بعد الاضطرابات المذهبية العرقية التي شهدتها مدينتا طوزخرماتو وكركوك العراقيتان بين الأكراد السنة وبعض التركمان الشيعة، شهدت مدينة النجف العاصمة الدينية للشيعة في العالم محاولة لاغتيال أحد مراجع الشيعة العراقيين «آية الله» محمد سعيد الطبطبائي الحكيم ابن عم رئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية محمد باقر الطبطبائي الحكيم، والذي يعد أحد الخمسة الكبار من المرجعية الشيعية في الحوزة العلمية في النجف.
عملية الاغتيال التي استهدفت المرجع الشيعي الكبير والتي أدت إلى مقتل ثلاثة من حراسه الشخصيين وإصابة أحد عشر آخرين من بينهم الحكيم جاءت بواسطة قنبلة وضعت خارج مكتبه وألصقت بأنبوبة غاز، والهدف من هذه المحاولة إشعال فتنة واقتتال ما بين الأجنحة الشيعية، فالمعروف أن المراجع الشيعية الخمسة الكبار في العراق ينقسمون فيما بينهم خاصة في نظرتهم وتعاملهم مع سلطات الاحتلال الأمريكي، ومجلس الحكم الانتقالي في العراق وموقفهم من التنظيمات السياسية الشيعية، فكبير المرجعية «آية الله» على السيستاني لايزال يقف على الحياد في تعامله مع زعماء الاحزاب السياسية الشيعية إلا أنه لم يمنح موافقته وتأييده لمجلس الحكم الانتقالي العراقي وفي نفس الوقت لم تصدر عنه دعوات أو فتاوى لمواجهة قوات الاحتلال.
أما باقي المراجع فمنهم من يؤيد المجلس الأعلى للثورة الإسلامية الذي يرأسه أحد المراجع «آية الله» محمد باقر الطبطبائي الحكيم، ويؤيده ضمنياً المرجع الذي تعرض لمحاولة الاغتيال «آية الله» محمد سعيد الطبطبائي الحكيم، في حين يحظى التجمع الذي يقوده مقتدى الصدر بتأييد مراجع شيعية أخرى وإن لم تعلن بوضوح هذا التأييد، إلا أن ابن المرجع الأعلى السابق مقتدى الصدر يحظى بتأييد وشعبية كبيرة لدى الشيعة في العراق، وهناك تنظيم سياسي ثالث وهو حزب الدعوة الذي يرأسه الدكتور إبراهيم الجعفري الرئيس الدوري لمجلس الحكم الانتقالي العراقي للشهر الحالي، وهذا التنظيم اهتماماته سياسية ولا ينافس على المرجعية؛ ولذلك فإن محاولة اغتيال الطبطبائي لابد وان تزيد من التنافر والتنافس بين جماعة الثورة الإسلامية وجماعة مقتدى الصدر، حيث يتخوف المهتمون بالشأن العراقي أن تفجر هذه المحاولة الصراع بل وحتى الاقتتال بين التنظيمين الشيعيين ليزيد ذلك من انهيار الأمن في العراق وعلى أيدي من كانوا يصنفون مؤيدين للاحتلال الأمريكي، الشيعة وقبلهم الأكراد والتركمان.
|