لاشك أن المصلحين في المجالات شتى يبذلون جهوداً مضنية من أجل تعطيش شجرة الشر في نفوس بني البشر، وخاصة فئة الشباب التي تتسم بالحماس والطاقات المتفجرة، وذات القابلية لاكتساب ما تعززه البيئة والظروف.. وما لم يفق مقدار الخير على الشر في نفوس هؤلاء فسوف تنعكس آثار الشر وسلبياته على المجتمع والأجيال القادمة.. وما كان لذلك ان يحدث لولا غفلة البعض عن تعاليم الهدي الرباني وجهل فئة من الناس بذلك.. هدانا الله وإياهم.. واذا ظلت معدلات الشر غالبة لدى النفوس فستهدم قيم المجتمع وتتوقف الفضائل ..ولذا لابد ان ننشىء شبابنا على الخير والصلاح وعلى الفهم الواعي المعتدل لقيم الاسلام وقواعد الدين.. ونحاصر وحشية الشر التي ترسبها العقائد الفاسدة.. والفهم القاصر لسنة الحياة.
وليست وحشية الشر حصراً على بلد دون الآخر كما هو معلوم إنما المطلوب تكثيف الجهود.. وتقليص ما سيطر على نفوس بعض الشباب من نزعات شر وذلك بالتدرج.. ونغرس لديهم قيم العدل والفضائل.. وإذا صدقت النيات فليس ذلك بعزيز على الله .. فلنحرص آباء وأمهات، ومعلمين واعلام، وعلماء على انشاء جيل صافٍ نقي خال من الضغينة والحقد.. والتلوثات الفكرية والنزعات الطائشة حتى تتربى أجيالنا وهي بعيدة عن الفساد والانحراف .. وليكن الغرس مبكراً.. ونتعدهم بالمتابعة والتوجيه والارشاد ولا ندعهم عرضة لوسائل العصر التي تشوش عليهم ثقافتهم ووعيهم وأدبهم.. وأفضل الوسائل في ذلك حفظ كتاب الله فهو الواقي من كل شر ومن كل انحراف.
وان نكون لهم القدوة الحسنة، وقد تعلمنا من دروس التاريخ كيف ان التجار المسلمين الأوائل بسيرتهم الحسنة اهتدى على ايديهم الكثير من الناس في شرق المعمورة وغربها وما كان ذلك ليحدث لولا وجود القدوة الحسنة.
الخطوة الثانية التي اريد التحدث عنها وهي ما آل إليه راتب المتقاعدين ودعوني اهمس في اذن المسؤولين، وكما هو معلوم فإن الحد الادنى لراتب المتقاعد الف وخمسمائة ريال، واقول لهم نعلم أنكم جادون لزيادة هذا الراتب.. لكن الذي نطمع فيه ويتطلع إليه كل من يهمهم هذا الأمر هو سرعة اخراج الزيادة المرتقبة الى حيز الوجود، حتى يستفيد منها ذوو الدخل المحدود والمتقاعدون وتساعدهم لمواجهة أعباء الحياة ومتطلباتها التي لا ترحم التي تتزايد يوماً بعد يوم.
والأمل معقود من بعد الله في مسؤولينا الذين عودونا دائماً تحقيق تطلعات المواطنين خصوصاً فئة المتقاعدين ان يحققوا هذه الخطوة الايجابية لتعطر نفوس من ينتظرونها بكل أمل وصبر لتفك بعض عقدهم الكثيرة.وعزاؤهم في ذلك انهم سائرون في طريق الأمل الذي ما خيبه المسؤولون يوماً.. فعسى ان يكون تحقيق هذا الأمر قريباً وهذا ما نأمله والله من وراء القصد وهو يهدي إلى سواء السبيل.
|