تحقيق منيف خضير الضوي
لا يختلف اثنان على فتك التدخين بصحة الفرد، والجماعة، ولا يجهل أحد الأضرار الكثيرة الناجمة عن التدخين، وكذلك الخسائر السنوية الناتجة عنه صحياً واقتصادياً واجتماعياً، وقبل هذا وذاك شرعياً؛ فالتدخين مهلك ومدمر لذلك جاءت توجيهات الدين واضحة في هذا المجال، والعالم بأسره أمام مشكلة تتزايد، وأمام عادة تتأصل يوماً بعد آخر، وخصوصا بين أوساط الشباب عماد كل أمة ومصدر قوتها.. والتجارب حول العالم للقضاء على هذه الآفة كثيرة ولكن قليل منها الناجحة.
لجنة مكافحة التدخين بمحافظة رفحاء وشمال المملكة لجنة انبثقت من الجمعية الخيرية بالمحافظة، وعمل بها موظفون وأطباء ومتطوعون من الشباب السعودي المتحمس لمحاربة هذه الآفة، وأظهرت الاحصائيات الدقيقة فيها تزايد نسبة المراجعين من ناحية والمقلعين عن التدخين من ناحية أخرى.
(الجزيرة) زارت مقر اللجنة والتقت الإدارة والموظفين والمتطوعين والمراجعين الذين يرغبون في الإقلاع عن التدخين.
الفكرة والبداية:
فضيلة الشيخ صالح بن منديل التويجري قاضي محكمة رفحاء الشرعية ورئيس مجلس إدارة جمعية رفحاء الخيرية، المشرف العام على لجنة مكافحة التدخين تحدث عن بداية الفكرة في انشاء هذه اللجنة قائلاً:
بدأت فكرة إنشاء لجنة مكافحة التدخين منذ سنوات لما تعانيه المحافظة من واقع مؤلم في المجتمع من صغار وكبار انهمكوا في شرب الدخان ووقعوا في براثنه، وعجزوا عن الانفكاك من أسره، فبدأت الفكرة باقتراح من عدد من الإخوة حيال ضرورة محاربة الدخان في المحافظة لانتشاره وآثاره الكبيرة على الفرد والمجتمع سواء الصحية أو المالية وقبل ذلك معصية الله عز وجل لكونه من الخبائث، لذا تم العمل المتواصل من تنسيق ودراسة وتنفيذ فكان يوم 13/8/1423ه يوم خير على المحافظة وأهلها إن شاء الله حيث توج بإنشاء لجنة مكافحة التدخين التي وجدت دعما من الإخوة أعضاء مجلس إدارة جمعية رفحاء الخيرية ومن رؤساء الادارات الحكومية والأهالي والمدخنين وفوق ذلك نيلنا شرف افتتاح صاحب السمو الأمير عبدالله بن عبدالعزيز بن مساعد آل سعود أمير منطقة الحدود الشمالية لمقر اللجنة ودعمه السخي وتوجيهاته النبيلة يوم الافتتاح الخميس 17/11/1413ه الذي كان له الأثر الأكبر في محاربة هذه الآفة لأجل شريحة غالية على أنفسنا من بني جلدتنا.
وأضاف وها نحن اليوم نجني ثمار العمل خلال فترة قليلة بنتائج فاقت التوقعات ألزمتنا بمضاعفة ساعات العمل ورفع كفاءة اللجنة وإني أجدها فرصة أن أوجه النداء لأهل الخير أن يمدوا يدهم بدعم هذه اللجان الخيرة مادياً ومعنوياً، وكذلك المدخنين بالاستفادة من هذه اللجنة بالتخلص من هذا القاتل البطيء سائلاً الله أن يحفظنا وقادتنا وبلادنا من كل مكروه.
وعن البدء في العلاج باللجنة أضاف قائلا:
بدأ العلاج كان في يوم 15/12/1423هـ وتم استقبال المراجعين ومعالجتهم وفق احصائيات دقيقة تعد من قبل شباب سعودي يعملون في لجان متعددة جزاهم الله خيراً.
