Tuesday 26th august,2003 11289العدد الثلاثاء 28 ,جمادى الثانية 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

شدو شدو
ليت وليت..!
د. فارس محمد الغزي

«1»
ليت كل جهة حكومية تبادر إلى اتخاذ حلول جذرية في سبيل تخفيف ازدحام مواقفها، من ضمن ذلك، في رأيي الشخصي، أن يتم الاستغناء عن الشوارع الفرعية المحيطة بهذه المؤسسات بحيث يتم اغلاقها واستغلالها كمواقف سيارات، فليس هناك من فائدة وراء كثرة هذه الشوارع الفرعية، بل إنَّ في اغلاقها فوائد أمنية يأتي في مقدمتها الحد من الحوادث المرورية الشائعة في هذه التفرعات الداخلية، فضلاً عن حقيقة كون ذلك سيخفف من اكتظاظ الشوارع الرئيسة التي تقع عليها هذه المؤسسات.
«2»
وليت الجهة المسؤولة أيضاً تصدر قراراً يُمنع بموجبه ازالة الجبال والهضاب في مدننا وذلك حين اقامة المنازل السكنية، واعتبار هذه الجبال مناطق استراتيجية ضرورية لامن الوطن ومن حق الدولة تملكها مثلها في ذلك مثل بقية الموارد الطبيعية، فلِمَ لا يتم - بدلاً من إزالة هذه الجبال - استغلالها فيما يُسهِّل - على سبيل المثال - امور الاتصالات في المدن، أو - وهذا أكثر إيجابية - استغلالها في اقامة ملاجىء آمنة حين تستدعي الحاجة لذلك، لاسيما في ضوء حقيقة خلو مدننا من مثل هذه الملاجىء؟.
«3»
وليت أن السعودة تعتبر مؤشراً من ضمن مؤشرات «الولاء الوطني» للفرد السعودي، بمعنى أن يتم من خلالها الاستدلال على مدى ولاء الفرد المسؤول.. التاجر.. لولاة أمره ولوطنه، فالسعودة إيمان وحب الوطن إيمان أيضاً ومن المحال ان يجتمع في قلب واحد حب الوطن وكراهية منح أفراده حقوق معاشهم.. فالحب أولاً وأخيراً هو المنح.. بلْه قمة العطاء.
وفي هذا المنحى يتوجب على شدو أن تشكر الاخ الذي «أسرَّ!» إليَّ بريدياً بالقول إنه دائماً ما يحترم الوقوف في «السرا» وعلى وجه الخصوص حينما يكون «المحاسب» سعودياً، بل وأضاف إنه غالباً ما يرد على المحاسب السعودي في حال اعتذر عن التأخير بالقول «وقتي كله لعيون السعودة!»، أما بطل الرواية البريدية هذه فهو الاخ «محمد بدر البدر/ الرياض»، الذي أُحيي فيه هذا الشعور الوطني، وقوله الجميل هذا ليس إلاّ صادراً من موقف أجمل منه وأجمل، فالسعودة في حقيقتها ليست بأنظمة تجارية يتم سنّها فحسب بل هي أيضاً «مواقف نفسية واجتماعية» يتوجب تجذيرها في عمق الثقافة لتصبح من ثم في عداد المسلمات الوطنية الممارسة عن قناعة.
وبالطبع فذلك أمر لا يمكن أن يتأتى مالم يتم صوغه من جوهر الثقافة عن طريق التربية والتعليم والإعلام.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved