* القاهرة مكتب الجزيرة محمد العجمي:
يعقد في الولايات المتحدة الأمريكية خلال الفترة من 28 30 سبتمبر القادم منتدى ديترويت الاقتصادي العربي/ الأمريكي الأول ويستقبل مكتب الأمين العام بجامعة الدول العربية المشاركين العرب وقد وصل حتى الآن 15 دولة عربية بخلاف عدد كبير من كبار رجال الأعمال العرب والمصريين وتشارك الإدارة الأمريكية بوفد رفيع يضم وزراء الخارجية والطاقة والخزانة والممثل التجاري روبدي زوليك بالإضافة إلى رؤساء شركات أمريكية كبرى ورؤساء جامعات الأمر الذي يطرح معه مجموعة من الأسئلة حول تنسيق المواقف بين الدول العربية؟ ومتى يتحول حلم التكامل الاقتصادي إلى حقيقة بما ينعكس على قوة التفاوض العربي الاقتصادي أمام منتدى ديترويت والذي يعقد لأول مرة في بادرة لتقريب وجهات النظر في الشؤون الاقتصادية بين العالم العربي بعدما أصابه من الإحباط والتمزق وبين سعي الولايات المتحدة إلى تحسين صورتها في العالم العربي عن طريق العلاقات التجارية وزيادة التعاون الاقتصادي العربي/ الأمريكي.
كل المؤشرات تدل على مشاركة فعالة من جانب الدول العربية ولكن هل تتحقق نتائج في صالح التكامل الاقتصادي العربي خاصة ان هناك كثيراً من الخبراء أكدوا ان غياب الارادة السياسية وراء فشل التكامل وهذا ما نفاه السفير جمال بيومي أمين عام اتحاد المستثمرين العرب، وقال إن القادة العرب يؤكدون دائماً على رغبتهم الشديدة بأهمية التكامل الاقتصادي العربي لمواجهة التحديات العالمية، ونفى ان يكون تشابه الهياكل الإنتاجية هو السبب متخذاً الاتحاد الأوروبي مثالاً على ذلك ورأى ان أسباب الفشل تتمثل في ان العرب في كل محاولاتهم للتعاون البيني الاقتصادي يركزون على تجارة السلع في حين توجد تجارة الخدمات الأكثر أهمية، كما يتم اهمال الاستثمارات المشتركة، كما ان المشكلة ليست في ان العرب لا يرغبون في استثمار أموالهم داخل المنطقة العربية فلا تزال الاستثمارات العربية في البلدان العربية هي أكبر الاستثمارات ولكن تكمن المشكلة في ان بيئة الاقتصاديات العربية غير جاذبة للاستثمار بدليل ان معظم الاحتياطات النقدية في الدول العربية توظف خارج المنطقة العربية لأنه لا توجد بورصات عربية قوية وكبيرة لديها القدرة على امتصاص هذه الأموال بكفاءة وجودة والأخطر من ذلك كما يقول السفير جمال البيومي هو ان الاتفاقات التجارية الحرة العربية تولد دائماً ناقصة فما زلنا نبحث ونتحدث عن قواعد منشأ ومواصفات موحدة ولم يتم استخدام آلية فض منازعات تجارية عربية حتى الآن، كما ترجع أسباب فشل التكامل إلى ضغوط أصحاب المصالح الخاصة لافشال أي تقارب عربي اقتصادي حفاظاً على مصالحهم الضيقة ويتساءل الخبير الاقتصادي: «ماذا ينتظر العرب أمام التحديات التي يفرضها الاتحاد الأوروبي والجات وأخيراً المنطقة التجارية المقترحة من أمريكا وهل سيظل التكامل الاقتصادي العربي حبيس الأمنيات والنظريات والطموحات وان كان 70% من واردات العرب يستورد من الخارج فمن الرابح من منتدى ديترويت بأمريكا؟ وهل نملك نحن العرب ورقة اقتصادية عربية قوية أم نذهب فرادى على مائدة المشاورات الاقتصادية العربية الأمريكية فمتى يصبح للعرب لسان واحد؟».
|