Wednesday 27th august,2003 11290العدد الاربعاء 29 ,جمادى الثانية 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

نهارات أخرى نهارات أخرى
أسر الشهداء
فاطمة العتيبي

يستحق منا الوطن الكثير..
لأنه قدم لنا الكثير..
فيكفينا من هذا الأمن الذي هو ريش مخداتنا الجميل.. نضع إليه رؤوسنا فنشعر بنعومته ودفئه..
** والأمن لا يجيء بسهولة.. ولا يتحقق بالكلام.. هو فرضية إسلامية تحمي المال والعرض والنفس بأحكام تشريعية يقيض الله من عباده المتقين من يقف لها منفذاً بكل قوة وصرامة..
واختارت الدولة السعودية أن تكون هذا المنفذ لشرع الله فخاف الناس من حدود الله التي تقام بلا مجادلة أو اعتراض فكسب الجميع الاحساس الوارف بالأمن.. لإيمان الكثيرين وخيريتهم.. ولخوف الشريرين منهم من القصاص في السرقة والزنا والقتل..
وهي الثالوث الإجرامي الذي إذا تفشى في مجتمع أو أمة فإن ذلك مدعاة لتفشي الخوف وضياع الأمن..
** واستقلالية القضاء لدينا وسلطة ديوان المظالم وهيبة القضاة وإجلال عملهم..
إنما هو نابع من ادراك المجتمع بكافة شرائحه بأن سلطة الدين هي الأكثر إقناعاً للناس وهي الأكثر عدلاً وتفهماً لأن مشرعها هو الله سبحانه وتعالى.
** والذين يقفون اليوم في مواجهة التشدد والمغالاة والعنف وتخريب الأمن.. هم أبناء الوطن الذين يكشفون صدورهم للرصاص.. ليظل الوطن وأهله آمنين..
وهؤلاء الشهداء بإذن الله.. يستحقون منا الكثير..
ولعل ولاة الأمر قد قدموا لهم الكثير مما أعلن ومما لم يعلن وآخر هذه العطاءات هو نقل زوجات الشهداء من الموظفات أو المعلمات لأي مكان يرغبنه دون ان يتقيدن بشرط أو قيد..
وهي لفتة إنسانية كانت ستغيب في زحمة دقة الأحداث لكن القلب الرحيم لا يغفل عن جراح أبنائه وبناته..
** ليس في ذهني شيء محدد مما يمكن ان يُعمل من أجل أسرهم لكنني أعتقد لو تم تشكيل هيئة لرعاية أسر الشهداء يكون هدفها المتابعة الدائمة لكل ما يخص زوجاتهم وأطفالهم وأمهاتهم وآباءهم.. وتيسير شؤونهم.. فهؤلاء أقبلوا على الموت بصدور فرحة مستبشرة تؤدي واجبها وهي تحمل جرحاً مثلنا تماماً ان الرصاص له لون واحد وملامح واحدة لكنه يذهب ويجيء ناحية أفكار متباينة ومختلفة..
اللهم ارنا الحق حقا.. والباطل باطلا.. ولا تبتلينا بما يفعله السفهاء منا..

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved