كم هو مسكين هذا الإنسان بكل ما تحمله هذه الكلمة من معان قاسية؟؟
أيظن هذا الإنسان أنه سيخلد في هذه الفانية الحقيرة الصغيرة!!؟؟
أم يظن أنه سيعيش أعمارا أخرى حسب رغبات يحددها؟؟
عجيب أمرك يا ابن آدم!!
يحُجم هذا الإنسان الظالمُ لنفِسِه والمظلوم في نفس الوقت عن تقديم ما يشفع له عند خالقه في يوم شخوص الأبصار.. يتوه في جنبات الحياة.. ولهوها اللا منتهي».
قد نعذره.. لأنه إنسان.. ومصيره مربوط بخالق البشر الرحيم الأرحم منا بأنفسنا.. (جل وعلا)...
إلا أن من الأمور.. التي يقصر فيها الكل منا (الكبير والصغير.. والعاقل.. والعالم.. والمتعلم.. الرجال.. والنساء)؟؟
هي.. البكاء على المفقود!! وعدم استغلال الموجود؟؟ إن الإنسان بطبيعته.. كما ذكرت.. مسكين.. مسكين.. ولعل فيما نعيش ونعايش من مواقف.. تبرهن لنا مدى صحة ذلك.. فهناك من يسرح ويتجول.. في حياته.. كالأعمى.. يرى الطريق السوي فيتجنبه؟؟
ويلهث وراء. المساوئ.. بلا توبة.. أو حياء أو يقين بالاقلاع.. عن تلك الاعمال.. فذلك نسأل الله له الهداية.. الى النور..
وهناك من يقصر في حق ما.. ويتجاهل أموراً كثيرة.. وقد يصل به الأمر إلى تشريد أبنائه.. وحرمانهم من متعة مجالسته وقضاء أغلب الوقت معه.. وحين يفقد احدهم.. يتلوع.. ويتجرع العلاقم حسرة وغبنا على من فقد؟؟ ولكن.. ومع مرور الوقت ينسى ما حصل ويجد نفسه.. يطبق نفس الدور السابق مع الباقين!!
ما بالنا.. مع هذه المعضلة.. المبهمة.. والتي حتى الحديث عنها ومناقشتها.. يبدو قليلا.. ومنسيا؟؟ وهي معضلة أو مشكلة البكاء والنباح على.. المفقود المسكوب.. اذا كان فاقد الشيء لا يعطيه..؟؟ فلماذا مالك الشيء لا يقدر ما بين يديه..!!؟؟ هل أصبحنا.. في غنى عن ما نملك من مال وبنين؟؟ وهل.. نحن لسنا بحاجة لما نملك حتى نفقده ونخسره؟ لنستشعر قيمته؟؟
هل ماتت في الداخل بقايا المشاعر والأحاسيس؟؟ أم أن هذا داءٌ.. لابد منه.. وقد جُعل بني البشر عليه؟؟
** خاتمة
اللهم.. متعنا بما ملكنا.. وارزقنا من خيراتك ما لايشغلنا عن أداء حقوقنا وواجباتنا (ما لنا منها وما علينا).
وأحسن اللهم خاتمتنا.. واجعل الخير والهداية والتوفيق في من يخلفنا.. وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
|