التدخين شر وبلاء عرفه الصغير والكبير، وقد تسابقت الأمم لوضع الحلول لهذا البلاء، ومنعه، وإبعاد ابنائها عنه، ونحن بالإضافة لكل ما يعرفه الآخرون عن التدخين من ضرر صحي، واخطار تصل حد السرطان وامراض القلب والوفاة، وكلها عبارات تعني ما تعني على صعيد الفرد، والاسرة والمجتمع، فوق كل ذلك فإن التدخين لدينا نحن المسلمين حرام، او على الاقل مكروه كره تحريم، ومع ذلك تطالعنا الإحصائيات من فترة لاخرى بأرقام خيالية، ولكنها واقعية، عن نسب المدخنين والمدخنات لدينا، سواء في المجتمع بشكل عام، او في شرائحه المختلفة، وعلى الاخص الشباب والشابات، وفي المدارس والمعاهد والجامعات، وبين صفوف المدرسين والمدرسات، وفي الدوائر الرسمية والهيئات، وعلى ظهر وسائل النقل العامة ومنها بالطبع الطائرات، وفي الملاعب لا يخلو فم مدرب من سيجارة او سيجار حسب الاهمية والمرتب.
أين القوانين من ردع هذه الظواهر؟ أين القوانين التي تلفت انتباه الفضائيات على الاقل لازالة دعايات التدخين من الافلام والمسلسلات؟ أين القانون والدخان يعبق به فضاء الطائرة وجوفها؟
ان التدخين اخطر من الجوال على صحة الإنسان في الطائرة، فالعقاب العقاب - وبصراحة - لاولئك المدخنين، ووضعهم على قوائم سوداء في الرحلات المستقبلية، لانهم يسيئون لانفسهم ولغيرهم.
الامر الاهم في ذلك هو لماذا تتناقص اعداد المدخنين في امم اخرى وتزداد لدينا؟ ونحن لا ننتجه ولا نصدره، ونكرهه ونحرمه. والسؤال الذي لم اجد له جواباً في جعبتي، وربما يكون عند احدهم جواب عليه، هل كل ممنوع مرغوب كما يقال؟ أم اننا لم نعرف الخطر على حقيقته بعد، وهل تتحمل الاطراف الصحية والدينية والاجتماعية المسؤولية الكبرى؟ أم ان النفوس لدينا - او بعضها على الاقل - ضعيفة لا تقاوم رغباتها؟ أم اننا نعيش عصر طفرة كما يظن البعض، ولذلك نستهلك الأخضر واليابس بما في ذلك انفسنا نفسها؟ أم اننا من اجسام لا يؤثر فيها الدخان والنار؟ أم ان على الهيئات المعنية أن تجعل سعر علبة الدخان الف ريال على الاقل!
|