بإيجاز

الوطن عزيز في عيون الجميع
اطلعت على المقال المنشور في جريدة الجزيرة الغراء بالعدد رقم 114288 بتاريخ 27 من جمادى الآخرة 1424هـ تحت عنوان: «الوطن في عيون أبنائه» بقلم معالي وزير الصحة الدكتور حمد المانع وقد قرأت المقال مرارا واستوقفتني بعض عباراته طويلا فوجدت في هذا المقال ذلك الشعور الفياض بحب الوطن والخوف عليه خوف المشفق، ووجدت الدكتور كعادتي به ينبري للتصدي للمواقف فيترك مبضع الجراح، وسماعة الطبيب وكرسي الوزارة وهو يرى هذا الوطن الغالي يتعرض لنير الارهاب ويوضع في اتون العمليات الارهابية.
هذا الشعور كان يمر علي مرور الكرام لو ان الكاتب غير معالي الدكتور حمد المانع ليس تزلفا وليس كلمات عابرة تنشر في صفحات الجزيرة الغراء بل والله لمعرفتي بالدكتور حمد الخاصة وانه وطني من الطراز الاول محب لهذا الكيان الى النخاع فقد عملت تحت ادارته المباشرة لثلاث سنوات متصلة فوجدته كما هو اليوم، هذا الوطن شغله الشاغل وهمه الذي معه يتفاعل.
وليس يصح في الاذهان شيء
اذا احتاج النهار الى دليل
ها هو كعادته كطبيب يستقبل مريضا، يشخص ويصف العلاج ويتابع حالة هؤلاء المرضى الذين غرر بهم يسلم العالم كله من شرورهم ثم تعود خناجرهم «هداهم الله» الى قلب هذا الوطن اف لهم ولما يصنعون يخاطبهم خطاب المشفق على الوطن واهله بروح كلها علم وتدين وشعور وطني غامر.
يا قوم تعالوا الى كلمة سواء
لمصلحة من تهدم البيوت على اصحابها
لمصلحة من ترمل النساء
لمصلحة من يروع الآمنون
لمصلحة من تتوقف عجلة الاقتصاد وتهرب رؤوس الاموال من البلد
لمصلحة من تستخدم المساجد ودور العبادة مأوى لترويع الناس الآمنين
كل جملة تحتاج منا الى ان نقف امامها طويلا ونتأمل: أليست بيوتنا هي التي هدمت، أطفالنا، نساؤنا، شيوخنا، هم الذين تعرضوا للموت وذاقوا وبال تلك التفجيرات، اني اسألهم أليست هذه البلاد تحكم بما انزل الله، وتقيم الصلاة وتحفظ للعلماء هيبتهم وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر.. إلخ.
أليست تلك الامور واضحة المعالم ورأي الشرع فيها بين للعيان؟
أليس القتل جريمة، أليس من قتل نفسا فكأنما قتل الناس جميعا {مّا لّكٍمً كّيًفّ تّحًكٍمٍونّ}.
ثم ها هو حمد يعول بالمسؤولية على الجميع ويستنهض همم هذا المجتمع المتكاتف ويضع النقاط على الحروف ويلامس بمبضعه الجرح ليتمكن من علاجه:
يا قوم.. الوطن للجميع والامن أمن الجميع والمستقبل مستقبلنا ومستقبل اجيالنا القادمة فلا مساومة ولا مهادنة على امن ومستقبل وحرمة هذا الوطن، فالوطن غال، ولا شيء يوازيه، فلقد رأيتم بأعينكم الذين فقدوا اوطانهم ماذا يفعلون.
ان عبارات معالي الدكتور تخفي وراءها حبا جارفا لهذا الوطن واهله وشعورا متناميا بالخوف على مستقبل الابناء فلنضع ايدينا بأيدي المسؤولين وليكن هذا الشعور متبادلا وداعيا للعمل فالوطن بيتي وبيتك وبيت حمد المانع وبيت الجميع، كيف نحمي بيوتنا وكيف نقف يدا واحدة وسدا منيعا في وجه هذه الاوضاع الدخيلة على مجتمعاتنا سؤال يحتاج منا لوقفات تلو وقفات ويحتاج منا لوقفة تأمل حتى يكون غدنا مشرقا باذن الله.
فلا فض فوك يا حمد وكتب الله كلماتك ومداد يراعك في المتقبل من اعمالك ومعا في طريق رفعة وحماية وازدهار وطننا المعطاء تحت قيادتنا الحكيمة.