أهداف تصاعد عمليات الاغتيال الإسرائيلية

باغتيالها لأربعة من نشطاء حركة حماس الإسلامية، تمعن سلطات الاحتلال الإسرائيلي السير قدماً في إجهاض المحاولات الدولية والإقليمية لإعادة الحياة لمسيرة السلام التي عملت إسرائيل وبشتى السبل على عرقلتها، بل والقضاء عليها تماماً.
وتأتي عملية الاغتيال للرجال الأربعة التي تذكر التقارير الإسرائيلية أنهم من العناصر النشطة في كتائب عزالدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس الإسلامية، تأتي بعد وقت قصير من اغتيال القائد الفلسطيني عضو قيادة حركة حماس المهندس إسماعيل أبو شنب واثنين من مرافقيه لتزيد من عمليات الاستفزاز الإسرائيلي لهذه الحركة التي استجابت قيادتها لدعوات التهدئة، وأبرمت مع نظيرتها حركة الجهاد هدنة استمرت أكثر من خمسين يوماً نسفتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي، باستئناف عمليات الاغتيال الدامية التي تتم بواسطة الصواريخ التي تطلق من الطائرات المقاتلة على التجمعات المدنية دون أي محاذير من إصابة أعداد كبيرة من المدنيين، فعملية اغتيال المهندس إسماعيل أبو شنب تمت في أكثر شوارع غزة اكتظاظاً، وعملية الاغتيال الأخيرة جرت على شاطئ غزة بالقرب من مقر الرئاسة الفلسطينية الذي يضم مقار وإدارات عديدة دائماً ما تكون مزدحمة بالموظفين، وهذا ما رفع درجة التوتر في الأراضي الفلسطينية وزاد احتمالات المواجهة واتساع دائرة القتل التي أخذت تتزايد وتتركز في صفوف الفلسطينيين، ومرشحة للارتفاع بعد صدور العديد من التهديدات من القيادات الإسرائيلية، السياسية والعسكرية على حدٍ سواء. فبالإضافة إلى أقوال وتهديدات كبير الإرهابيين أرييل شارون ومواصلة وزير حربه الجنرال شاؤول موفاز ورئيس الأركان الجنرال موشيه يعالون، انضم ساسة الكيان الإسرائيلي إلى حملات التهديد والترهيب حيث كشف رئيس ما يسمى لجنة الأمن والسياسة الخارجية في الكنيست الإسرائيلي من أن تل أبيب عرضت على واشنطن خطة لإبعاد ياسر عرفات رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، ومحمود عباس «أبو مازن» رئيس الحكومة الفلسطينية وجميع القادة الفلسطينيين الذين عادوا إلى أرض الوطن بعد اتفاقيات أوسلو، وتتكفل سلطات الاحتلال الإسرائيلي بإدارة الأراضي الفلسطينية المحتلة، على غرار ما تقوم به القوات الأمريكية في العراق، ومن ثم تنظم انتخابات تحت إشرافها في الضفة الغربية وقطاع غزة لتشكيل حكومة ومؤسسات تتوافق مع المطالب الإسرائيلية.
هذه المخططات الإسرائيلية التي تمهد لها عمليات الاغتيالات التي تتصاعد يومياً، تشير إلى أن الإسرائيليين ومن يدعمونهم يبيِّتون شراً خطيراً لفلسطين والفلسطينيين، يتركز على تصفية القيادات الفلسطينية الوطنية الرافضة لسياسة الهيمنة والابتلاع الإسرائيلية وإحلال قيادات عميلة تنفذ ما يملى عليها.