موسكو تحاول لعب دور الوسيط بين الإسرائيليين والفلسطينيين

* موسكو - سعيد طانيوس:
أوفدت روسيا دبلوماسيا رفيعا إلى منطقة الشرق الأوسط في محاولة لاحتواء التصعيد الكبير الجاري في المواجهات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، في الوقت الذي دعت فيه موسكو الأمم المتحدة إلى مواصلة نشاطاتها في العراق واعتبرت أن المسألة العراقية لا يمكن حلها إلا بالوسائل السياسية.
فقد توجه مساعد وزير الخارجية الروسي، يوري فيدوتوف، اليوم إلى منطقة الشرق الأوسط في محاولة للتوسط بين الإسرائيليين والفلسطينيين لوقف دورة العنف الجارية بينهما، وقال قبيل توجهه من موسكو إلى الأراضي الفلسطينية إن على روسيا بوصفها أحد راعيي عملية السلام في الشرق الأوسط أن تبذل قصارى جهدها من أجل وقف العنف هناك وتحفيف حدة التوتر بهدف إعطاء فرصة لتنفيذ خطة خارطة الطريق التي أقرها رباعي الوسطاء الدوليين كخطة للتسوية بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
وفي هذه الأثناء، دعا وزير الخارجية الروسي، ايغور ايفانوف، في مقالة نشرتها صحيفة «كوميرسانت» اليوم إلى وجوب مواصلة عمل هيئة الأمم المتحدة في العراق.
وكتب يقول: يجب على هيئة الأمم المتحدة أن تواصل عملها في العراق، فهي تتحمل مسؤولية تقديم المعونة وإشاعة الاستقرار في هذه البلاد».
وأعرب رئيس الدبلوماسية الروسية عن اعتقاده بأنه «من الواجب أن تعرض على الشعب العراقي خطة واضحة لاستعادة سيادة العراق في أقرب وقت ممكن». ولهذا يجب أن تمتلك بعثة هيئة الأمم المتحدة في العراق الصلاحيات اللازمة للمشاركة بصورة مباشرة في تشكيل الحكومة الانتقالية والتهيئة للإصلاحات الدستورية وتنفيذها وتشكيلي حكومة وتنظيم انتخابات معترف بها دوليا.
وأشار وزير الخارجية الروسي إلى أن جهود هيئة الأمم المتحدة كانت موجهة في الأشهر الأخيرة نحو تسوية الأوضاع في العراق بعد الحرب وإعادة السلطة بكاملها إلى ممثلي الشعب العراقي المنتخبين بأسرع وقت وضمان استقلال البلاد ووحدة أراضيها وسيادتها.
واعتبر ايفانوف أن «قراري مجلس الأمن الدولي 1483 و1500 موجهان تحديدا نحو تحقيق هذا الهدف، وأن سرجيو فييرا دي ميللو المبعوث الخاص للسكرتير العام لهيئة الأمم المتحدة وأكثر من 20 شخصا من زملائه قد وهبوا حياتهم من أجل هذا الهدف أيضا».
وفي الختام قال الوزير الروسي إن من الواجب التوصل إلى جواب عن السؤال الذي يطرح نفسه على هذا النحو: لمصلحة من جرى تفجير مبنى ممثلية هيئة الأمم المتحدة في بغداد، وأردف قائلاً: إن اعادة بناء نظام سياسي في العراق وإعادة إعماره لا يمكن أن يتما إلا من خلال عملية سياسية تضطلع فيها الأمم المتحدة بدور قيادي.
إلى ذلك، أعلن الكسندر لوسيوكوف، نائب وزير الخارجية الروسي رئيس الوفد الروسي إلى المباحثات السداسية في بكين، أن بعض التفاؤل يخالج المشاركين في هذه المحادثات «بصدد إجراء نقاش في جوهر القضية خلال المناقشات التي ستجري في بكين بمشاركة الوفود الستة» إلا أنه اعتبر أن فرصة التوصل إلى حل ما للمسألة النووية في كوريا الشمالية من الدورة الأولى للمحادثات «ضعيفة جدا».
وقال في حديث صحافي في ختام مشاوراته مع ،وان أي، نظيره الصيني الذي يرأس وفد بلاده إلى هذه المحادثات، إن مواقف روسيا والصين في المباحثات المذكورة حول القضية النووية لكوريا الشمالية «مازالت واحدة» مبدئياً وتتلخص في ضرورة خلو شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية.
وقال لوسيوكوف لدى وصوله إلى بكين: «نحن ننظر إلى آفاق المباحثات بتفاؤل حذر ولكننا نأمل في أن تستمر العملية التي بدأت»، مشيرا إلى وجود تباين في مواقف المشتركين في المباحثات وإلى أن «ثمة مواقف متشددة» تجعلنا ننظر بتفاؤل حذر إلى النتائج التي يمكن أن تسفر عنها هذه المباحثات.
وردا على سؤال عما إذا كانت هذه المباحثات ستتطرق إلى قضية تقديم ضمانات إلى كوريا الشمالية أجاب لوسيوكوف قائلاً: «الشيء الأساسي أن العملية انطلقت».
وأضاف، ان قضية الضمانات يمكن أن تصبح في المستقبل جزءاً مكوناً من المباحثات.
ومن المقرر أن يجري الوفد الروسي لقاءات أخرى مع وفود كوريا الشمالية والولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان قبل أن تبدأ في 27 آب/أغسطس في العاصمة الصينية الجولة الأولى من مباحثات الأطراف الستة حول القضية النووية لكوريا الشمالية.
على صعيد آخر، سقط 3 قتلى من المدنيين الروس وأصيب 17 آخرون بجروح نتيجة وقوع ثلاثة انفجارات في آن واحد في محطات وسائل النقل العام في مدينة كراسنودار في جنوب روسيا.