تعلم الحياة الانسان الكثير إن بطواعيته أو بدونها فهو في حالة تلقٍ مستمرة لا ينفك عنها واح السر الكامن ولا التغييب البشري المتعمد فالتسارع المدني يحظى بتدليل من الثورة التكنولوجية بشكل يغيظ التنامي الانتكاسي لمن لا يؤمن بحدادة التطور الاتصالي الذي يسير بسرعة الصوت والصدى مجتمعين.
والانسان وهو يتعاطى مع مختلف الاصناف من الحقائق يحتاج إلى عقلنة ما يسمع ويرى حتى يتسنى له موضعة كل حق في حقيقته وبمجهرية مارقة يتكون لدى الانسان قوة الرقابة والتدقيق الأمر الذي يعزز معه تواري التهاون في مسألة تمرير ما يصح وما لا يصح من المدخلات غير الممنهجة من حوله وعلى وجه التحديد فيما يتعلق بتزايد التداخلات الوافدة فلا يكاد يغدو فرد في معزل من تأثير ما حوله الا ما شاء الله من الانترنت وثورة الاتصالات المرئية التي غدا معها العسير يسيرا فيتلقى الانسان عن اليمين وعن الشمال ما يتلقى من التناقضات السارة وغير السارة وهو هنا ليس وحده من يقرر تجويز أو عدم تجويز ما يفده ويصادق عليه حتى ولو كان مؤهلا لأن يفقه فليس كل من يفقه يحكم ولكن درجة علو كعب الخطر الاتصالي بلا رقيب عبر قنوات الاتصال أكبر من ان يستهان به ويخلى لمن أراد أن يحكم بما يشاء لان هواه قد يمرر ما لا يجوز في منطقة الموجود غير المقرر والمباح وتنساب الاشاعات في حق الأشخاص كما تناسب الجداول صوب الانهار فيتعرض للناس بالسر والعلن وبالحق والباطل تبنى جملة من الأحكام لمجرد الاشاعة دون المشاهدات والتحقق بل ان البعض اصبح يصدر الأحكام على ما يسمع عبر النت من الاشاعات أكثر مما يتداول في حياته اليومية فأصبح النت عالمه الغيبي الذي لا يثق به الا هو.
والاشاعة الشبكية لا تصدر الا عندما تعجز مقومات الفاشل في الوصول إلى نقطة للتوافق مع الواقع فيشيع اما التوافق أو ما دون ذلك لغرض لا يمكن ان يبرره التهجم على ذات البشر والكنه العقائدي الديني والاخلاقيات المشاعة والتي افترض وجودها قبل وجود هؤلاء.. ان هؤلاء المغرضين الذين اباحوا ما يغضب الله ورسوله من التهكم والتهجم لم يعد لهم غير الادعاء والافتراء وهو ان استطاعوه فهو داء لن يغذي شيئاً وفي عقلية هؤلاء على افتراض وجود عقلية اساسا لهم وهذه العقلية التداعوية التي تسير بالتداعي لكل غرض مريض مستهان لا يمكن ان يقبل ما تفضي به سواء من عقل أو منطق أو حق فهي تغدو خماصا وتعدو خماصا أيضا فلا هي سمنت وأسمنت ولا أغنت من جوع ولكي يعدّل المغرضون مسارهم فليس لهم سوى الحوار والتطارح الجاد في القضايا والاساسيات الحوارية التي تنفع وينفع الله بها فليس بالمساس بذوات الناس من غناة ولا في التعدي على فكرية وعقلية البشر من نجاح وسوف تظل الاطروحات البناءة حبيسة العقلية المريضة التي لا يرجى لها برء من داء فاذا كان الهدف هو البناء فلتغير الحدة والتصوير غير الايجابي الذي لا ينطوي سوى على خزعبلات التمرق والتنطيع غير المجدي برفاقه طلوعاً أو نزولاً. ان الواقع يعطي صفاء من الصحة بمكان ان يعلل أو يتطاول عليه بل يكاد ان يغيظ الزراع نباته اذا اشتد وتعالى في طوله وزهيانه ولولا رحمة الله وعطفه على عباده المحسن منهم والمسيء لأوجس المشيعون للاشاعات الدعاة للنقمة والفساد ريح العذاب والنار تتخبطهم اوجاعا واكبالا ويغشيهم موجها مدا وجزرا.. ان التعبير الصحيح للحق وعنه ليس بادخالات الاشاعة ومزجها بالكذب والسب بل واللعن احيانا واذا كان هناك من الظن ان هذا هو المتنفس الوحيد الواقع والحق فهو متنفس ارعن لا يجيد حتى التعبير عن كذبه والاشاعة الشبكية لا تصدر الا من متستر فكيف سيناظر بالحق؟ وكيف هي اطروحاته الحوارية وكيف يرى شكلية العقل المحاور؟
خلاصة التعبير ان الدفع باتجاه الحق بمعول الباطل شر مستطير والرفع عنه بتلبيس الحق بالباطل مردود فلا دليل ولا مستدل على جواز التهجم على ذوات الناس بغير الحق وفي نفسك يا صاحب الاشاعة انظر فستجد انك تخفيها لانك تخشى تتبع عورتك وفضحها فكيف بمن كلت له الشتائم واللمائم بغير الحق وقلت عن نفسك انك لهوية المسلم مستحق فأين اصل الاستحقاق المزعوم ومتى كانت الاشاعة غير الانترنت جادة صائب العقل وراجحه ممن يفطن لنفسه وفكره ان يضلل بالمكائد فليس كل ما ينشر تسري فيه الصحة والاشاعة بطولها وكثرة تداولها يحدث لها التخسيس والجفاف لان المشبع «المنبع» كان دافعا للهاوية وليس للقمة.
|