التجهيزات والأنشطة
وعن تجهيزات اللجنة ونشاطاتها المختلفة تحدث المشرف على اللجنة فهد بن عثمان الفريح قائلاً: تم اختيار أحد المنازل القريبة من وسط البلد واستأجرته اللجنة بمبلغ (000 ،18) ريال سنويا، ثم عمدنا الى صيانة المبنى (من طابقين) وتم تجهيزه بالأجهزة ذات العلاقة بمبلغ وقدره (000 ،150) ألف ريال وذلك وهما جهازا الملامس الفضي جهاز تخطيط القلب وجهاز تعقيم فني ومقياس حرارة وجهاز الأوكسجين وأربع طاولات كشف، كما تم تأمين أدوية خاصة بالإقلاع عن التدخين.
كما تم تجهيز الإدارة بالمكتب وتوابعه من آلة تصوير وكمبيوتر وفاكس وطابعتان وغيرها.
وعن الموظفين والمتطوعين في مقر اللجنة أضاف الفريح قائلا: يعمل في مبنى اللجنة العديد من الموظفين وعدد آخر من الشباب المتطوع ممن يحاربون هذه الآفة الخطيرة وهم كالتالي:
(الموظفون):
1 فهد بن عثمان الفريح، مشرف اللجنة.
2 إبراهيم بن محمد الوشمي (موظف استقبال وتنسيق.
3 سليمان حسين بن حسان مندوب عام.
(الممرضون)
التيجاني العامري، عماد برغوث، يوسف هكتر.
أما المتبرعون من السعوديين والإخوة العرب فهم:
1 فهد بن محمد الفريح، المدير التنفيذي للجنة.
2 د. عبيد عبدالمحسن طبيب.
د.السيد متولي طبيب.
3 د. تنوير أحمد طبيب.
أما المتبرعون من مسؤولي الأقسام فهم:
1 بسام بن مطلق الخشرم مسؤول الدعاية والإعلان.
2 هاني بن عبدالله الخريصي مسؤول العلاقات العامة.
بالاضافة للعديد من الشباب السعودي المتحمس لدعم اللجنة سواء بأفكارهم ومشورتهم أو مادياً.
(231) مراجعا في أربعة أشهر
المدير التنفيذي للجنة فهد بن محمد الفريح أعرب عن استيائه من شرب الدخان متسائلا: لماذا الانتحار البطيء مشيراً إلى أن كل مدخن غالٍ علينا لأنه ابن امتنا ذات المجد العريق قائلاً له:
أخي نفسك ليست ملكا لك، فنحن ووالداك نحبك ونكره ما تحمله بين اصبعيك.. مطالباً المدخنين بمراجعة لجنة مكافحة التدخين قائلاً:
هذه اللجنة أنشئت من اجل المدخنين بحثاً عن سلامتهم وعلاجهم، ونحن بانتظار زيارتهم مؤكدا أنهم يحتفظون بصداقة المراجعين ويحترمون سرّيتهم..
وعن عدد المراجعين والمقلعين عن التدخين قال الفريح:
راجعنا خلال الأربعة أشهر الماضية بدءا من شهر ذي الحجة مروراً بمحرم وصفر حتى ربيع الأول (231) مراجعا أقلع منهم عن التدخين ولله الحمد(37) مدخنا وفق الاحصائيات التالية:
واضاف: وأعلى نسبة مراجعين ولله الحمد الجنسية السعودية وعددهم 192 غالبيتهم من الشباب، وفيما يتعلق باللجان التطوعية فهناك اللجنة الدعوية ويعمل بها شباب سعودي متبرع بدون راتب وهدفهم النصح والتوجيه للمدخنين وإقامة المحاضرات والندوات، وهناك ايضا اللجنة الإعلامية ويعمل بها ايضاً متبرعون سعوديون، بهدف إبراز نشاط اللجنة بالوسائل الإعلامية المختلفة وإقامة المعارض الارشادية. وهناك اطباء متبرعون وعددهم (3) إضافة للمدير التنفيذي، أما البقية من الموظفين والممرضين والعمال فهم موظفون ومقدار رواتبهم سنوياً (000 ،36) ريال، اما مقدار الصرف السنوي على اللجنة بما فيه الإيجار السنوي فمقداره (000 ،54) ريال سنوياً.
