إن المرء المسلم يتعجب حينما يخرج إلى الأسواق ليبحث عن ملابس للأطفال، ثم يدخل المحلات واحداً تلو الآخر لا يجد فيها ولو قطعة صغيرة تخلو من صور ذوات الارواح التي حرم الشارع الحكيم اقتناءها فقد قال عليه الصلاة والسلام:« ان اصحاب هذه الصور يعذبون ويقال لهم: احيوا ما خلقتم، ثم قال: ان البيت الذي فيه الصور لا تدخله الملائكة».
والحديث عن الصور والتصوير واستخدام هذا الامر في زينة الملبس حديث ذو شجون، فإن الناظر إلى ملابس الاطفال وادواتهم - كما اسلفت - يجدها قد حشرت بكم هائل من صور الحيوانات والطيور، فضلاً عن وجود امور كهذه في زينة المرأة على اختلاف اشكالها من ثوب وحذاء وحقيبة وحلي، فكل هذا مما دخلته امور التصوير، سواء نقشاً او تجسيماً حتى أن المرء ان اراد شراء قماش او لباس او أي شيء مهما كان تافها اصابه الملل والسآمة في تقليب البضاعة بين يديه طويلاً ليتأكد من خلوها من صورة قد لا ينتبه اليها بادئ ذي بدء. وربما بعد هذا الجهد المضني في التحري يعود إلى بيته فيرى فيما بحث صورة لم يفطن اليها بين معالم القماش.
فليتق الله اولئك التجار الذين يجلبون هذه البضائع الى بلاد المسلمين.
وليتق الله اولئك الآباء الذين لم يراعوا اوامر الله في ملابس ابنائهم وبناتهم.
( * ) عضو الدعوة بالرياض
|