بلاده سانت كيتس ونيفيس احدى الدول النائية في جزر الكاريبي تمتد على 261كم فقط وتضم نحو 40 ألف نسمة، اي انهم لا يملأون ثلاثة ارباع ملعب استاددو فرانس (ضاحية باريس) حيث تقام بطولة العالم التاسعة لالعاب القوى، لكن كيم كولينز المغمور نجح في احداث ما يشبه الانقلاب عندما انتزع ذهبية سباق100 م اشهر السباقات الاولمبية وتوج اسرع عداء في العالم.
وبعد اجتيازه خط النهاية مسجلا 07 ،10 ثوان انتظر كولينز بضعة ثوان ليتأكد من فوزه، وعندما ظهر اسمه على الشاشة العملاقة بدا مذهولا وتحت الصدمة، وقال كولينز لم اعرب عن فرحتي مباشرة بعد اجتيازي خط النهاية لان الفارق كان بسيطا بيني وبين الاخرين وخشيت ان يعاد النظر في النتيجة اكثر من مرة بعد الاحتكام إلى الفوتوفينيش.
يعتبر كولينز بطلا في بلاده حتى قبل ان يطوق عنقه بالذهب أول امس الاثنين ونظرا للخدمات التي قدمها إلى دولته التي لم يكن احد يسمع باسمها في السابق فقد منحته الحكومة المحلية جوازا دبلوماسيا يسهل تنقلاته في العالم وهو يقول في هذا الصدد: اتي من بلاد لم يسمع بها احد على الاطلاق.
وصراحة من كان ليهتم بدولة سانت كيتس ونيفيس لولا كيم كولينز على الارجح لا احد.
لكن منذ ان اصبح كولينز رقما صعبا في معادلة سباق 100 م، فان الجميع لجأوا إلى المجهر لكي ينظروا إلى سانت كيتس ونيفيس على الخريطة العالمية ليجدوا انها دولة منسية في البحر الكاريبي.
ويقول كولينز احاول دائما ان اقول لشعبي بانه لا يهم من اين تأتي، الاهم هو ما تقدمه لوطنك واضاف ليس لانك تأتي من بلد عريق تصبح بطلا كبيرا، وكان كولينز منح بلاده اول ميدالية في احد المحافل الدولية في جميع الرياضات عندما حصل على برونزية سباق 200 م في بطولة العالم في ادمونتون قبل عامين، ثم اثبت ان فوزه بها لم يكن بالصدفة لانه توج جهوده بذهبية دورة العاب الكومنولث العام الماضي في مدينة مانشستر الانكليزية الشمالية، فبات بطلا قوميا في بلاده، ويقولك ولينز: لقد منحتني الحكومة منزلا مكافأة لي على انجازاتي وهناك حاليا شارع باسمي، كما ان الحكومة ترسل لي سائقا دائما إلى المطار لينقلني إلى بيتي.
وظهر ميل كولينز إلى العاب القوى وسباقات السرعة منذ صغره وعندما ادرك ان لديه الموهبة لم يتردد بالتوجه إلى الولايات المتحدة حيث انضم إلى جامعة فورث وورث في تكساس وخضع للتدريب باشراف مدربه مونتي ستراتون الذي نجح بمساعدته في تحقيق نتائج تصاعدية.
ففي عام 1996 بلغ ربع نهائي سباق 100 م في اتلانتا 96، ثم السباق النهائي في سيدني 2000 وحل سابعا، وخرج من التصفيات في بطولتي العالم 97 في اثينا و99 في اشبيلية وحل سادسا في ادمونتون وسجل كولينز ارقاما في حدود ال10 ثوان قبل ان ينزل للمرة الاولى تحت هذا الحاجز مسجلا 98 ،9 ثوابٍ عام 2002 في دورة الكومنولث حيث هزم البريطانيين دواين تشامبرزولويس فرنسيس امام جمهورهما المحلي.
وقال كولينز عن فوزه بذهبية الكومنولث: اعطاني هذا الفوز دفعا معنويا هائلا لانني ادركت ان باستطاعتي التغلب على عدائين كبار، وطرأ تحسن كبير على مستواي خصوصا من الناحية الفنية ما جعلني انافس دائما في البطولات الكبرى في الاونة الاخيرة.
وكان كولينز احدالقلائل الذين نزلوا هذا الموسم تحت حاجز ال10 ثوان عندما سجل 99 ،9 ثوان في لقاء زيوريخ منتصف الشهر الحالي، وكان سجل02 ،10 ثوان في الدور الاول في بطولة العالم الحالية، ثم 16 ،10 ثوان في نصف النهائي قبل ان يختم ب07 ،10 ثوان في السباق النهائي ويحرز المركز الاول، ولا يهم ان يكون رقم كولينز هو الاضعف لفائز في سباق 100 م في بطولة العالم منذ الأمريكي الشهير كارللويس في هلسنكي عام 1983 عندما سجل الرقم ذاته، فان التاريخ سيذكر بانه توج بطلا للعالم.
لقد سقط المرشحون لاحراز اللقب الواحد تلو الاخر وعلى رأسهم الأمريكي موريس غرين الذي خرج مصابا في نصف النهائي، ثم تيم مونتغومري صاحب الرقم القياسي العالمي الذي حل خامسا.
وخلت الساحة لتيم كولينز الذي قام بانقلاب رياضي على طريقته الخاصة.
|