* رام الله - نائل نخلة:
ليس بوسع الاسيرة منال غانم ان ترعى وأن تحتضن ابنها ماجد (6 سنوات) المصاب بمرض الثلاسيميا، وليس بوسعها ان تطمئن على مصير الجنين الذي يسكن احشاءها منذ ثمانية اشهر ويقبع معها خلف القضبان. منال ستسمي هذا المولود (نور) في محاولة لقهر عتمة الزنزانة التي تقبع فيها منذ اربعة أشهر في سجن الرملة للنساء.
منال غانم 28 عاماً من مخيم طولكرم ام لثلاثة اطفال ماجد (6 سنوات) ونفين 9 سنوات وإيهاب (10 سنوات) والرابع سيرى النور في عتمة السجن في ايلول القادم.
اعتقلت غانم في 17 نيسان من العام الحالي وهو اليوم الذي يصادف يوم الأسير الفلسطيني، وقد كتبت مؤخرا رسالة الى ابنها ماجد تعتذر فيها عن عدم تمكنها من إعداد كعكة ذكرى الميلاد السادسة له جاء فيها: (كل عام وانت بخير يا طفلي الغالي إن شاء الله يطلق سراحي وأعمل لك الكعكة مثل كل عام ونطفئ معا الشموع، أنا متأسفة يا ماجد لكن الظروف أقوى منا).
بصوت متهدج مليء بالبكاء ولوعة وحسرة فراق شقيقتها قرأت بيروت اخت منال الرسالة علما انها لم تر شقيقتها منذ اعتقالها، ولم تسنح لها الفرصة بزيارتها في السجن بسبب منع إدارة السجن للزيارة بحجج تداعي انها أمنية.
والدة الأسيرة غانم تحدثت بمرارة وبحسرة عن ابنتها وعن أبنائها الثلاثة وعبرت عن قلقها على مصير الجنين الذي تحمله ابنتها في أحشائها وتقول: (منذ اعتقال ابنتي وأبنائها يتنقلون تارة عندنا وتارة عند أهل زوجها، الأولاد اجنحة الأم وجناح منال مكسور لا تستطيع ان تضمهم أو تحضنهم.
وتضيف الوالدة: (الأطفال يبكون عندما يسمعون الإفراج عن الأسرى ويتساءلون لماذا لا يفرج عن أمنا؟).
ويذكر ان الأسيرة على موعد الشهر القادم مع مخاض عسير وهو شهر ولادة الجنين الذي تحمله بين أحشائها والذي يصادف شهر محكمتها ايضا.
ويشار إلى أن الأسيرة منال هي ثاني أسيرة فلسطينية تضع مولودها داخل السجون والمعتقلات الصهيونية هذا العام، فقد سبقتها الأسيرة ميرفت طه التي وضعت مولودا ذكرا في سجن الرملة للنساء.
|