بعد حوادث التفجيرات الآثمة في بلدنا الحبيب والتي ذهب ضحيتها أبرياء وقام بها مجموعة من الفجرة البعيدين عن الإسلام كثر القول والحديث عن دور المناهج الدراسية والمعلمين والمدارس في المملكة وانها قد تكون مسؤولة عن انحراف الشباب اقول وبالله التوفيق وبصفتي أحد المعلمين القائمين بتدريس تلك المناهج ان المناهج بدءاً من المرحلة الابتدائية وحتى آخر مرحلة تعليمية قام بوضعها بعد التفكير والتمحيص والتخطيط وفقا لسياسة التعليم بالمملكة نخبة من الأدباء والتربويين وعلماء النفس والشيوخ الأفاضل ولم تدخل إلى الميدان إلا بعد مراجعتها من قبل نخبة مماثلة وبعد نزولها للميدان فإنها تخضع للنقد والتمحيص والمراجعة وإبداء الرأي من قبل المعلمين والمشرفين. من هنا فإنني أقول ان المناهج بريئة من أية ثغرة تسيء إلى المجتمع واتمنى ان يعود كل شخص إلى مراجعة ذاكرته حول ما درس من المناهج خلال فترة تعليمه في مدارس المملكة هل هناك جملة أو كلمة أو موضوعا يدعو إلى إلحاق الضرر بالآخرين؟ كلا وألف كلا.
وقد درس من خلال المناهج الأمير والوزير والكبير والصغير من موظفي الدولة وبعض أبناء الدول العربية كما قام بالتعليم مجموعة من المعلمين السعوديين وبعض ابناء الدول العربية من هنا اطلب ممن درس في مدارس المملكة العربية السعودية أن يسأل نفسه هل سبق ان طلب منه احد المعلمين الإساءة إلى أحد أو إلحاق الضرر بأحد؟ الإجابة ستكون طبعا.. لا!
إن المناهج تدعو إلى فضائل الأخلاق والصدق والمحبة والإحسان إلى البعيد قبل القريب، والغريب قبل ابن الوطن وتدعو إلى احترام مشاعر الآخرين وتدعو أن يحترم الصغير الكبير وتدعو إلى الرفق حتى بالحيوان قبل الإنسان وها هي موجودة بين أيدي الطلاب والطالبات فلماذا هذا الاتهام؟ وحتى قواعد المرور تطرقت لها المناهج ودعت إلى تطبيق وسائل السلامة فلو تم تطبيق المناهج بالشكل الصحيح لما حصل أي حادث مرور ولما حصلت اية مشكلة في المجتمع.
هناك بعض الأمور التي قد يكون لها دور عظيم في الانحراف ومنها على سبيل المثال:
1 البيت (ولي الأمر) فكثير من الشباب يمضي وقته خارج البيت ولا يعود إلا في ساعات متأخرة من الليل وهو صغير السن ولا يجد من يسأله أين قضى وقته؟ ومع من قضاه؟
فالرفيق له دور مهم (يصلح ويفسد).
2 الخطب التي يقوم بها بعض الاشخاص في المساجد وفي بعض المجالس والمناسبات دون رقيب تلك الخطب بعضها يقوم به اشخاص قليلو العلم وبالتالي يؤثرون على المستمع خاصة من الشباب الذين من السهل التغرير بهم. لذلك فإنه يجب متابعة المساجد وما يدور فيها من حلقات دعوة وذكر وان لا يسمح بذلك الا للأشخاص المشهود لهم بالاستقامة ومراقبتهم.
ونتمنى أن يجنب الله بلادنا كل مكروه في ظل قيادة مولاي خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني وجميع الساهرين على أمن هذا الوطن.
|