المتطوعون: دعوة لهؤلاء
عبر عدد من المتطوعين للعمل في لجنة مكافحة التدخين برفحاء عن مشاعرهم تجاه اللجنة وجهودها موجهين دعوة صادقة لمن ابتلي بالتدخين.
* نائب المشرف العام على اللجنة الشيخ صالح بن حامد الطويان (الداعية بإدارة الاوقاف والمساجد والدعوة والإرشاد بمحافظة رفحاء): قال شكر وتقدير لكل متبرع ساهم معنا في انجاز هذا المشروع الخير. ولجمعية البر الخيرية التي تبنت هذا المشروع بجهود رئيس مجلس إدارتها الشيخ صالح بن منديل التويجري قاضي محكمة رفحاء والمشرف العام على اللجنة، كما أشكر كل مراجع وزائر ومقلع، وكل عضو وطبيب وموظف وممرض ومتبرع.. فالثمار قد بدأنا بجنيها بفضل الله ثم بدعمكم المبارك.
* أما مسؤول الدعاية والإعلام بسام بن مطلق الخشرم (إمام وخطيب الجامع الكبير في مخيم اللاجئين العراقيين برفحاء) فقال: لقد سرني وأثلج صدري ذلك الرجل الذي ابيض شعره وتساقطت أسنانه وما منعه ذلك من المجيء إلى لجنة مكافحة التدخين ولتلقي العلاج بروحه الجميلة وعباراته الفكاهية الممزوجة بالدعاء. الحمد لله أن منّ الله عليه بالشفاء بعد أن مرت عليه سنوات العمر أسيراً للدخان..
فارق العمر لم يمنع الكبير ولا الصغير في زيارة لجنة مكافحة التدخين.
* وقال الملازم أول عبدالله بن صالح الصيفي (مدير قسم الشؤون الدينية في مخيم اللاجئين العراقيين برفحاء، ومسؤول قسم الإرشاد والتوجيه باللجنة): نداءات أوجهها إلى الموردين وأصحاب المحلات التي تبيع الدخان، وإلى الوالدين، وإلى كل مربٍ ومربية، وإلى كل مدخن ابتلي بشرب الدخان وإلى كل تاجر وموسر، فهذه اللجنة منكم وإليكم لعلاج ابنائكم من هذه السموم التي هي أول طريق الضياع والضعف والوهن. فلنتكاتف سويا ولكل منكم واجب ومطلب، فساهموا معنا بكل ما تستطيعون..
* مسؤول العلاقات العامة باللجنة: هاني بن عبدالله الخريصي (الداعية في مخيم اللاجئين العراقيين في رفحاء) اعتبر أن اللجنة كالمولود الجديد الذي يتطلع إليه كل إنسان، وأهالي رفحاء رزقوا بهذا المولود المبارك للحفاظ على صحتهم وسلامتهم، وقد وجدت القبول حتى ارتفع عدد المستفيدين الى أعداد كبيرة جدا وما زال التوافد عليها مستمرا، فعلى كل إنسان أن يجعل له حصةً في هذا الصرح الشامخ إما بفكره أو بدعم مادي أو زيارة أو بالدعوة إلى هذا المركز لتبنى بتلك المساعدات أمة سليمة ومجتمع صالح..
* ومن جانبه عبر موظف الاستقبال والتنسيق في اللجنة إبراهيم بن محمد الوشمي قائلاً: ألمس قوة الدافع لدى الكثير من صغير وكبير بترك هذا الدخان والتخلص من مضاره عبر تعبئة الاستمارات الخاصة بذلك، وأجد الحرقة والشفقة من قبلهم وأنه بعد مراحل العلاج أشاهد الطمأنينة والراحة النفسية لتركه والإقلاع عنه.
تجاربنا مع الإقلاع
(الجزيرة) تجولت في عيادة علاج المدخنين في مبنى اللجنة برفحاء، والتقت عددا من المراجعين ممن يخضعون للعلاج، كما قابلت عددا من المقلعين عن التدخين ليتحدثوا عن تجاربهم الخاصة في كيفية الإقلاع عن التدخين حيث قال (ع. م. ه موظف متزوج 35 سنة) وقعت في شرب الدخان عن طريق الأصدقاء وإهمال الوالدين لنا، وكذلك نتيجة لشرب والدي الدخان. وبداية لم أجد في الدخان إلاَّ الأمراض والمشاكل والرائحة الكريهة وغضب الوالدين ومرض الأولاد والمشاكل الزوجية المستمرة والملابس المحترقة.
