* واشنطن - (اف ب):
راقب مئات الآلاف من الهواة وعلماء الفلك في العالم أمس الاربعاء المريخ في أقرب موقع له من الارض منذ مئات الآلاف من السنين بينما كانت 55 ،758 مليون كيلومترا تفصل بين الكوكبين، وهي المسافة الاقصر بينهما منذ 59618 عاما.
ولم يغب المنظار هابل عن الحدث إذ وعد علماء الفلك الامريكيون الذين يشرفون عليه بالتقاط صور استثنائية يفترض ان تسمح بالتعرف على التفاصيل التي تمتد اكثر من خمسة كيلومترات على سطح الكوكب.
وقد تحدثت محلات بيع المناظير في الولايات المتحدة عن تدفق كبير لشرائها بينما نظم عدد كبير من الأمريكيين سهرات لمراقبة المريخ.
وقال رئيس تحرير مجلة سكاي اند تلسكوب ماغازين الان ماكروبرت ان الامر لا يحتاج الى خبرة كبيرة إذ يكفي ان ينظر الأمريكيون باتجاه الجنوب الشرقي من جميع انحاء الولايات المتحدة ليروا الكتلة البرتقالية اللون في السماء.
وأكد الخبير الفرنسي جاك لاسكار من معهد الحسابات الفلكية انها فرصة فريدة ولن تتكرر قبل 23698 عاما.
وقالت وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) ان سكان بولينيزيا الفرنسية المنطقة التي اصبحت في وضع شاقولي مع المريخ في الساعة 21، 51 و14 ثانية بتوقيت غرينتش من الاربعاء. كانوا في اقرب نقطة على الارض من الكوكب الأحمر.
وأكد باتريك روشيه من مركز باريس لمراقبة الفضاء ان الصيف باكمله سيكون ملائما لمشاهدة المريخ لان الكوكبين اصبحا قريبين جدا من بعضهما ويقعان معا في جانب الشمس والمريخ يظهر في السماء طوال الليل، وكان الآسيويون اول من شاهد هذا العرض السماوي.
ففي اليابان أقيمت ثلاثة مناظير عملاقة في مركز نيشي هاريما في منطقة هيوغو (غرب) لمراقبة الكوكب.
لكن الكوكب الأحمر اثار في آسيا تكهنات مرتبطة بمعتقدات قديمة إذ رأى فيه عدد من المنجمين الهنود تهديدا بوقوع كارثة وشيكة، وقد اكدوا ان المواقع الحالية للقمر والمريخ والمشتري وكوب راهو الوهمي تشكل نذير شؤم لمستقبل قريب.
وفي استراليا تدفق آلاف الاشخاص الى ملبورن ومركز المراقبة في سيدني والحدائق ليشاهدوا الكوكب الحمر.
وفي أوروبا فتحت مراكز الفلك الكبرى ابوابها لاستقبال هواة علم الفلك، وخصوصا في البرتغال التي تشمل حوالي عشرة مراكز لمراقبة السماء. بينما سجلت مبيعات المناظير ارتفاعا كبيرا في اسبانيا.
ولم يول الايطاليون اهتماما كبيرا للحدث الذي اثار اهتمام الآلاف في اليونان حيث تجمع خمسة آلاف شخص امام مركز المراقبة الفضائية في اثينا الذي لا يتسع لاكثر من ثمانين شخصا.
وفي برلين تدفق مئات الى مرقب ارشينهولد مساء الثلاثاء بينما جعلت سحب كثيفة رؤية الكوكب صعبة الاربعاء.
واصطف أكثر من 1100 من هواة علم الفلك التشيكيين امام مناظير على هضبة بترين قرب وسط براغ بعد جهود شاقة بذلوها الثلاثاء لتثبيتها. ليمضي كل منهم عشرين ثانية في مراقبة المريخ.
وفتحت مراكز مراقبة ايضا في تركيا وخصوصا في جبال طوروس ولبنان ومصر...
وفي المقابل لم يبد سكان قرية مارس (المريخ) في منطقة الارديش في فرنسا أي اهتمام بوجود الكوكب في موقع قريب.
وقال ايبير روش مساعد رئيس هذه المنطقة التي يبلغ عدد سكانها 216 شخصا ان سكان القرية ليس بينهم هواة في علم الفلك.
|