* بغداد الجزيرة:
يستعد رجل الدين اليهودي (ماريرو) للتوجه الى العراق قريبا لاداء مراسم الصلاة بالجنود اليهود الذين استقدمتهم القوات الامريكية لاحتلال العراق والمتواجدين حاليا في مدينة بابل الاثرية.
أعلن ذلك الكولونيل الامريكي (انبر) الذي وجدناه واقفا عند بوابة عشتار الاثرية، مؤكدا ان هناك اكثر من 1000 جندي امريكي يحتلون مدينة بابل الأثرية، وان عددا كبيرا منهم يعتنقون الديانة اليهودية فلا غرابة اذا قدم رجل دين يهودي من إسرائيل لاداء الصلاة بهؤلاء اليهود.
وقال الكولونيل الامريكي انه سمع الكثير عن مدينة بابل التاريخية لكنه لم يزرها من قبل، وهو يعلم ان النبي دانيال كان موجودا فيها، ويقول ايضا: انه قرأ عن الجنائن المعلقة وعن نبوخذ نصر وعن عملية السبي التي نظمها لليهود بعد أن انتصر عليهم، وعن الحملات العسكرية التي قادها هذا القائد العراقي الشجاع.
اما الضابط الامريكي (بانيت) فيقول إنني اشعر بالحزن وأنا أشاهد التراث الحضاري العراقي وقدتعرض للنهب والتخريب، وعندما سألته عن معنى ودلالات وجود القوات الامريكية في مدينة بابل الاثرية التي توثق حقبة مهمة وخطيرة من تاريخ العراق القديم قال: إننا قوات تحرير، وجئنا هنا لحماية الناس وليس لأي شيء آخر.
من جانبه قال مدير متحف بابل التاريخي عزيز سلمان ان موظفي المتحف يجلسون يوميا عند أبوابه لعدة ساعات ثم يعودون الى بيوتهم، ذلك لان المتحف مازال مخربا وخالياً من الأثاث وقد وعدتنا قوات التحالف بإعادة أعماره ولكن دون جدوى، مضيفا ان الموظفين يتولون تنظيم جولات آثارية للجنود الامريكان ليشرحوا لهم الإنجازارات التي حققها العراقيون قبل اكثر من أربعة آلاف سنة وهم بين مصدق ومكذب.
في هذه الاثناء شاهدنا عشرات من الخيم البيضاء المنتشرة في مدينة نبوخذ نصر وحين سألت الضابط الامريكي عنها قال انها مهيأة للجنود البولنديين الذين سيحلون محل القوات الامريكية في مطلع شهر ايلول القادم.
إما قصر صدام حسين الذي كان المواطن العراقي يراه من بعيد ولا يجرؤ أحد كائن من كان أن يقترب منه او ان يطيل النظر نحوه فقد تحول هو الآخر الى مقر للجنود الامريكان بعد أن امتدت اليه أيدي اللصوص فسرقت بوابته العملاقة.
الجنود الامريكان توزعوا على طوابق القصر الثلاثة واستخدموا جميع غرفه فيما تولى الضابط الامريكي (رولف) مهمة إدارة الشؤون الإدارية في القصر واصبح يعرف خفايا ذلك القصر المنيف وقد كان مثلنا مبهورا بما حواه القصر من فن معماري وزخارف ونقوش موشاة بالذهب في بلد يتضور أبناؤه جوعا. ورحم الله نبوخذ نصر.
|