وكنت أكثر من شرب الدخان مع القهوة والشاي مع الأصدقاء في التجمعات على الدش، وبعد ذلك سمعت عن لجنة مكافحة التدخين برفحاء فزرتها مرات قليلة والآن أقول بعد أن أقلعت عن التدخين أن الفرق بين حالتي سابقا، وحالتي الآن كفرق الشمس عن القمر فلا يسعني إلاَّ أن أقول للقائمين على هذا المشروع الخيري بيّض الله وجوهكم ولساني يعجز عنه شكركم.
وعن طريقة الإقلاع أضاف: تلقيت عدة جلسات طبية سبقتها جلسات توجيهية أثارت في نفسي الرغبة في ترك التدخين الذي لن يكون يسيراً تركه بهذه السهولة خصوصاً وأنني اعتدت عليه سنين طويلة، والأمر يحتاج إلى عزيمة قوية، ويحتاج إلى أشياء تكون بديلة وكافية وغير ضارة تساعده على التخلص تدريجياً من التدخين مثل الإكثار من الماء والفواكه والخضراوات الطازجة، ويمكن أيضاً تناول اللبان (العلك)، والمكسرات وغيرها.
وقرأت منشورة تقدمها اللجنة للمدخنين مفادها أن الدراسات الطبية التي أجريت على مجموعة من الأشخاص الذين تركوا التدخين أن حالة رئاتهم تحسنت بنسبة 80% بعد مضي ثلاثة أشهر من بدء الإقلاع.
* مقلع آخر عن التدخين (فضل عدم ذكر اسمه) يؤكد ان الإنسان يتعرض لبعض الاضطرابات الجسمية والنفسية الخفيفة عندما يتوقف عن التدخين، وهي تبدأ في الظهور بعد ساعة أو ساعتين من آخر سيجارة، وتختفي هذه الأعراض ولله الحمد في أقل من خمسة أيام تلقائياً، فإذا فكرت في العودة الى التدخين قم فوراً بممارسة هوايتك المفضلة والمفيدة أشغل فمك ببعض الحلوى والملبسات وتنفس بعمق وخذ وقتاً كافياً للنوم، وعند جفاف الفم والحلق اشرب كميات من الماء والعصيرات، واحرص على تناول حمام كاف يوميا يكون دافئاً ثم احرص على استنشاق هواء نقي ومارس التمرينات الرياضية.
ويكفيك لترك التدخين النيّة لتركه دفعة واحدة فلقد جربت هذا الشيء ونجحت فيه، ولقد سمعنا أنه في كل يوم يموت (000 ،11) شخص بسبب التدخين!!
أيضا يجب ألا ننسى أن التدخين ضار وهو محرم شرعاً قال تعالى: {وّلا تٍلًقٍوا بٌأّّيًدٌيكٍمً إلّى التهًلٍكّةٌ} والدخان يوقع في الأمراض المهلكة كالسرطان والسل وأمراض القلب وقرحة المعدة وغيرها.
وجدنا صعوبة في البداية
عدد من المتعالجين في العيادة تحدثوا عن مراحل علاجهم حيث قال عبد ربه حسن أحمد (21 سنة يمني): أتردد على العيادة منذ فترة توقفت خلالها عن التدخين، ولقد وجدت صعوبة في بادىء الأمر، والآن أنا مستمر ولله الحمد في ذلك وأتمنى أن أتوقف فعلياً إن شاء الله وأضاف:
والتدخين آفة عانيت منها كثيراً ويكفي حينما أتوقف عن التدخين أن ضغط الدم وضربات القلب ودرجة حرارة الجسم تصبح طبيعية خلال 20 دقيقة، كما قرأت وسمعت من الطبيب المعالج. وأيضاً بعد 8 ساعات مادة أول اكسيد الكربون السامة تبدأ في الاختفاء من الدم. وتزيد نسبة الاكسجين بالدم.
وتختفي بعض الأعراض التي كان ترهقنا سابقاً مثل الكحة والتعب والغضب والتوتر التي بدأت أشعر بها حالياً، فالحمد لله أنا عاقد العزم بإذن الله على الاقلاع عن التدخين.
* محمد مؤمن إبراهيم (بنغلاديشي 42 سنة) يؤكد صعوبة الإقلاع عن هذه العادة السيئة قائلاً:
بدأت في التدخين منذ وقت مبكر من عمري، وساءت حالتي الصحية في السنوات الأخيرة بسبب هذا الداء العضال، ووجدتها فرصة سانحة حينما افتتحت هذه اللجنة لمكافحة التدخين فالتحقت بها فوراً وأنا الآن منتظم في العلاج وأعمل بنصائح الطبيب رغم صعوبتها عليّ ولكن دائماً أضع نصب عيني أمراض السرطان والأمراض المميتة فالنيكوتين مادة سامة جداً، والقطران مادة صمغية سوداء تستخدم أساساً في صناعة مواد الطلاء.
وكذلك أول أكسيد الكربون وهو غاز سام وكل هذه الأشياء من مكونات السيجارة!!
* أحد المترددين على اللجنة قال متسائلاً: هل الدخان حرام؟!
وقوله تعالى في سورة النساء: {وّلا تّقًتٍلٍوا أّنفٍسّكٍمً} والدخان قتل بطيء للنفس، والتدخين إسراف وتبذير وهو هدر للمال بدون فائدة والله يقول: {إنَّ المٍبّذٌَرٌينّ كّانٍوا إخًوّانّ الشَّيّاطٌينٌ} *الإسراء* .
وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم كلها تشير إلى حرمته القطعية فالرسول صلى الله عليه وسلم في صحيح أحمد يقول: «لا ضرر ولا ضرار». ويقول أيضاً في الحديث المتفق عليه «وكره الله لكم إضاعة المال».. وغيرها من الأحاديث والإرشادات.
أقصر الطرق إلى السرطان!!
الدكتور عبيد عبدالمحسن (الطبيب المعالج في لجنة مكافحة التدخين برفحاء) تحدث عن التدخين، ومضاره، وطرق الاقلاع عنه بالإضافة الى عدد من النصائح الطبية المهمة فإلى البداية:
لم يعد هناك مجال للشك في أضرار التدخين، حيث تحتوي السجارة على العديد من المواد الضارة والمسببة للسرطانات، وأهم هذه المواد وأكثرها خطورة هي النيكوتين المسببة للإدمان والمسؤولة عن الأمراض القلبية، والقطران التي تسبب امراضاً للرئة وهي من المواد المسرطنة والمسببة لتلوث الأسنان.
وكذلك أول أكسيد الكربون وهو غاز سام ناتج عن احتراق التبغ، بالإضافة إلى ذلك العديد من المركبات الكيميائية والعضوية التي يسبب الكثير منها السرطان. ويشمل ضرر السيجارة أيضا القلب والشرايين مثل تصلب شرايين القلب التاجية التي تؤدي إلى الذبحة الصدرية وارتفاع ضغط الدم الشرياني وأضرار على الرئتين تؤدي إلى التهابات مزمنة في الشعب الهوائية الذي يؤدي بدوره إلى ضيق بالشعب الهوائية وزيادة في افرازات المواد المخاطية مما يجعلها عرضة للالتهابات بالإضافة الى الخطر البالغ للإصابة بسرطان الرئة. باختصار التدخين أسرع الطرق نحو السرطان!!
وعن أضرار التدخين على غير المدخنين أضاف د. عبيد:
هناك حالة التدخين الاجباري الذي يقع فيه من يخالط المدخنين أثناء تدخينهم في الأماكن المغلقة وما هو ما يعرف بالتدخين السلبي ويذكرنا بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم عن حامل المسك ونافخ الكير.
