Friday 29th august,2003 11292العدد الجمعة 1 ,رجب 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

مسؤوليات الآباء والأمهات مسؤوليات الآباء والأمهات
علي بن عبدالعزيز الشبل ( * )

إن الواجب على الوالدين، وأولياء أمور الأبناء عظيم، وأمانة جسيمة، تحملوها بما أوجب الله عليهم من حق، ولهم من البر، وعليهم من التبعة، كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، فالأب راع ومسؤول عن رعيته، والأم راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها».
وكما أوجب الله على الأب النفقة على أولاده وأهله وجوباً عينياً، كذلك أوجب عليهم الأخذ بحجزهم عن عذاب الله، ووقايتهم من غضبه بأن يعتنوا بهم بما يوقعهم في أسباب ذلك كما قال سبحانه {)يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) }.
فهذا هو مدار ومناط المسؤولية الملقاة على عواتق الآباء والأمهات.
وفي هذا المقام يجب على الوالدين بالخصوص مراعاة نفسيات أبنائهم وبناتهم وأحوالهم الاجتماعية وحاجاتهم، فمثلاً باستثمار أوقات اجتماع الأسرة في المنزل وعلى الطعام بإحساسهم بأهميتهم ودورهم، والتعاطي معهم في مشاكلهم والتفاعل معهم بما يحملهم المسؤولية بالرجولة للأبناء، وتعميق معاني الأنوثة للبنات.
ومن ذلك:
1 تكليف الأبناء الكبار بمسؤولية رعاية البيت وحاجاته، والقوامة على أهله.
2 تعويدهم على الأخلاق الكريمة من الكرم والإيثار ومساعدة الناس، وإبراز معاني الرجولة فيهم ومنهم ولهم.
3 مصاحبتهم للمساجد وأماكن اجتماع الرجال من الأقارب، وإسماعهم الخير وأخبار الأوائل مما فيه معالي الأمور ومحامدها، مما ينعكس على نفسيته وفكره.
وفي جانب الأولاد من البنات:
1 تعويد البنت على أعمال البيت بمساعدتها والدتها في الطبخ والترتيب والكي ونحو ذلك، ولاسيما في أوقات الإجازة، وحبذا فقد الخادمة في هذا الجانب ليحصل تمام تحمل المسؤولية، وهذه مسؤولية الأم بالدرجة الأولى ومن ورائها الأب.
2 المحافظة على البنات من نواحي اللباس والزينة والاجتماع بالأقارب صيانة لدينهن وأخلاقهن ومروءاتهن.
3 عرض خصوصيات البيت على البنات في جهة المشورة وأخذ الرأي فيما هو من اختصاصهن، مما يعكس عليهن تحمل المسؤولية، واعتبارهن فاعلات في المنزل رأياً وحكماً وحالاً.
واهم ما يناول الجميع حفظ الوقت فيما ينفع الجميع من الأسرة والأولاد والبنات ولاسيما فيما يربي فيهم جانب الإيمان وحسن الخلق وجميل التعامل.
ومما يحسن التنويه به وعليه برامج تحفيظ القرآن الكريم واستغلال قدرات الأبناء الذهنية والنفسية وعامل الوقت بتنمية هذه المواهب فيهم، وتشجيعهم عليها.
ولابد من التنويه بدور السفر في هذه الأيام وحبذا توظيفه في عبادة وسفر طاعة في عمرة للبيت الحرام، وزيارة مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، وصلة الأقارب ولاسيما الوالدين أو احدهما، مع التأكيد والتشديد على حفظ الأولاد من التسيّب والتسكُّع في البلد الحرام ومسجد النبي صلى الله عليه وسلم في الأسواق والساحات والممرات لئلا يفتن أو يُفتن، أو يضللن أو يُضللن، وللأبناء من ذلك نصيبهم وعليهم واجبهم..والله أعلم.

( * ) المدرس بجامعة الإمام بالرياض

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved