Wednesday 27th august,2003 11290العدد الاربعاء 29 ,جمادى الثانية 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

إلى كل أب متساهل إلى كل أب متساهل
يداك أوكتا وفوك نفخ
محمد بن عبدالعزيز الكريديس/ بريدة

السهر وما أدراك ما السهر؟؟ مخالفة للسنة الربانية حيث يقول جل وعلا {وّجّعّلًنّا اللّيًلّ لٌبّاسْا} [النبأ: 10] وهو إرغام للجسم والعقل بأن يعملا فوق طاقتيهما اللتين منحهما الله إياهما ـ وأعني مشكلة السهر ـ مستفشية ومستشرية على نطاق واسع من المجتمع وخاصة الشباب منهم بل وحتى الصغار رأيناهم ليس إلى ساعة متأخرة من الليل كلا ولكن إلى ساعة مبكرة من صباح اليوم التالي في تجمعات مشبوهة لعل من أبرزها ما يحصل من ورائهم من إزعاج لأصحاب المنازل في أماكن تجمعاتهم وسهرهم والذي أحزننا كثيراً أننا أصبحنا نرى صبية في أعمار الزهور ومقتبل العمر قد أضحوا أسرى لهذا السم الزعاف حيث أصبحوا مدخنين وبشراهة. إنني أعلم يقيناً بأن هؤلاء الشباب هم ضحايا لتربية فاشلة من الأبوين، وضحايا لإهمال الأم وانشغال الأب وعدم إدراكه، إنني أتساءل يوم أن أرمق هؤلاء الصبية والذين غالباً لا تتجاوز أعمارهم العاشرة يا ترى أين آباؤهم؟؟ أيعقل أن يكون آباء هؤلاء الصبية كلهم أمواتاً؟؟ لا.. لا فالأعداد التي رأيتها تفوق الخيال، وصعب علي حصرها، وهم في نماء وازدياد عجيب. الآباء أيها الأخ الكريم قد ناموا ملء أجفانهم ولا هم لأحدهم ولا قضية إلا أن يأتي حينما يقع ابنه فيما لا تحمد عقباه يأتي ويتأوه ويبكي ويقول: أنقذوا فلذة كبدي، وأدركوا نور عيني!!!! يا سبحان الله الآن أصبح فلذة كبدك ونور عينك، أين أنت يوم كان ابنك يقضي الليالي ويسهرها في الشوارع ويعمرها ذهاباً وإياباً ويتعرض له كل من في قلبه سوء؟!، بل أين أنت أيها الأب المبارك يوم كنت تستيقظ ولا ترى ابنك في فراشه فتمضي ولا تلقي لذلك أي اعتبار أو اهتمام؟! إن قضية السهر اليوم تشكل خطراً على المجتمع قاطبة بعيداً عن أضرارها ونتائجها السلبية التي تعود على الفرد والساهر ذاته فبها يحصل إرباك وإخلال الأمن وإزعاج السلطات الأمنية وبها تفشو السرقات ويروق للمجرمين العابثين الإفساد والعبث إلى غير ذلك من الأضرار الجسيمة التي يصعب علينا تعدادها. إنني أوجه نداء من أعماق قلبي لكل أب وصل مع ابنه إلى هذه المرحلة بتفريط منه اعلم أن «يداك أوكتا وفوك نفخ» وعلى نفسها جنت براقش، ولتعاود الكرّة مرة أخرى عسى الله أن يجعل لك فرجا ومخرجا، ثم إنني أوجه هذا النداء إلى كل أب ينشد الابن البار العاقل البـصير بأن يكثر اللـجوء إلى الله والتضرع إليه بأن يصلح له ذريته ثم لتأخذ أيها الأب الكريم بكل ما تراه سبباً لتربية ابنك التربية الحسنة التي تجني ثمارها بعون الله كبيراً وتحيا وتعيش بعدها حراً سعيداً. هذا ما جاد به الخاطر وهي همسات ووقفات من محب ومشفق وهي هدية لكل من استظل بظل هذا المجتمع المبارك. «سؤال» هذا سؤال أوجهه من أعماق قلبي لطالما حيرني كثيرا أبعثه إلى كل شاب مولع بالسهر راجياً أن تصلني الإجابة الشافية، أو لعلك أخي الشاب تطرح هذه الأسئلة على نفسك وتجيب لنفسك بنفسك. من الذي أرغمني على السهر؟؟ وما الفائدة التي جنيتها من السهر؟؟ وما هي الأعمال التي أنجزتها في سهري ومقاومتي للنوم؟؟ متى ومتى أكف عن السهر وإرهاق جسمي؟؟

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved