* القاهرة - مكتب الجزيرة - فتحي أبوالحمد:
إصرار الحكومة الاسرائيلية على سياسة الاغتيالات لقادة المنظمات الفلسطينية يؤدي الى تصاعد حدة المواجهة بين الطرفين في سلسلة لا تنتهي من العمليات الفدائية ويعقبها رد عنيف يتمثل في هدم المنازل ومصادرة الأراضي وتوقف المفاوضات بينهما.
الصحف الاسرائيلية شنت هجوما عنيفا على رئيس الحكومة شارون واعتبرته مسؤولا عما يحدث بين الطرفين بسبب السياسات الخاطئة لحكومته، قال يورام كاتبوك الكاتب اليهودي في صحيفة ايدعوت احرونوت: لو كان شارون ذكيا وقائدا شجاعا، لكان يسعى الآن إلى حل منطقي كي يحقق الانتصار الحقيقي، لكنه، هو وحكومته، يريدون الانتقام، تماماً كالأولاد.
ويضيف الكاتب: الضربة القاسية التي نزلت بالقدس، ضربة مؤلمة، وكان تفعيل الجيش ردا عليها، دليل وهن، لقد استسلم شارون لغباء وزرائه أو لأنين بطنه، وخرج لشن صراع لا أساس له، ولن يؤدي إلا إلى استمرار الهدنة بواسطة الحرب، صحيح ان لدى شارون شعبه الذي سينتخبه حتى إذا تم تقييده إلى كرسي كهربائي، لكنه سبق لبن غوريون أن أثبت بأن القائد يفعل ما يرغب به الشعب، لا ما يرغب به هو.
إن انتهاج العنف يعبر عن الوهن، أما العنف الذي تمارسه الحكومة فيعبر عن وهن أكبر، ما الذي ستسفر عنه الحملة التي بدأوها الآن؟ إنها لن تقضي على الإرهاب. ستؤدي الى هدم عدة بيوت وإلى قتل بعض العرب، لكنها لن تؤدي إلى شفاء المرافق الاقتصادية، ستؤدي الى هرب بعض الشبان من الدولة، لكنها لن تزيد من عدد السياح، إضافة الى أنها ستمس بالهجرة المحتملة الى البلاد وبالاقتصاد، والأسوأ من ذلك أنها ستنتهي مثلما بدأت انتصار تكتيكي صغير للجيش، وهزيمة كبرى للاستراتيجية، هذا إذا كانت هناك استراتيجية ما لدى إسرائيل التي يحكمها شارون.
وهذا ما أكده غالبية الكتاب اليهود الذين أشاروا الى ان الحكومة الإسرائيلية ليس أمامها إلا اختيار أحد حلين: إما إقامة دولة ثنائية القومية، ما يعني القضاء على السيادة اليهودية (لأن الجمع بين دولة جميع مواطنيها في اسرائيل ودولة خالية من اليهود في المناطق هو مسألة غير مقبولة بتاتاً) وإما أن ينتصر أحد الشعبين على الشعب الآخر، في يوم ما. ويتحتم على من يريد العيش حقاً، البحث عن بديل للعبة الاطفال التي يمارسها شارون وحماس، والتي يمليها موفاز، وهي لعبة من ينتقم بشكل أكبر.
|