مراحل الإقلاع
أما مراحل الإقلاع عن التدخين التي ينصح بها في لجنة مكافحة التدخين برفحاء فأجاب قائلاً:
هناك العديد من الأساليب الموصوفة للإقلاع عن التدخين ففي حين يكفي البعض وهم قليلون ان يكون لديهم النية الصادقة للتوقف عنه ولديهم القدرة على اتخاذ القرار، فإن البعض الآخر وهم الأكثرية بحاجة إلى خطة للاقلاع عن التدخين وهذه الخطة مكونة من ثلاث مراحل:
المرحلة الأولى: يتم فيها توضيح الأضرار العاجلة للتدخين وكذلك الآثار السلبية له على المدى الطويل، ونركز على خصائص كل مرحلة وعلى الأشياء النفسية التي تلامس مشاعر كل مدخن مثل الجاذبية ورائحة الفم عند الشباب والمقدرة الجنسية، ثم الاتفاق مع المدخن على موعد زمني للاقلاع عن التدخين في حدوده.
(كمرحلة ثانية) أما المرحلة الثالثة وهي متابعة عملية الإقلاع ومساعدة المقلع عن التدخين بإحدى السبل المناسبة كتلقي الجلسات العلاجية بجهاز الملامس الفضي الذي يعمل بنفس فكرة الابر الصينية، أو بلصقات النيكوتين، أو بغير ذلك حتى نصل إلى مرحلة الإقلاع مع التأكيد على عدم العودة للتدخين مرة أخرى.
وعن الأجهزة المتوفرة في عيادة لجنة مكافحة التدخين أضاف:
هناك جهاز الملامس الفضي الذي يعمل بنفس أسلوب الإبر الصينية كما أسلفنا ويتلقى المريض جلسات علاجية مابين (20 30) دقيقة، وهناك جهاز قياس وظائف الرئة لمتابعة الوظائف التنفسية للمقلع، وهناك جهاز تخطيط القلب وجهاز لقياس نسبة السكر بالدم، ونحن الآن بصدد شراء جهاز لقياس نسبة أول أكسيد الكربون، وكل هذه الخدمات نقدمها مجاناً للمدخن من أجل مساعدته على الإقلاع عن التدخين.
وفي سؤال عن عودة المقلعين للتدخين مرة أخرى أجاب:
هذا سؤال مهم والإجابة عنه ليست مسألة يسيرة، فهناك عوامل مركبة ومعقدة وراء مسألة العودة للتدخين، فهناك أعراض الانسحاب من تعاطي النيكوتين الموجودة في السيجارة الذي يسبب الإدمان، وهذه مرحلة مؤقتة يجب مساعدة المقلع على تخطيها بسلام، وهناك دوافع نفسية منها افتقار الشعور بالألفة تجاه السيجارة التي ارتبط المدخن بها في المناسبات المختلفة، وهناك تأثيرات الأصدقاء والجلساء من المدخين، وهذه المسألة تشكل تحديا في حياة المدخن.
وعن النصائح التي ينصح بها المدخن قبل العودة المنتكسة للتدخين قال:
هناك عدة نصائح مهمة منها اشغال المدخن نفسه بأمور وهوايات حتى لا يدع وقتاً للتفكير في السيجارة، ونقترح أن يضع المدخن النقود التي يشتري بها الدخان جانباً، ويشتري بها لنفسه هدية يحبها بين الحين والآخر كمكافأة للإقلاع عن التدخين. وننصح المدخن أن يتنفس بعمق كلما راودته رغبة في التدخين وأن يمارس الرياضة ويقلل من أكل الحلوى والأغذية الدسمة ويركز على الخضراوات والفواكه واللبن بدلاً من الشاي والقهوة ويمتنع عن الجلوس في الأماكن المغلقة التي يتم فيها التدخين. ونذكر دائماً أن الإرادة هي مفتاح الصحة الجيدة.
الفريج يتحدث للمحرر
الشهر مسعودي مصري سوري سوداني هندي باكستاني بنغالي مقيم أخرى المجموع
الشهر مسعودي مصري سوري سوداني هندي باكستاني بنغالي مقيم أخرى المجموع
ذي الحجة 39 2 2 1 44
محرم 52 6 - - 3 3 - - - 64
صفر 47 5 - - - 1 - - 2 55
ربيع أالأول 54 2 1 1 1 - 5 - 4 68
المجموع 192 13 1 3 4 6 5 1 6 231
عدد المقلعين 28 3 - 2 - - 1 1 2 37
|