Tuesday 26th august,2003 11289العدد الثلاثاء 28 ,جمادى الثانية 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

مستعجل مستعجل
في البيت الحرام..
عبدالرحمن بن سعد السماري

الذي يزور الحرم المكي الشريف.. تُبهره الدقة والتنظيم والنظافة والخدمات الكبرى التي يجدها في كل اتجاه.
** زحام شديد.. وأكداس وأكوام من البشر تزحف نحو الحرم.. وأخرى خارجة من الحرم.. ومع ذلك.. كل شيء على ما يرام.. والأمور تسير كعقارب الساعة.
** كل شيء منظم.. وكل شيء مرتب.. وكل شيء نظيف.
** حتى المئات ولا نقول العشرات من المتسولين الذين كانوا يملأون ساحات الحرم وما حوله.. اختفوا وهكذا كل المناظر الأخرى المشابهة.. لم يعد لها وجود.
** خدمات وحضور في كل اتجاه.. وعمل لا ينقطع طوال الأربع والعشرين ساعة.
** والوجود والحضور ساعة الفجر.. هو نفسه ساعة الظهر والعصر.
** عيون لا تنام.. والكل في خدمة الزوار والمعتمرين.
** وفي رحلة الذهاب إلى مكة المكرمة من مطار الملك عبدالعزيز الدولي.. تتلقفك سيارات الأجرة من كل اتجاه وهم يصيحون.. «مكة مكة» والأسعار تبدأ من »120» وتنتهي ب«150» ريالاً.
** والأجمل في الرحلة.. أنه مصرح فقط للسعوديين بالذهاب إلى مكة.. أما الأجنبي فهو ممنوع.. وهذه حسنة كبرى تثلج الصدر.. وتفتح المجال لشباب سعودي للعمل في هذا المجال.. وهي نوعية رائعة أدباً وتفاهماً وسلوكاً وتعاملاً أمثل.. ويمكن أن ينتظر حتى تُنهي عمرتك.
** الشيء الغريب.. ان طريق مكة.. صار مزحوماً بشكل عجيب.
** أرتال السيارات تملأ الطرق.. وأكثرها «خردات» مع الأسف بقيادة أجانب جاءوا من قريب أو بعيد.. وهم الذين يعرقلون الحركة وهم سبب الزحام.. وهم سبب التكدس والفوضى.
** ولو أنهم أُلزموا بالوقوف بعيداً.. والركوب في حافلات لانحل «90%» من مشكلة السير والاختناقات.
** تجد عشرات الخردات من موديلات قديمة.. تسير أمامك بقيادة أجانب.. هذه مبنشرة.. والأخرى متعطلة.. وثالثة واقفة وسط الطريق.. ورابعة ماسكة أقصى اليسار وتمشي الهوينى.. وهكذا.. والأغرب من ذلك.. أن أصحابها «قِشْران» «ينفخون» و«يِفْتْنُون» وكأنهم «أهل ديرة».
** وقد كان طريق = جدة - مكة = لا يستغرق سوى ثلاثين دقيقة.. واليوم.. يزيد عن الساعة.. بل يصل أحياناً إلى ساعة ونصف.. في الأوقات العادية.. وكله بسبب هذا الخردات.
** أضف إلى ذلك.. أرتال الأتوبيسات التي جاءت من كل حدب وصوب من العالم الإسلامي.. مليئة بالبشر.. وهذا.. لا غبار عليه.
** في داخل الحرم كما قلت.. كل شيء رائع.. ولا يُعكر صفو الحرم.. سوى بعض الطائفين الذين جاءوا «للشحاذة» فهو يطوف خمسين شوطاً ويتلفت هنا وهناك.. وهو.. إما كفيف أو ما شابهه ويبحث عن الرزق في المطاف.. وكان بوسعه أن يجلس في إحدى الزوايا.. والناس فيهم خير كثير.. بدلاً من تعريض نفسه والآخرين للخطر.
** هناك أمر آخر.. وهو أن بعض الزوار والمعتمرين «نفسه شينه» جاء وهو متوتر «نفسه على رأس خشمه» قابل للاشتعال في أي لحظة.. يبحث عن أي شخص يتخانق معه.. لا يُقدر كبيراً ولا متعباً ولا مريضاً.. ولا يُوقر أحداً.. بل يُطلق العنان لعافيته.. التي قد يُعاقب فتنزع منه متى أساء استخدامها.
** وفي الحرم أو حوله.. نشاهد أناساً تقام الصلاة وتنتهي الصلاة وهم وقوف أو يسولفون مع بعض أو يتلفتون.. ولا تدري.. لماذا جاءوا بالضبط.. ولماذا هم وقوف هكذا؟!!
** تستغرب تصرفاتهم.. وكيف تقام الصلاة وتنتهي وهم جلوس أو يتمشون..!!
** نعود ونؤكد.. أن الخدمات في بيت الله الحرام.. رائعة للغاية وتثلج الصدر.. وهي محل تقدير كل مسلم.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved