* بغداد تكريت الوكالات:
تعقب الجنود الامريكيون أنصار الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين في مخابئ معزولة شمالي بغداد امس الاربعاء في حين تعهد الرئيس الامريكي جورج بوش بألا تتراجع قواته عن العراق أمام ما تواجهه من هجمات.
وشن آلاف من جنود الفرقة الرابعة مشاة المتمركزة في تكريت مسقط رأس صدام عملية جديدة لاقتلاع جذور المقاومة في المنطقة الواقعة شمالي بغداد، وبدأت العملية باعتقال 24 في مداهمات.
ووفقا لارقام جديدة أعلنتها وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) قتل 62 جنديا أمريكيا منذ أعلن بوش انتهاء العمليات القتالية الرئيسية في الاول من مايو ايار، ولقي 78 آخرون حتفهم في حوادث عارضة أو بسبب المرض. وهذا العدد يتجاوز عدد الجنود الامريكيين الذين لقوا حتفهم خلال فترة الغزو والاحتلال في شهري مارس اذار وأبريل نيسان وهو 138 جنديا.
وقامت الفرقة الرابعة مشاة بالجيش الامريكي بمداهمات متكررة لتعقب صدام وكبار مساعديه وشنت عدة عمليات واسعة النطاق لمحاولة القضاء على هجمات المقاتلين في معاقل الرئيس المخلوع حول تكريت.
ولا يزال صدام نفسه طليقا رغم تخصيص 25 مليون دولار كمكافأة لمن يدلي بمعلومات تؤدي لاعتقاله. ويقول ضباط أمريكيون كبار في تكريت انهم يعتقدون انه متخف ويغير مكانه كل بضع ساعات.
وفي الاسبوع الماضي أعلنت واشنطن اعتقال اثنين من كبار مساعدي صدام هما ابن عمه علي حسن المجيد المعروف باسم (علي الكيماوي) لدوره في استخدام الاسلحة الكيماوية وطه ياسين رمضان نائب الرئيس العراقي السابق.
وقال ضباط في تكريت ان العملية التي بدأت أمس ستستمر عدة أيام ويشارك فيها آلاف الجنود تدعمهم دبابات وطائرات هليكوبتر وانها تستهدف ضرب المقاومة في المناطق المعزولة.
وعملية تمويل الاحتلال واعادة اعمار العراق من العوامل المثيرة للقلق بين الامريكيين.
وكادت السلطات الامريكية بالعراق تستنفد أصولا مجمدة قيمتها مليار دولار في دفع رواتب الموظفين العراقيين ويقول مسؤولون بالادارة الامريكية والكونجرس ان الامر قد يتطلب مزيدا من الاموال على نحو أسرع مما كان متوقعا.
وبعد عقد اجتماعات رفيعة المستوى في بغداد بشأن التمويل قال مشرع أمريكي طلب عدم نشر اسمه انه تجري مناقشة سبل أخرى لدفع رواتب ومعاشات العاملين العراقيين غير أن مسؤولا كبيرا بالكونجرس وصف الوضع بأنه «ورطة».
وقال مسؤولون ان من المتوقع أن يناقش بول بريمر رئيس الادارة المدنية الامريكية بالعراق الامر في سلسلة اجتماعات في واشنطن في الايام القليلة القادمة.
من ناحية اخرى عاد وفد مجلس الحكم الانتقالي في العراق الى بغداد في ختام جولة شملت عددا من الدول العربية معربا عن ارتياحه لنتائج المحادثات التي اجراها.
ونقل التلفزيون العراقي عن رئيس مجلس الحكم ابراهيم الجعفري قوله «انني اشعر بسعادة غامرة بعد جولتنا العربية التي شملت سبع دول مع جامعة الدول العربية لأنني وجدت ان قيادات هذه الدول على اعلى المستويات تتفهم حقيقة ما يجري في العراق وتنظر بشكل متفائل وتحرص على ان يحتل العراق موقعا متقدما ويزخر بالامن والازدهار الاقتصادي».
واضاف ان «الترحاب كان منقطع النظير».
وأكد عضو مجلس الحكم عدنان الباجه جي ان من جهته ان «الرحلة كانت موفقة وممتازة حيث اوضحنا للمسؤولين ما يجري في العراق وما يقوم به مجلس الحكم وما نأمل ان نحققه وخاصة فيما يتعلق باستعادة العراق لسيادته وحقه في التمثيل في جميع المحافل الدولية وعلى الاخص في جامعة الدول العربية والامم المتحدة».
واضاف ان «الوفد وجد تعاطفا كبيرا ودعما وتفهما في هذا الامر من المسؤولين في جميع الدول العربية التي قمنا بزيارتها».
وشملت جولة وفد المجلس بالاضافة الى جامعة الدول العربية سبع دول عربية هي على التوالي الامارات العربية المتحدة وسلطنة عمان والبحرين والكويت ومصر والمملكة العربية السعودية والاردن.
وكان من المفترض ان يزور الوفد اليمن ايضا لكن الزيارة ارجئت.
من جهة اخرى شكل الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يتزعمه جلال الطالباني والمجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق الذي يتزعمه محمد باقر الحكيم لجنة لتقصي الحقائق عن المصادمات الدامية التي حصلت في مدينة كركوك السبت الماضي.
وافاد البيان ان «الاتحاد الوطني الكردستاني والمجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق وبالنظر لما يتمتع به الطرفان من علاقات تاريخية ووطنية ونضالية وتحالفات متينة اتفقا على تشكيل لجنة تحقيق لتقصي الحقائق في تلك الاحداث وملاحقة ومحاسبة المجرمين قانونيا».
ودان الطرفان «عملية اطلاق النار ومن اية جهة كانت» واتفقا على «تعويض وارضاء عوائل الشهداء ومعالجة الجرحى وعدم اعطاء فرصة لإثارة النعرات القومية والطائفية».
وأكد البيان ضرورة «السعي الجدي من اجل اشراك كافة ابناء القوميات والمذاهب في ادارة مدنهم والعمل على ايجاد جو للتفاهم بين جميع الاطراف والحفاظ على الامن والامان ولعدم تكرار ما حصل من احداث».
كما اتفق الطرفان على «تشكيل لجنة مشتركة من قبل الطرفين من اجل ادارة الامور السياسية والادارية والاجتماعية والجماهيرية لما فيه خدمة الشعب والوطن من خلال اجتماعات دورية منتظمة».
ودعا البيان كل الجهات المعنية والمسؤولة والوجهاء والعشائر وعلماء الدين في المدينة الى العمل من «اجل استتباب الامن وتأكيد روح المحبة والاخاء بين المواطنين».
وحصلت مواجهات بين التركمان والاكراد في طوز خورماتو الخميس والجمعة امتدت السبت الى كركوك وتدخلت فيها القوات الاميركية وأدت الى مقتل عدد من الاشخاص من الجانبين.
|