من الريح !!
ولا سلوى له الآن غير ترداد «أنا من ضيّع في الأوهام عمرا» فهل تريد حقا ان تكون كذلك؟!
أعاذك الله من كل شر، أو سوء!!
ولا شك انك قد أدركت من خلال كل ما قلته انني لا أهدف بكل تأكيد الى تثبيطك، أو إحباط عزمك، وهمتك، وطموحك فلقد كنت شخصياً، وما زلت عند قناعاتي.. لا أتزحزح أبدا رغم كل المثبطات، والعوائق، وما قيل أو يقال.. ثم بصرف النظر عن عدم تحقيق نتائج عاجلة.. فالحبل يشق الصخر مع المداومة، ودعك من صعوبة ذلك، أو طول مدته، وكثرة الصبر عليه!!
وما لم يحصل لي أو لغيري.. قد يحصل لك أو لغيرك.
ولك جزيل تحياتي، وصدق إعجابي بنوعية طرحك، وسعة أفقك، وسلاسة أسلوبك.. فدم، وأسلم في رعاية الله.

علي محمد العمير

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved