* الباحة جمعان الكرت:
تحت راية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة الباحة المشرف العام على النادي نظم نادي الباحة الأدبي مساء الأربعاء الماضي ندوة ثقافية تحت عنوان «الإعلام ورسالته الأخلاقية» شارك فيها كل من معالي الدكتور حمود بن عبدالعزيز البدر أمين عام مجلس الشورى والأستاذ حمد بن عبدالله القاضي عضو مجلس الشورى ورئيس تحرير المجلة العربية وأدارها عضو النادي الدكتور ناصر بن علي بشية واستهلت الندوة التي حضرها وكيل الإمارة المساعد الأستاذ أحمد بن منيف المنيفي وعدد من المهتمين بالشؤون الثقافية بالقرآن الكريم تلاوة الطالب عبدالإله علي الغامدي فكلمة رئيس النادي الأستاذ سعد بن عبدالله المليص رحب فيها بسمو أمير المنطقة وبالضيفين الكريمين وتحدث عن جهودهما البارزة والملموسة في الجوانب الإعلامية والثقافية بعد ذلك طرح مدير الندوة الدكتور ناصر المحور الأول رسالة الإعلام حيث تحدث الدكتور حمود البدر عن الإعلام مشيراً إلى أنه سلاح ذو حدين يستخدم في الخير وفي الشر، يهدم ويبني يخلق التفسخ ويوجد الفضيلة، يرسخ القيم الإنسانية ويبددها.وأضاف أن الإعلام يقوم أيضا بإشارة الحفائظ ونشر الفضائح وفي ذات الوقت يزرع القيم ويحمي المجتمع.
وأشار في ثنايا حديثه إلى ضرورة تحديد أهداف رسالة الإعلام لما لها من أهمية في تعزيز الثقة وتنمية العلاقة مع المتلقي وقال بأن وسائل الإعلام ذات أهمية كبيرة لجميع دول العالم لتأثيرها المباشر وقدرتها الفاعلة في صياغة الرؤى وتحديد الاتجاهات واستشراف المستقبل.
وانتقل الحديث للأستاذ حمد القاضي الذي تطرق لواقع الإعلام العربي المسموع والمرئي والمقروء.
وقبل أن يتحدث في هذا الجانب عبر عن سعادته وسروره لتشريف سمو أمير منطقة الباحة هذه الندوة الثقافية ووصف حضور سمو الأمير بأنه دعم للثقافة والمثقفين بعد ذلك عرج في حديثه لرسالة الإعلام وقال بأنه يصوغ تفكير الشعوب وقناعاته وأضاف أن الدنيا أصبحت إعلام واقتصاد الاقتصاد يسير الأمم ويدفعها لمزالف الخطر أو طريق الخير والإعلام كرسالة يهم في البناء والتقويم.
وأردف بقوله بأن الإعلام أصبح هو المربي الحقيقي بعد ان ضعف دور الأسرة والشارع لذا فرسالة الإعلام حساسة ومهمة وحيوية.. وعطف حديثه عن الإعلام العربي ووجود عدد من القنوات الفضائية «الفضائحية» كما أسماها التي تبرز الصور الفاضحة التي ينجم عنها نقض الوضوء ووجوب الغسل.
وأردف بقوله بأن العديد من برامج الفضائيات في العالم العربي والإسلامي تهدم وتفرق الأمة العربية وتسبب في خلق عداوات ومشكلات بين القيادات وشعوبها.. وكل تلك تخدم أعداء الأمة والسبب في ذلك أنها لا تتكئ على نهج أخلاقي فهي تسير في وادٍ والأمة في وادٍ آخر.
بعد ذلك مسك زمام الحديث الدكتور البدر حيث فنّد الشروط التي ينبغي ان تتوافر لرسالة الإعلام كالمصداقية، الدقة، الأمانة، الهوية وذلك من أجل كسب المتلقي وتعزيز الثقة معه.
وأشار في ثنايا حديثه إلى التحديات التي تواجه الأمة كالتحديات التنموية، الاجتماعية، السياسية، الأمنية، الحضارية والتكنولوجية وبيّن أهمية تحديد أهداف الإعلام ليقدم خدمته.. التقط الحديث الأستاذ القاضي مؤكداً أهمية المصداقية مستشهداً بآيات قرآنية وقال القاضي بأن كل إعلامي لو استشعر عظمة الآية القرآنية «ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب وعتيد».. وما توحي من دلالات ومعانٍ فسوف يتحقق الهدف السليم والمطلوب للإعلام.
وقال القاضي ينبغي ان يكون الإعلام مسوقاً للفضيلة والخير وكل ما يخدم الأمة وأجيالها.. وقال مع الأسف الإعلام ضَخّم صورة الفنانين والفنانات وأصبحوا هم القدوة في المجتمع بينما علماء الأمة مهمشون.
وأضاف أن ذلك لا يعني ضد الفنانين ولكن عندما يصبحون هم محور القنوات الفضائية والوسائل الإعلامية الأخرى فذلك مؤلم للغاية.وأعطى القاضي شرحاً موجزاً بين الإعلام الماضي والحاضر إذ أصبح الإنترنت «الغابة الإعلامية» في متناول الجميع وفي جميع الأوقات والأماكن.. لذا لا بد من وسائل منافسة تتخذ من الاختصار والجودة نهجاً لها.انعطف الدكتور البدر في حديثه عن الوسائل الإعلامية التي تمور في المجتمع.. والوقاية منها لا يتم بالحجب بل بتوفير البدائل المناسبة وبث الوعي من أجل خلق مناعة وحصانة لدى شرائح المجتمع.
في أعقاب الندوة تفضل سمو أمير منطقة الباحة الأمير محمد بن سعود بالمشاركة عن طريق مداخلة عن موضوع الندوة.. إذ أعرب في بداية حديثه عن شكره وتقديره للمحاضرين كما ثمّن أفكارهما الجيدة وطرحهما الواعي وأسلوبهما الشيق وقال سموه وأنا أفكر في طرح مداخلتي أتساءل هل هذه الندوة تتكلم عن الإعلام العربي أم العربي الخارجي.
وأضاف سموه بأننا نمتلك الوسائل الإعلامية ويوجد الكثير من المفكرين والإعلاميين والكتاب.. إلا أنني أتساءل أيضا من يسمع هؤلاء؟ هل يسمعهم الأوروبيون أم الأمريكيون أم الآسيويون.. وقال سموه نريد إعلاماً عالمياً على غرار ما تطرحه الوسائل الإعلامية البارزة سواء أوروبية أو أمريكية ودعا سموه إلى ضرورة مخاطبة الآخر وذلك بتوجيه إعلام واعٍ يستطيع الوصول إليهم سواء في الشرق أو الغرب وذلك بالحديث عن الإسلام وآدابه والعادات العربية العريقة، والتنامي الحضاري والازدهار الذي يشهده وطننا الغالي عندها نستطيع تغيير الصدور الباهتة المرسومة في أذهانهم عنا نستطيع إبراز التقدم المادي والبشري والحضاري الذي تشهده بلادنا.
الأستاذ القاضي عقّب على حديث الأمير وقال بأن سمو الأمير أثرى الندوة بطرحه الواعي.. وامتداداً لهذه الرؤية الجيدة أتمنى من نادي الباحة تبني تنظيم ندوات عن هذه الفكرة يشترك في صوغ أفكارها عدد من النخبة.. والتطرق إلى التحديات الإعلامية التي تواجهها المملكة في ظل الحملات المسعورة من وسائل الإعلام الغربية.
وقال القاضي فعلا نحتاج إلى خطاب لتصحيح الصورة من الشوائب والوقوف أمام التحديات بجميع أنواعها.. ووصف البدر في مداخلته المختصرة حديث الأمير محمد بن سعود بأنها قيّمة مؤكداً أهمية إدراك مخاطبة الآخر بالأسلوب العقلاني المفيد.وفي نهاية الندوة تفضل سمو أمير منطقة الباحة بتسليم درعين تذكاريين للمحاضرين معالي الدكتور حمود البدر والأستاذ حمد القاضي ودرعين آخرين لوكيل إمارة منطقة الباحة المساعد الأستاذ أحمد المنيفي ومدير عام العلاقات العامة بإمارة المنطقة الأستاذ أحمد السياري.
كما قام رئيس النادي الأستاذ سعد المليص بتسليم درع النادي لراعي الندوة سمو الأمير محمد بن سعود تقديراً وعرفاناً من النادي لتفضله برعاية أنشطة النادي المتنوعة..
لقطات:
قام التلفزيون السعودي بتسجيل كامل لمجريات الندوة.
تألق الأستاذ أحمد هلال مقدم الندوة..
تغيب عن الندوة عضو النادي الدكتور سعيد عطية أبو عالي لارتباطات مهمة خارج المملكة.
الأستاذ خالد عمير أجرى لقاءات تلفزيونية في أعقاب الندوة.
امتد الحديث حول مداخلة الأمير أيضا في أروقة فندق قصر الباحة.
أقام النادي الأدبي مأدبة عشاء على شرف المحاضرين في فندق قصر الباحة.
|