لا أحد يشك أبداً في أن الخطوط الجوية العربية السعودية تبذل جهوداً كبيرة.. وتقدم عملاً ضخماً من أجل راحة وسعادة الركاب حيثما كانوا وأينما اتجهوا..
** هي تنافس كبرى شركات الطيران في العالم.. بل تتفوق عليها في تقديم الخدمة.. وتسعى جاهدة وبكل ما تملك من أموال وإمكانات.. لتسخيرها لخدمة الركاب.. وهذا بكل تأكيد.. ليس محل نقاش.. لأننا نتعامل معه ونعايشه.. ونسعد عندما نشاهده ونلمسه عن قرب.. وهو الحقيقة والواقع..
** و«السعودية» بكل أجهزتها.. تحرص أيضاً على أن تتلمس عيوبها وأخطاءها وجوانب التقصير إن وُجدِت فتسمع من هذا وتقرأ مقالاً.. وتُنصِت لرأي.. وتُعقب على هذا أو ذاك.. وقد أنشأت إدارات مختلفة مهمتها التواصل الإعلامي مع الرأي الآخر.. سواء كان سلباً أو إيجاباً.
** ونحن عندما نتحدث عن «السعودية» التي بلغت سمعتها الآفاق «دولياً» فنحن لا نتحدث عن أن هذه الشركة بلغت ذروة الكمال.. أو أنه لا يوجد أخطاء أو تقصير.. أو أن «السعودية» لا تعترف بجوانب القصور نفسها.. فكثيراً ما اعترفت «السعودية» بأخطائها بكل شجاعة.. وكثيراً ما قالت: أصاب فلان وأخطأت «السعودية». أو أخطأ موظف «السعودية».. لكن هذا.. لا يعني أن كل ما يُقال في الخطوط السعودية صحيح.. وأن كل ما يُشاع أو يُنشر عنها له نصيب «100%» من الصدقية والصحة.. فبعض أو أكثر ما يُنشر.. تشعر وأنت تقرأه.. أنه بعيد عن الحقيقة.. أو أنه مبالَغ فيه إلى درجة كبيرة للغاية.. وبالتالي.. فأنت لا تنتظر من «السعودية» تعقيباً عليه.
** وهذا أيضاً.. لا يعني أن «السعودية» التي نجحت قبل غيرها من الشركات الكبرى بأكثر من ثلاثة أو أربعة عقود في سعودة شبه كامل جهازها.. حيث يندر أن تجد أو يقابلك موظف غير سعودي في «السعودية».. ما عدا الوظائف الصعبة.
** أقول: هذا النجاح.. وهذا التفوق للسعودية.. لا يعني أنه لا يوجد موظفون «سعوديون».. «يسيئون للسعودية» فبعض موظفيها.. ومع الأسف.. مسئولو «كاونتر» الدرجة الأولى «نفسه شينة.. ومتوتر» لا يقبل أي حوار.. ولا يسمع ولا يصغي.. بل «كلمة ورد غطاها».. بل ربما تركك وذهب وأنت تتكلم..
** بل إنني شاهدت أكثر من مرة «كاونتر» الدرجة الأولى في مطار الملك عبدالعزيز مزحوماً أكثر من السياحية.. وهناك طابور طويل عريض من البشر.. ولا يوجد سوى موظف واحد.. وزميله الآخر مشغول بأعمال أخرى لا ندري لمن هي؟ أو لعله «يْخَلِّص» واحد عزيز عليه.. أوانشغلت أذنه بمكالمة هاتفية..!!
** ثم إن خطوطنا السعودية قالت: لابد من قطع «كروت» صعود الطائرة قبل وقت كافٍ من الرحلة.. وتركت الباب مفتوحاً لإلغاء الحجز.. فنحن حتى الآن.. لا ندري ما هي ضوابط هذا الاتجاه الجديد.. وكثيراً ما يشتكي بعض الركاب.. وبالذات الدرجة الأولى من إلغاء حجزه بحجة عدم قطع كروت دخول الطائرة في الرحلات الداخلية.. مع أنه لا يُنبه لذلك عند الحجز.. بل أحياناً يُلغى.. وأحياناً لايُلغى.. فالعملية غير واضحة وغير دقيقة.. ويبدو أنها خاضعة للاجتهادات فقط.. وليس هناك نظام يضبطها بدقة.
** فأحياناً.. تذهب للمطار وتقطع الكرت وتدخل الطائرة.. وأحياناً يُقال لك: حجزك مُلغى، لأنك لم تقطع الكرت.. وهذا يدل على أن المسألة اجتهادية.. أو أن هناك تلاعباً معيناً في المقاعد.. والاخوان في مطار جدة «يُسَوُّونها!!».
** ثم إن هناك ملاحظة أخيرة.. وهي أن أغلب شاشات مطار الملك عبدالعزيز بجدة «شاشات الرحلات القادمة والمغادرة» منطفئ لا يعمل على الإطلاق.. بل كلها لوحات سوداء.. أو بعضها مجرد حروف متطايرة لا تفهم منها شيئاً .. حتى أنوار بوابات الدخول لم تعد تعمل هي الأخرى.
** أضف إلى ذلك.. أن ركوب الأتوبيسات في المطار طبعاً مطار جدة هو الآخر ليس له ضابط معين، فكل يوم له شكل.. وله لون.. وله طريقة.. ولم نعد نعرف النظام بالضبط وكأن لسان حال الجميع يقول: حتى سيارات «الدْيانا.. تِخِبْ» على هذا المطار.
** وعموماً.. كل ذلك لا يقلل من مكانة وتفوق «السعودية».. فهي تظل في القمة.. وتظل رائعة.. وتظل محل تقدير الجميع.. كأفضل خطوط تعاملنا معها حتى في الرحلات الدولية.
|