* الفلوجة - بغداد - د ب أ:
تمكن الرئيس العراقي السابق صدام حسين طوال خمسة شهور من الإفلات من كل كمين نصبه المطاردون له.
ومثل الشبح يتم رصد الرئيس المخلوع البالغ من العمر 65 عاما هنا وهناك.. لكن الجنود الامريكيون يصلون كما حدث مؤخرا في مدينة بعقوبة متأخرين .
والآن لجأت الادارة المدنية الامريكية إلى الشعب العراقي لمساعدتها في البحث عن صدام بعد أن أعدت ملصقات جديدة عن «المطلوبين».
ويعلن ملصق «المطلوب» عن تقديم مبلغ يصل إلى 25 مليون دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى اعتقال صدام حسين أو دليل على مقتله.
ويتضمن الملصق صورة لصدام وتحتها صورتا ابنيه الراحلين.. وقد تم شطبهما وتوصلت الادارة المدنية لفكرة الملصقات بعد أن أدت معلومات قدمها رجل إلى القضاء على عدي وقصي.
كما تعرض الولايات المتحدة ولاول مرة مكافأة قدرها 000 ،10 دولار لمن يقدم معلومات عن ارتكاب أعمال تخريب وهجمات ضد قوات التحالف.
وتبدو الملصقات الجديدة مناورة عديمة الجدوى إلى حد ما فيما يسمى بالمثلث السني الواقع بين بغداد والرمادي وتكريت مسقط رأس صدام.. فهذه ليست فقط منطقة يتمتع فيها صدام بأكبر فرصة للاختباء لكن هناك أيضا كثير من العراقيين يعيشون فيها يملؤهم الحنين إلى الماضي.
وداخل هذا المثلث تقع مدينة الفلوجة حيث يعيش آلاف من المؤيدين لصدام.
ويقول أحد المواطنين إنه إذا طرق صدام على بابه فسوف يؤويه على الفور.
ويقول الرجل البالغ من العمر 30 عاما والذي يملك أحد المتاجر إنه رئيسي وسوف يشرفني إيواؤه.
ويضيف عبد الله صدام وهو سائق شاحنة يحترم صدام أكثر من احترامه للأمريكيين يجب أن يكون لنا زعيم يساندنا ويرفع رأسه عاليا مثل صدام والأفضل أن يكون ذلك اليوم وليس غدا.
وقال شخص يدعى علي ذكر أيضاً أنه سيفتح بابه لصدام ليس لدينا كهرباء أو ماء أو أمن أو عمل لم يحقق لنا الامريكيون أي شيء.
ولأول مرة منذ سقوط نظام الحكم يتعامل الجنود الامريكيون مع ملصقات «المطلوبين» والمنشورات في بغداد ومن الواضح أنهم لا يستبعدون احتمال اختباء صدام وسط سكان العاصمة البالغ عددهم خمسة ملايين نسمة.
وفي حي الاعظمية استولى ظهور صدام علنا بدون حراس لآخر مرة إلى حد كبير على قلوب الكثيرين.
وكما قالت إحدى السيدات كنت أكره صدام لكنه عندما وقف على الجسر لم أتمالك نفسي من البكاء.
ويتوقع أن يوؤي كثير من هؤلاء المواطنين صدام أيضا خاصة لشعورهم بالاحباط تجاه الامريكيين ولم يغب عن بال الكثيرين في هذا الحي الذي تقطنه أغلبية سنية المعاملة التفضيلية التي كانوا يحظون بها من نظام صدام.
|